تدوينات حرة

حقيقة حقن الأوزيمبك والمونچارو للتخسيس !

 

عندما أتصفح الفيسبوك أو تويتر أقابل الكثير و الكثير من الموضوعات و التدوينات التي تأخذني و يأخذني سلاسة أسلوب كاتبها أو مدونها و تشعر و أنت تقرأ أنك نفسك تقول الكلام اللي بيقوله فقررت أن أخصص في موقعنا شعب مصر باباً للتدوينات الحرة لكل من يُحب أن يكتب في موضوع يُفيد المصريين أو يُنعش ذاكرتهم أو يُحيي ذكريات الماضي الجميلة أو يُعطيهم نصيحة مفيدة .

 

د . أسامه حمدي

د . أسامه حمدي

زاد اللغط في مصر بشأن حقن التخسيس؛ الأوزيمبك والمونچارو، التي أصبح من الصعب العثور عليها رغم ثمنها الباهظ. ولقد أدلى كل من هب ودب برأيه في هذا الموضوع، خاصة ممن يدّعون أنهم أخصائيو سمنة أو تغذية، وممن فتحوا مراكز لخفض الوزن رغم ضحالة معلوماتهم الطبية والغذائية في وسط مجتمع يخيم عليه الجهل الصحي، وتسيطر عليه فيديوهات السوشيال ميديا، و”التيك توك”، والبودكاست؛ لذا كان من الواجب علىَّ التوعية ونشر المعلومات الصحيحة عن هذه الحقن وتأثيرها، خاصة أنني قضيت معظم عمري وأبحاثي في مجال السمنة والتغذية ومرض السكر. وهذه بعض الأسئلة المهمة وإجاباتها الواضحة:
نعم، تخفض الوزن عند معظم مرضى السمنة، ومرضى السكر، ويكون خفض الوزن أكبر عند المرضى الذين يعانون السمنة فقط بدون السكر؛ ففي حين أن متوسط خفض الوزن يتراوح من ١٦ ٪  إلى ٢١ ٪ عند مرضى السمنة بعد نحو سبعين أسبوعًا من تناول أعلى جرعة، فالانخفاض في المتوسط نحو ١١ إلى ١٦ ٪  عند مرضى السكر المصابين بالسمنة. وخفض الوزن ناتج من خفض الشهية في مراكز المخ التي تستجيب لهذه الحقن.
المادة الفعالة في النوعين واحدة، ولكن بأسماء مختلفة، وجرعات أعلى لعلاج السمنة عن المستخدمة في علاج السكر؛ فالأوزيمبك Ozempic لعلاج السكر حتى جرعة ٢ مجم، ووجوڤي Wegovy لعلاج السمنة حتى جرعة ٢,٤ مجم، ولكنهما مركب واحد اسمه سيماجلوتيد semaglutide. كذلك فإن مونچارو Mounjaro لعلاج السكر، وزيبَّاوند Zepbound لعلاج السمنة، وجرعاتهما متماثلة حتى ١٥ مجم، والمادة الفعالة فيهما هي نفس المادة، وتسمى ترزيباتيد Tirzepatide.
يعد الغثيان هو أهم الأعراض الجانبية، وتختلف شدته من إنسان إلى آخر، ويقل بالتدرج في زيادة الجرعات المستخدمة بدءًا من الجرعة الأصغر، على ألا تقل الفترة المستخدمة قبل زيادة الجرعة عن أربعة أسابيع. بقية الأعراض الجانبية تشمل القيء، والإسهال الشديد، أو الإمساك الشديد، وهو ما قد يستدعي التوقف عن العلاج، أو خفض الجرعة.
لوحظ في حيوانات التجارب حدوث نوع من سرطانات الغدة الدرقية، اسمه Medullary Cell Carcinoma، وهو نوع نادر جدًّا من سرطانات الغدة الدرقية، ولكن لم تسجل حالات بين البشر؛ لذا فهناك تحذير بضرورة عدم استخدام هذه الحقن لعلاج المرضى الذين لديهم تاريخ سابق لهذا النوع الخاص من سرطان الغدة الدرقية، أو لديهم تاريخ في العائلة لهذا النوع من السرطان تحديدًا، أما بقية سرطانات الغدة الدرقية فلا مشكلة فيها.
