تدوينات حرة

تدوينات حرة : طفلة لم تُستقبل بأى زغرودة .. إنها غنيمة خليل علي .. الشهيرة بمديحة يسري

عندما أتصفح الفيسبوك أو تويتر أقابل الكثير و الكثير من الموضوعات و التدوينات التي تأخذني و يأخذني سلاسة أسلوب كاتبها أو مدونها و تشعر و أنت تقرأ أنك نفسك تقول الكلام اللي بيقوله فقررت أن أخصص في موقعنا شعب مصر باباً للتدوينات الحرة لكل من يُحب أن يكتب في موضوع يُفيد المصريين أو يُنعش ذاكرتهم أو يُحيي ذكريات الماضي الجميلة أو يُعطيهم نصيحة مفيدة .

 

   خالد شهاب

 

في يوم ٣ ديسمبر من العام ١٩١٨

على عكس ما الأم متوقعة جوزها لما عرف أن جاله بنت مزعلش.. فرح وبقى طاير بيها وده اللى خلى الأم تدي الأوردر لكل الستات الموجودات في البيت وقتها بإنهم يزغردوا..
يوم بعد يوم بدأ الأب يتعلق أكتر بغنيمة اللي كانت علطول مبتسمة.. وبعد كام يوم بدأ يحس إنها وش السعد عليه.. وفي مرة كتبت غنيمة مقال اتكلمت فيه عن إزاي إنها كانت “وش الخير على ناس كتير” .. وإزاي بمعنى أكثر دقة كانت “مبروكة” زي ما كان ناس كتير من اللي يعرفوها بيقولوا ..
بتقول في المقال إنها قبل ما تتولد أبوها كان صرف نص فلوسه على الدكاترة اللي مكنوش لاقيين علاج مناسب لارتفاع السكر في دمه لكن يوم ما اتولدت الدكتور ابن الحلال لقى علاج فعال لحالته .. وعرف أبوها لأول مرة طعم الراحة..
وقالت كمان إن بعد موضوع علاج أبوها ما انتشر بقى أفراد العيلة يستبشروا بيها خير.. فكل واحد بقى يجي يتمسح فيها ومنهم واحد تاجر كانت تجارته مرتبطة بالبورصة وكان بيزورهم تقريبا كل يوم .. واليوم اللي تضحك له فيه كان يكسب فلوس كتير وكان بيخصص جزء منها لغنيمة في شكل هدايا وألعاب..
في سن خمس سنين دخلت غنيمة مدرسة الغورية للبنات .. وفي المدرسة أظهرت غنيمة ذكاء طيب في مختلف العلوم فانتقلت بتفوق لمدرسة شبرا .. ومن بعد الابتدائية انتقلت لمدرسة الفنون الطرزية.. ورغم إنها كانت متفوقة في الدارسة إلا إن أبوها فاجئها في يوم بقرار “كفاية تعليم لحد كده”..
يومها فضلت غنيمة تبكي بحرقة وتسأل “ليه.. إذا كنت أنا شاطرة والكل بيحلف بشطارتي؟” .. وكان رد الأب “إنتي كبرتي والأفضل إنك تحصلي على شهادة الزواج”..
بعد شهر وكام يوم .. وفي سن 15 سنة فوجئت غنيمة بأول خطيب بيدق على الباب.. وكان شاب ثري من شبرا عنده عمارتين وشغال في وظيفة حكومية مرموقة.. لكن غنيمة رفضت وأصرت أنها ترتبط باللي بتحبه.. واللى بتحبه كان ابن الجيران اللى كان لسه بيدرس في الجامعة..
وقتها الأب عارض وقال “أدي أخرة البنات اللي بتتعلم”.. لكن غنيمة عاندت وحبست نفسها في أوضتها اسبوع بلا أكل ولا شرب.. لحد ما أبوها حس إن بنته بتروح منه.. فاعتذر للخطيب الثري وقرر أنه يستجيب لرغبتها..
اتفق الأب مع الطالب الجامعي على إتمام الجواز بعد سنة لما يكون خلص كلية التجارة.. وبعد سنة خلص الشاب الجامعي .. بس ما اتقدمش.. وعرفوا إنه جات له وظيفة خارج القاهرة وفضلها على أي حاجة تانية.. بما فيها غنمية نفسها..
في الوقت ده الكل توقع إن غنمية تنهار لكن اللى حصل إنها منهارتش.. وفضلت تعدي أيامها وحبها لابن الجيران بيقل لحد ما قالت “أركز في حياتى أنا وبس”..
وفي يوم من الأيام يا سادة يا كرام وهى في “جروبي” مع صديقاتها لاحظت إن في واحد مركز معاها بشكل مبالغ فيه.. وبعد شوية قرب منها وقالها إنه يبقى المخرج محمد كريم وإنه بيبحث عن وجوه جديدة للسينما وعايزاها تبقى واحدة منهم ..
هنا توقف الزمن.. ومر شريط طويل من الذكريات قدام غنمية ووقف الشريط عند كلام زمايلها في المدرسة الطرزية لما كانوا بيقولوا لها إنها تنفع ممثلة لأنها جميلة بشكل كبير جدا.. وعلشان كده ردت بسرعة وقالت “مفيش مانع يا أستاذ كريم”..
انتهز كريم الفرصة وقالها “طيب تعالى معايا نروح نقابل محمد عبدالوهاب اللى هتشاركي في فيلمه ممنوع الحب”.. لكن غنيمة رفضت وقالت له “بلاش النهارده خليها بكرة”..
وافق كريم على مضض واستأذن .. ومشيت غنمية تفكر في حاجة واحدة بس.. الفستان اللى هتروح تقابل بيه عبدالوهاب ومنين تجيبه وهى مفيش معاها تمنه ؟.. فجأة افتكرت الساعة الغالية اللي في إيديها فدخلت محل باعتها ورجعت البيت جابت الكام جنيه اللي حوشتهم وراحت اشترت فستان آخر شياكة..
وتاني يوم كانت غنمية قاعدة قدام عبدالوهاب اللي قال بعد حديث واختبار إنها “كويسة خالص وتنفع”.. بس حاجة واحدة بس كانت واقفة عقبة قدامه.. اسمها.. “غنيمة مش اسم فني”.. وعلشان كده فضل عبدالوهاب وكريم يعرضوا عليها كام اسم فني وهي ترفض لحد ما عبدالوهاب قال “خلاص لقتها.. من هنا ورايح اسمك هيبقى مديحة يسري”..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى