إذا صحت التوقعات ..
كتب رئيس تحرير مجلة السياسة الدولية ورئيس تحرير مجلة الديمقراطية الأستاذ ناجي قمحة تحليلاً للمشهد الإنتخابي ٢٠٢٤ بناءً علي الأرقام الحالية – إلي أن تُعلن الهيئة الوطنية للإنتخابات النتائج كاملةً – و دلالاته فكتب :
إذا صحت التوقعات غير الرسمــية من قبل المراقبين بوصول نسبة التصــويت إلى ٦٢ ٪ من مجموع من لهم حق التصويت .. فنحن أمام مجموعة من الحقائق الهــامة :
• أعلى معدل تصويت في انتخابات رئاسية تعددية مصرية بإرادة حرة ودون أي تدخلات حكومية وعبر تنظيم اتسم بالشفافية والنزاهة والحيادية والوقوف على مسافة واحدة من جميع المرشحين
• الوصول إلى أعلى معدلات المشاركة في الانتخابات الرئاسية التعددية التي جرت في العالم مؤخراً .. حيث بلغت تقريبا ٦٢ ٪ في فرنسا و٦٥ ٪ في الولايات المتحدة .
• توفير الشرعية اللازمة والتحصين الكامل لنظام الحكم القادم لاتخاذ ما يراه من استراتيجيات وتطبيق السياسات اللازمة لمواجهة التحديات التي تواجهنا على الصعيد الاقتصادي وفي مجال تأمين المجال الحيوي للأمن القومي المصري في جميع الاتجاهات وبشأن جميع القضايا وأيضا استكمال ما بدأته الدولة من خطط التنمية والعمران والبحث عن الآليات اللازمة لمواجهة القصور الذي اعترض مجهودات الدولة في قطاعات التنمية المستدامة المختلفة .
• المصريون أصبح لديهم قدر كبير من الوعي والرؤية اللذين لم يتأثرا بجميع حملات التشكيك ومحاولة إجبارهم على اتخاذ قرار بعدم التصويت وأعلنوا أن صوتهم عال وأنهم قادرون على التمييز بين الغث والسمين من معالجات إعلامية ودعاوى من الإعلام الموجه لقوى أهل الشر حاولت تشكيكهم في قيمة صوتهم وفي جدوى العملية الانتخابية ككل .
• النصر الكبير لمؤسسات الدولة المصرية وتثبيت أركان الجمهورية الجديدة .. تلك التي أوضحت مدى عمق هذه المؤسسات وما تملكه من قدرات وإمكانيات قادت إلى الخروج بهذا المشهد على نحو يشرف كل مواطن مصري محب وغيور على وطنه ويقدر ذرات ترابه الوطني .
• النجاح الكبير للإعلام المصري بكافة مؤسساته ووسائله في التصدي لأكبر حملة شائعات ممنهجة مستمرة منذ عام ٢٠١٣ للتشكيك في الدولة وقدراتها.. وتواجد قوي للمؤثرين المصريين على مواقع التواصل الاجتماعي ولكل الشعب المصري.. ما قاد عملية بناء الوعي إلى درجة مميزة من الانتشار .
• تمسك المصريون بمشروعهم الوطني الذي خطوا ملامحه عبر نضالهم المستمر من ٢٠١١ وكللوه بثورتهم العظيمة في ٣٠ يونيو .. والتأكيد على أن لديهم من الحس الوطني المتوافر في چيناتهم يمكنهم من التحرك وفقا لمؤشرات هذا الحس للتصدي لكل ما يحاك ضد أمنه بليل ومجابهة المخططات التي تستهدف أمنه القومي داخليا وخارجيا وإقليميا بكل ثبات ورشادة في اختيار مستقبلهم .. وهو ما يعني أن هذه النسبة تكمن في إدراكهم لحجم الإنجاز الذي تحقق على مدار ٩ أعوام .
• وأخيراً الرغبة في توفير الأمن والاستقرار اللازمين بهدف جذب المزيد من الاستثمارات التي لا يمكن أن تأتي دون تواجدهما .. بما يمكن الدولة من استكمال خططها التنموية وتحقيق ما نصبو إليه جميعا من توفير حياة كريمة لأجيال قادمة من المصريين في وطن يليق بهم وبمكانة وطنهم الحضارية ..