مقالات صحفية

سؤال الرعب .. هل تمتلك مصر «أرنب الساحر» فى قبعة الغموض الاستراتيجى ؟!

 

الكاتب الصحفي  : دندراوي الهواري

مصر، ولأول مرة فى تاريخها تمارس غموضا استراتيجيا، جعل من أجهزة استخبارات كبيرة، سواء كانت معادية، أو حتى صديقة، تزداد حيرة، ولا تستطيع حسم قدرات مصر العسكرية، على سبيل المثال، بدقة ووضوح، فى ظل أن الأمر انتقل من فكرة التسليح بأحدث العتاد، وتنوع مصادره، إلى استراتيجية عسكرية شاملة وقوية!
بالتوازى، فإن المراقبين، يصفون ما يكتنف الاستراتيجية العسكرية المصرية، بفقرة «الساحر» المالك لأدواته، التى يقدمها على المسرح.. يمتلك بعد تقديم العرض، وقبل نهايته، قبعة يُخرج منها الأرنب، ليتفاجأ كل المتفرجين الجالسين على مقاعد داخل المسرح، أو الملتفين حول شاشات القنوات التليفزيونية الناقلة للحدث، بهذا الأرنب! فينقسم المتفرجون إلى فريقين، الأول يبدى إعجابه الشديد بقدرات الساحر، على الخداع البصرى والقدرة على إخراج «أرنب» من قبعته التى كان يرتديها وكانت خاوية؛ أما الفريق الثانى فيُبدى إعجابه بقدرات الساحر، على إخفاء الأشياء، وأنه يمتلك أدواته.
ويمثل الأرنب، أهمية بالغة فى السحر، وعند السحرة، خاصة فى الميثولوجيا الأوروبية، ومن قبلها التاريخ المصرى القديم، إذ أن أرجل الأرنب كانت تستخدم تعاويذ لمنع الإصابة بالحسد والسحر، أما رأس الأرنب فتستخدم كتعويذة لصد المخاطر، وتُدفن فى الأرض؛ وفى روايات قديمة عند المصريين، يُقال إن الأرنب، وخاصة رأسه، كانت تدفن مع الكنوز الأثرية، من ذهب وفضة، لمنع سرقتها، وخداع اللصوص وعدم قدرتهم على الوصول إليها.
الإعلام الإسرائيلى، خاصة المعبر عن المؤسسات الرسمية، مشغول ليل نهار بمصر، للدرجة التى يتخيل فيها أى محلل أو مراقب، أن الإعلام المصرى لا يهتم بنفس القدر وفرد المساحات التى يهتم بها الإعلام الإسرائيلى عن مصر، وجيشها؛ ضجيج مزعج عبارة عن تصريحات على ألسنة مسؤولين وعسكريين إسرائيليين، سواء حاليين أو سابقين، عن قوة جيش مصر، واعتادوا ترديد السؤال البائس الذى كان يردده أسوأ من مر على الأمة، جماعة الإخوان، والمتعاطفون على أنفسهم: «لماذا تشترى مصر كل هذه الأسلحة، المتطورة والحديثة، القادرة على السيطرة جوا وبحرا وبرا؟».
كان هرتسى هاليفى، رئيس أركان الجيش الإسرائيلى، المستقيل، أبرز من تحدث عن قوة جيش مصر، تدريبا وتسليحا، وهو التصريح المفاجئ، الذى يؤكد أن الحكومة الإسرائيلية ومؤسستها العسكرية، يحملون من النوايا السيئة، والمخططات الخبيثة، الكثير.
لكن التصريح الأكثر وضوحا ويؤكد أن إسرائيل فى حالة ارتباك شديد من حالة الغموض الاستراتيجى التى تنتهجها مصر، جاء على لسان «مصدر مسؤول» والذى أكد أن مسألة تسليح جيش مصر، «تحظى بأولوية قصوى على طاولة الحكومة الإسرائيلية بشكل عام، ووزير الدفاع».
أيضا لا يمكن أن ننسى التساؤل الذى طرحه مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة دانى دانون، عن أسباب اقتناء الجيش المصرى معدات عسكرية حديثة رغم عدم مواجهة البلاد أى تهديدات، معتبرا أن ذلك يدعو للقلق.
هذا الضجيج والصخب فى الدوائر الرسمية الإسرائيلية، والإعلام العبرى بكل مشاربه، من الاستراتيجية العسكرية المصرية، يطرب كل مصرى وطنى، إذا ما وضعنا فى الاعتبار أن هذه الاستراتيجية محاطة بقوة الغموض، وأن العيون المصرية الساهرة، تقف بالمرصاد وتنفذ بقدرة فائقة، غموضا يستحق أن يُدرس فى أعتى الأكاديميات العسكرية والاستراتيجية؛ وكيف لا، وأن مصر متمرسة فى القدرة على الإخفاء والغموض الاستراتيجى، وما حرب أكتوبر 1973 إلا دليل قاطع وواضح، عندما أخفت خوض الحرب، وموعدها، وفاجأت العالم كله بالضربة الجوية التى مهدت لأعظم انتصار عسكرى فى التاريخ الحديث.
الخوف والارتباك المسيطر على كل الدوائر الرسمية الإسرائيلية، والإعلام الناطق بالعبرية والإنجليزية، من الغموض الاستراتيجى المصرى، والخوف من قدرات الجيش المصرى ونوعية تسليحه وقدراته فى مواكبة التكنولوجيا والذكاء الاصطناعى، فى إطار استراتيجية عسكرية قوية، ما يمثل لغزا، ويشكل مفاجأة كبرى فى حالة ما انزلقت إسرائيل وفقدت حكومتها المتطرفة عقلها وصوابها وبادرت بالهجوم على سيناء، فإن مصيرا صعبا ومعقدا ينتظرهم.
نجاح عظيم، ومبهر ومشرف لرأس النظام والأجهزة المعنية التى تمارس هذا الغموض الاستراتيجى، وتمتلك قبعات السحرة، لاستخراج منها كل ما هو غير متوقع، ومثير للخوف فى قلوب الأعداء. .

ڤيديو : الفنّان الجميل محمد محمود و المسافة صفر في أعلي نسبة مشاهدة

تركي آل شيخ يعرض ڤيديو لنجاة أحمد عز أثناء تصويره مشهد من فيلم the seven dogs … دي عين طارق العريان

 

 

صلاح X مرموش.. ما الحب إلا للحبيب الأول

باسم الدين وتحت راية شعارات الفتح الزائفة.. انتهاك سيادة سوريا بدموية مفرطة !

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى