في مقال كاتبنا اليوم يترك العنان لمشاعره و قلمه ليتحدث عن الفنان الراحل القدير لطفي لبيب و عن ضيق الفنان صبري فواز من المتنطعين المنتشرين علي السوشال ميديا ليُلقوا بسُم أفكارهم في عقول و نفوس الضعفاء و الجهلاء الذين يُصدقونهم أو يتطاهروا بذلك خشية اللوم من أمثال هؤلاء الذين نتمني أن تنشق الأرض و تبتلعهم فكتب من خلال المصري اليوم :
الفنّان لطفي لبيب الله يرحمه
وكتب الفنان الكبير «صبرى فواز» عبر صفحته الشخصية بموقع «فيسبوك» معربا عن ضيقه وحنقه من بعض مرضى القلوب الذين يضنون على طيب الذكر الفنان الجميل «لطفى لبيب» بالرحمة فحسب لأنه مسيحى!
يقول فواز: «هل تعلم أيها (الل..) ياللى بقى فى إيدك موبايل وبتكتب (ما ينفعش نترحم على لطفى لبيب).. أنه ساعة ماكان (أبوك) بيتعلم المشى لسه، كان الأستاذ لطفى لبيب بيحارب العدو على الجبهة؟! كأحد أبطال حرب أكتوبر اللى دخلوا الجيش سنة ٦٧.. وفضل لحاااد ما خلصت حرب أكتوبر ٧٣».ضجر صبرى فواز مبرر تماما، أخشى سيصاب بفرع وهلع عندما يطالع سؤالا أشبه بعقاب فورى: وما ديانة صبرى فواز؟!لا أتزيد، محركات البحث (جوجل تحديدا) يزحف على حوائطها الإلكترونية هذا السؤال كحية رقطاء تسعى فى أثر فواز، لسبب أنه رفض (التنطع الدينى) على فنان جميل رسم الابتسامة على وجوه الطيبين. بصراحة، جو خانق هذا الذى نعيشه، نتنفسه، نسبة ثانى أكسيد الكربون زائدة فى الفضاء العام. المحتسبون الجدد ينشطون مجددا فى الفضاء الإلكترونى. يحتكرون الرحمة، ويوزعونها على هواهم الصحراوى. جماعة (لا تجوز عليه الرحمة) لوثوا الفطرة الطيبة التى جبل عليها عامة المصريين الطيبين بسخام (هباب) صدورهم، تعبر عنها ألسنة الأفاعى متربصة فى الدغل الإلكترونى، ألسنة حداد، حادة، طويلة تستاهل قطعها!الله يرحمه ويبشبش الطوبة اللى تحت راسه، العم الطيب «لطفى لبيب» لو علم غيبا أن هناك من سيقابل ابتسامته الطيبة بهذا العبوس والجحود والنكران والإنكار ويضن عليه برحمة الله التى وسعت كل شىء، أخشى كان سيغادرنا حزينا، ولكنه حتى آخر نفس لم يكن ليفقد ابتسامته أبدا.
ضيق الفنان «صبرى فواز» تعبير عن ضيقنا جميعا، أكلما رحل عنا رجل طيب، إنسان، فتشنا فى ديانته، هذا يدخل فى باب العيب، ولكن إن طلع العيب من أهل العيب ميبقاش عيب، بين ظهرانينا من لا يعرف العيبة ولا يحترم الشيبة، ولا يتعظ أمام جلال الموت، أخشى الموت مبقاش له جلال يا جدع!جرب أن تكتب عن جواز الرحمة على غير المسلمين، سيقفز فى وجهك كلام موجع مؤذ تنشره مواقع تحمل لافتات إسلامية، ومقولات منسوبة لمن يزعمون إمامة، تنتهى جميعا أنه من قبيل (الاعتداء فى الدعاء)، تخيل الدعاء بالرحمة الترحم على غير المسلمين من قبيل الاعتداء فى الدعاء!!
يا ويلااااااه الترحم على العم الطيب «لطفى لبيب» صار من قبيل الاعتداء فى الدعاء، وهو من عاش يحنو على خشاش الأرض، ويحدثك عن طيبته طوب الأرض.إذا لم تكن رحيما مترحما وهذا شأنك، فلا تتنطع على الرحماء المترحمين، ولا تستنكر ترحمهم، ولا تستنكف إنسانيتهم، ولا تحرف بوصلة الرحمة، ولا تتجاوز فى حق الأموات، أصمت وأكفّ الطيبين شرك.المعلم الراقى، رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ضرب مثلا، قام لجنازة يهودى، ومنسوب إلى صاحب الخلق العظيم قوله، «إذا رأيتم الجنازة فقوموا» وجاء فى بعض الروايات: قالوا: يا رسول الله إنها جنازة يهودى فقال: أليست نفسًا؟!هذا الذى أضجر «صبرى فواز»، وضاق به صدره، يترجم (التألى على الله)، تجرؤ على مقام الله وقدرته وعلمه، سبحانه أرحم الرحمين، تعنى «الأكثر رحمة من بين الرحيمين». وهى صفة من صفات الله عز وجل، وتعنى أن الله تعالى أرحم وأكثر رأفة بعباده من أى أحد آخر..أخشى تاليا سؤلا سقيما من محتسب بائس يروج بين الناس، وما ديانة كاتب هذه السطور؟!