كان هناك أيضًا اعتقاد بإمكانية حدوث سرطان البنكرياس باستخدام هذه الحقن، ولكن الأبحاث المقارنة لم تثبت ذلك.
ممكن حدوث التهاب حاد في البنكرياس بنسبة ضئيلة جدًّا؛ لذا ينصح بعدم استخدام هذه الحقن لمن له تاريخ سابق لالتهاب البنكرياس، ومن على استعداد لهذا الالتهاب، وهم مرضى حصوات المرارة، ومن يعانون ارتفاعًا كبيرًا في الدهون الثلاثية بالدم، ومن يشرب الكحوليات بكثرة. والتهاب البنكرياس الحاد يظهر في صورة ألم شديد في البطن، وقيء شديد، وارتفاع حاد في إنزيمات البنكرياس.
هذه الحقن تُبطئ حركة المعدة والأمعاء، وقد تؤدي في حالات نادرة جدًّا الى الشلل الوقتي لحركة المعدة، وخاصة عند مرضى السكر من النوع الأول المصابين بالتهاب الأعصاب، وخاصة أعصاب الجهاز الهضمي. والحقن ليس مرخصًا لها بالاستخدام لعلاج ارتفاع السكر عند مرضى النوع الأول للسكر.
لا! مع الأسف، ٤٠ ٪ من الوزن المفقود من عضلات الجسم، وخاصة عضلات الفخذين والحوض والأكتاف، وهو ما قد يؤدي إلى الوهن العام، كما أن فرصة رجوع العضلات إلى سابق عهدها بعد توقف العلاج ضئيلة؛ مما يشكل خطورة، خاصة على كبار السن؛ بسبب نقص جميع هرمونات النمو مع تقدم العمر.
كما أن انخفاض حجم العضلات يؤدي إلى خفض حرق السعرات الحرارية؛ مما ينذر بعودة الوزن إلى سابق عهده.
للمحافظة على عضلات الجسم، يجب زيادة أكل البروتين حتى١ –  ١,٥ جرام لكل كيلو جرام من وزن الجسم، مع ممارسة تمارين تنمية وتقوية العضلات، خاصة عضلات الفخذين والكتفين. وينصح أن يقوم الشخص بتمارين يومية لمدة عشرين دقيقة.
نعم، يعود الوزن عادة إلى سابق عهده عند التوقف عن استخدام هذه الحقن، ومعظم الوزن العائد في هذه الحالة هو من دهون الجسم، وليس عضلات.
هناك علاج عن طريق الفم من نفس مادة الأوزيمبك، ويسمى ريبالسس Rybelsus، ولكن تأثيره على السكر والوزن أقل بكثير من الحقن، وله نفس الأعراض الجانبية، وتؤخذ هذه الحبوب قبل الإفطار بنحو نصف ساعة وإلا فقدت تأثيرها.
نعم، عند المرضى المصابين بجلطات القلب والمخ، تقلل هذه الحقن من فرصة حدوث هذه الجلطات مرة أخرى. كذلك تُخفض هذه الحقن “ضغط الدم”، وتقلل التدهور في وظائف الكلى عند مرضى السكر.
قطعًا لا، لا يجب استخدام هذه الحقن إلا تحت إشراف طبيب متخصص في الغدد الصماء والسكر والسمنة،  وليس عن طريق أخصائي تغذية، أو طبيب عام ليس متخصصًا في علاج السكر والسمنة.
أتمنى أن تكون هذه الإجابات مفيدة لمن يحاول استخدام هذه الحقن لعلاج السكر أو لخفض الوزن.
(إذا وجدت فائدة من هذا الحوار شاركه مع من تحب، ويريد أن يخفض وزنه بهذه الحقن)
د. أسامة حمدي .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى