بقلم الكاتب الصحفي / حمدي رزق
احتراز وجوبى، هذه السطور ليست ضد المقاطعة الشعبية للبضائع الأجنبية تعاطفًا وتضامنًا، وفى مواجهة الداعمين لجيش الاحتلال في هجمته البربرية على أهلنا في غزة .. وهذا أضعف الإيمان كما يقولون .
عكسًا، فهذه السطور في صلب المقاطعة، فقط تصويبها، وترشيدها، وتوجيهها نحو الهدف المستهدف، أخشى أن نخطئ الهدف، فنصيب قلب الاقتصاد الوطنى المنهك، والأزمة الاقتصادية مش ناقصة.. فيها ما فيها.
حكمة ختامية لمقال معتبر، خطة بعقلانية الخبير الاقتصادى الكبير، الدكتور «زياد بهاء الدين»، (أمس الأول) الخميس، في «المصرى اليوم»، يقول فيها: «وتذكروا أن العِبرة ليست بما يحمل اسمًا أجنبيًّا، بل بما يتم إنتاجه محليًّا وبالقيمة المضافة للاقتصاد الوطنى».
الخبير الوطنى المحترم يحذر من «المقاطعة العشوائية» لكل ما يحمل اسمًا أجنبيًّا، حتى لو كان منتجًا محليًّا، فحسب العلامة التجارية تَشِى بأجنبية ما يخضع للمقاطعة الشعبية التي تحقق نتائج على الأرض، بعض العلامات التجارية تكاد تفلس فعليًّا تحت وطأة المقاطعة التي يقودها شباب ونساء الوطن حتى طلبة المدارس بوعى وطنى عروبى جارف.
وعلى هامش المقال، سؤال بالعقل البارد: الساندوتش الشهير الذي تتقصده المقاطعة تكاد تطبق عليه، كل مكوناته من مزارع ومصانع مصرية، ويعمل في فروعه عمال مصريون، ويوزعه «دليفرى» شباب مصريون.
وزجاجة الماء الشهيرة التي بارت في مخازنها، من عين مياه مصرية جارية، ويعمل على تعبئتها مصريون، وتنقلها شاحنات مصرية، ومكونات العبوات التي تتقصدها المقاطعة مصرية، بلاستيك وورق كراتين من مصانع مصرية، ومَن يبيعها سوبرماركت مصرى، يعمل فيه مصريون، ترجمتها مصانع ومزارع وبيوت مفتوحة، وفرص عمل لن نستطيع تعويضها بالساهل إذا أُغلقت أبوابها.
أخشى أن نكون كمَن يجأ بطنه، ويصير السؤال الذي هو عنوان المقال: على مَن نطلق الرصاص؟!.
قوائم المقاطعة التي تشير بكثافة تصيب البضائع محلية الصنع ذات العلامات والأسماء الأجنبية في مقتل، قوائم مختارة بعناية.. أخشى أن يكون وراء الأكمة ما وراءها!!.
عذرًا في إغفال العلامات التجارية حتى لا ندخل في نفق مظلم، إن العلامات التجارية تشابهت علينا، قاطِعْ، وهذا فعل إيجابى محمود، ولكن أتقاطع وجبات بعينها لمجرد الاسم الأجنبى رغم مكوناتها المحلية، ولا تقاطع سيارات أجنبية مستوردة رسمى نظمى، تقاطع مشروبات بعينها معبأة محليًّا، ولا تقاطع هواتف محمولة أجنبية رسمى نظمى، لماذا تقاطع هذا وليس ذاك، حتى المحمول الذي تشير منه منشورات المقاطعة أجنبى ومستورد!!.
المقاطعة الإيجابية هي مقاطعة (المستورد)، الذي ينزف العملة الأجنبية، وتشجيع المنتج المصرى بشرط الجودة، والمواصفة، والسعر، قاطع الملابس والأحذية المستوردة، والبارفانات، والورود، هوه فيه أجمل من الورد البلدى؟!، رائحته عبقة.
قاطِعْ، بس حاسِبْ، خليك حكيم، لا تقطع الأرزاق، ولا تغلق البيوت، ولا تسهم في إنهاك الاقتصاد، مناخ الاستثمار ليس مجرد حوافز حكومية، ورخص ذهبية، ولكنه سوق، والسوق المضطربة التي تسوقها دعوات إلكترونية كل حين سوق متقلبة المزاج يخشى ولوجها الاستثمار الأجنبى، يعنى اللى تبنيه الحكومة في تشجيع الاستثمار في سنين ياخده جمل المقاطعة في خفه!.