فى رسالة «بولس الرسول» إلى (أهل أفسس) آية تقول «اِغْضَبُوا وَلاَ تُخْطِئُوا. لاَ تَغْرُبِ الشَّمْسُ عَلَى غَيْظِكُمْ» (أف ٢٦:٤)
وترجمتها، من الطبيعى أن يشعر الإنسان بالغضب فى بعض المواقف، لكن عليه أن يتحكم فى هذا الغضب وألا يجعله يقوده إلى ارتكاب الخطايا. الغضب بحد ذاته ليس خطيئة، ولكن التصرف بناءً عليه هو ما قد يكون خطيئة.
هذا ما أتمناه على كل مصرى وطنى غيور على وطنه، اغضب من إخوان صهيون الذين تظاهروا أمام سفارتنا فى تل أبيب، اغضب وصب جام غضبك على «خليل الحية» وكل حيات حماس وإخوتها، اغضب لمصر التى يحاصرونها بالأكاذيب والسرديات الزائفة، أغضب لشعبك وقيادتك وجيشك.
اغضبوا أنى لكم هذا، ولكن لا تخطئوا فتكفروا بالقضية الفلسطينية، ولا تخطئوا بحجب المدد العاطفى والإنسانى عن إخوتكم المعذبين فى الأرض المحتلة، وما تقدموه لهم من عون يعلمه الله، هو خيرا وأعظم أجرا. القيادة المصرية الحكيمة، لم ولن تتخلى عن القضية الفلسطينية، واجبها الوطنى والعربى والإنسانى، قيادة تعرف الواجب، وترسم خطوطا حمراء تحفظ بقاء القضية برفض التهجير والتوطين والوطن البديل.
الجيش المصرى العظيم على العهد حارسا على حدود القضية، والشعب المصرى الكريم على العهد كرما وتعاطفا، ولو كانت اللقمة فى فم جائع لأطعم بها طفلا فلسطينيا يقاسى أهوال حرب الإبادة جوعا.
اِغْضَبُوا وَلاَ تُخْطِئُوا، اغضبوا لوطنكم، لكن لا تكفروا بالقضية الفلسطينية، ولا تعاقبوا المعذبين فى غزة بما فعل السفهاء قبالة السفارة فى تل أبيب، هذا من فعل إخوان صهيون.
هذا ما يريده منكم عدوكم، إخوان صهيون عدو لكم فاحذروهم، مرادهم فتن الشعب المصرى من حول قضيته، القضية الفلسطينية قضية مصرية أولى، ونحن أولى بها، لحمنا وعرضنا، وإخوتنا وأهلنا، ولا يحزنكم النكران والجحود.
جل أهلنا فى فلسطين ينظرون إليكم، ويتدثرون بغطائكم، يحتمون بكم، وينتظرون المزيد من عطائكم الفياض، أخشى إذا تخليتم ضاعت القضية، وإذا فقدت القضية حائطها المصرى الذى تستند إليه انتهت، صارت حقوق الفلسطينيين مثل قبض ريح.
مصر تمسك بتلابيب القضية، ولا تريد منهم جزاء ولا شكورا، مصر الشريفة لا تقامر بالقضية فى أسواق النخاسة السياسية، ولا تتبضع دورا، ولا تفرض واقعا، مصر تتعامل بشرف فى زمن عز فيه الشرف. اِغْضَبُوا وَلاَ تُخْطِئُوا، الغضبة الشعبية الوطنية المصرية من نكران الحمساوية لتضحيات مصر من أجل القضية الفلسطينية، لها ألف سبب وسبب، ولسنا فى معرض تسبيب الأسباب أو إحصاء مواقف النكران والإنكار والجحود (الحمساوى).. إن كنتم نسيتوا اللى جرى هاتوا الدفاتر تتقرا. من شب على شىء شاب عليه، بلغت الخيانة مبلغها، مأساويتها بل هزليتها السياسية فى مظاهرة بائسة لإخوان صهيون قبالة السفارة المصرية فى تل أبيب دون خجل، يجاهرون بخيانة القضية الفلسطينية، كما النوم فى أحضان العدو الصهيونى (يا فرحة نتنياهو بكم). صحيح اللى اختشوا ماتوا عرايا، ولكنها البجاحة الإخوانية السياسية فى تجليها، مظاهرة عار وشنار، الخيانة الإخوانية للقضية الفلسطينية فصول تروى، ولكن هذه الصورة القميئة لمظاهرة العار ستظل تلاحق الإخوان أمد الدهر.
بقلم الكاتب الصحفي / حمدي رزق
” يُسبب أضراراً بالغة علي الدماغ و تمزق في الرئة فاحذروا يا مدخنين الڤيب
المحلية والمستوردة ..
.. ڤيديو
إسرائيل ..
