مقالات صحفية

الفول صديقى ..

الكاتب الصحفي / حمدي رزق - موقع شعب مصربقلم الكاتب الصحفي  /  حمدي رزق

في مقال اليوم تعرض كاتبنا لعشقه للفول و عودة الحياة لطبيعتها ليري عربات الفول في كل مكان فكتب :

وعادت الحياة سيرتها الأولى، وظهرت عربات الفول مجددًا على النواصى وفى الحارات بعد طول اختفاء، مرت أيام العيد طويلة وأنا متشوق لطبق الفول بالزيت الحار والبهار، وفص ليمون، وبصلة صغيرة تغير طعم الحياة.

صح القول فى غالب المصريين الطيبين، «الفول صديقى»، صديق المصريين، الطبق الرئيس والمحبب والمفضل، لا أعرف طعم الحياة بدون فول، أخشى حياة قاسية إذا ضنت على المشتاق بطبق فول ساخن شهى يتصاعد منه البخار، ولا طبق فتة بلحم كندوز، فتة الغلابة كما يقولون فول مدمس بعيش محمص وطرشى بلدى مفرط الملوحة.

طبق الفول فى الحالة المصرية، نموذج ومثال لما يجتمع عليه غالب المصريين إلا المصابون بالقولون، ربنا معاهم جد محرومين من متعة حياتية، فيه سحر خاص، يقال إن «كهنة آمون» كانوا يقدمون طبق الفول للملك الإله، وصار طعام الملوك، ويحكى أن بناة الأهرامات كانوا يقتاتون الفول ومشتقاته سيما البصارة، تمدهم بمدد مستدام وجلد لإنجاز معجزة الأهرامات الكونية، وأبوالهول شاهد.

ويشهد البروفيسور «أسامة حمدى» أستاذ الباطنة والسكر فى جامعة هارفارد، كون الفول بالزيت الحار والليمون البنزهير، غذاء مثاليا وصحيا لمرضى السكرى، مائدة السماء لإطعام المصريين.

طبق الفول ليس طعامًا شعبيًا عاديًا، طبق استثنائى ذو مدلول حقوقى، تتجسد فيه المواطنة والمساواة وكل حقوق الإنسان فى المأكل والمشرب، على عربية الفول تتساوى الرؤوس، لا فارق أمام قدرة الفول بين ساكن الكمبوند، وساكن العشة، عربية الفول تجمع الفرقاء، بعض المحدثين، محدثو النعمة يلتقطون سيلفى على عربة الفول الذكرى الخالدة.

«الفول صديقى» فى العنوان أعلاه، ليست مزحة، عنوان فيلم مصرى كوميدى ملون تم عرضه أول مرة فى الـعام ١٩٨٥، بطولة سمير غانم (أبوزيت الهلالى) الذى يبيع الفول والفلافل، ويقرر الانتقال إلى الزمالك، ويتزوج من (ميرفت) دون علم والدها فى عمارته، سحر الفول بالزيت الحار من سحر هاروت وماروت!!.

تذكرت الفيلم اللطيف وأنا فى حالة شوق، على طريقة طيب الذكر بت مشتاقا، الشوق الشوق الشوق حيرنى الشوق الشوق سهرنى الشوق الشوق ليه بس يا قلبى تبص لفوق.. (تبص للحوم).

بحثت حتى حفيت قدماى على عربية فول خرقت الحظر الطوعى فى رمضان، أو عربة شقية كسرت ناموس العيد، شوق عارم لعربية الفول التى اختفت بفعل فاعل فى صباحات رمضان لأسباب (صيامية)، افتقدت عربة الفول حتى فى أيام العيد لأسباب (كحكية)، جريا على عادة المصريين استبدلوا الفول بـ«الكعك» وهذا من لزوميات العيد.

جد بحثت عنها كحبيب مفقود على النواصى والحارات، وسألت عنها عابر سبيل، ولم يعوضها علب الفول المحفوظة وارد كاليفورنيا، تخيل الفول فى مصر أمريكانى، سلعة استفزازية مستفزة، فين فول «قها» الشهير، وهذا حكى مثير، وأنا الليلة مشغول بالبحث عن عربة الفول.

المتضرر الأول من الإجازات الحكومية، الفقير إلى الله، ومثلى كثير، هناك ارتباط شرطى بين عربات الفول على الناصية والموظفين فى الأرض، الموظفون هم رواد عربات الفول، فإذا قرر رئيس الوزراء «بكره إجازة» تختفى عربات الفول من فورها.

تضجرنى الإجازات على طريقة المبجل سامح حسين (قطايف)، وفى ذاكراتى الفنان التونسى «لطفى بوشناق» وهو يغرد «خذوا المناصب والمكاسب… لكن خلولى الوطن»، ومثله أقولها متألما «خذوا الإجازات رسمية وعادية واعتيادية وعارضة ومرضية لكن خلولى عربية الفول».

صلاح X مرموش.. ما الحب إلا للحبيب الأول

 

تركي آل شيخ يعرض ڤيديو لنجاة أحمد عز أثناء تصويره مشهد من فيلم the seven dogs … دي عين طارق العريان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى