تعود الدكتور و الإعلامي محمد الباز رئيس مجلس إدارة مؤسسة الدستور، و حاليآ مقدم برنامج آخر النهار على قناة النهار الفضائية المصرية علي التواصل مع مُتابعيه كل ثلاثاء عبر وسيلة التواصل الفيسبوك لمدة ساعة لمُناقشة كافة القضايا و المواضيع المطروحة و التي تَمس المواطن المصري و يرد علي تعليقاتهم من خلال نافذة ” البُساط أحمدي ” .
و في تدوينه له عبر الفيسبوك دافع فيها عن صديقه الإعلامي نشأت الديهي في الهجوم عليه عندما أعلن عن رأيه فيما كتب الدكتور محمد أبو الغار مؤخراً عن ما يعتقده من وجهة نظره عن تفكك الدولة فكتب :
كنتُ فى دوامة خاصة عندما نهشت أقلام وأصوات معارضة الصديق العزيز نشأت الديهى بسبب ما قاله عن الدكتور محمد أبوالغار، وعندما انتبهت استمعت لما قاله وما كتبه عنه كثيرون بغضب وعصبية وغرور.
نشأت قال رأيه فيما كتبه أبوالغار… الأمر بسيط إذن.
أبوالغار كتب ما رأى أنه صحيح رغم فداحته وخطره، فهو يلقى فى المجال العام بما اعتبره حقيقة عن رفض الحزب المصرى الديمقراطى تفكيك الدولة، وحرصه على حماية والحفاظ على مؤسساتها، حتى وإن اختلف مع سياساتها.
التقط نشأت ما أراد أبوالغار تمريره بخبث شديد عما يعتقده من تفكيك الدولة، وهو التعبير الذى لا يصلح أبدًا مع ما يحدث على الأرض، لكن السياسى العجوز يعرف جيدًا ما يفعله، فهو بطريقة غير مباشرة يحاول الضرب فى سياسات مؤسسات الدولة المصرية لصالح توجهاته وأجندته التى يخلص لها منذ سنوات.
ولأن نشأت يختلف كُلية مع أبوالغار فيما قاله، فقد مارس حقه فى انتقاده، قال رأيه الذى يجب أن يدافع عنه دعاة الليبرالية، ومَن يُنصِّبون أنفسهم حماة لحرية الرأى والتعبير.
لكن ولأن دعاة حرية الرأى والتعبير فى مصر يعتبرون أنفسهم كهنة، لا يجب المساس بهم أو الاقتراب منهم، فقد تعاملوا مع نشأت بعنف، تجاوزوا فى حقه، واتهموه بما ليس فيه، انتصارًا لكاهنهم الأكبر.
من حق نشأت أن ينتقد أبوالغار أو غيره كما يشاء، وبالطريقة التى يرى أنها تعبر عن رأيه، والفيصل بينه وبين أبوالغار، ومن يشايعونه، القانون ولا شىء غير ذلك، لكن التطاول والاتهامات التافهة والمعادة والمكررة والسخيفة فهى تعبير عن انفلات المعارضة وعدم نضجها.
قد يكون محمد أبوالغار عالمًا فذًا فى تخصصه، أفاد مصر والمصريين بما لا يعلمه الكثيرون، هو فى النهاية يؤدى عمله ويأخذ مقابله ما يستحقه، لكن ليس معنى ذلك أن نسلم بأنه سياسى لا يشق له غبار، أو أنه فيلسوف زمانه وأوانه، فهو وجه من الوجوه التى ارتبطت لدى المصريين بسنوات الفوضى والحيرة والتفكك، الذى يرمى الدولة به الآن.
كان الأوْلَى بمن هاجموا نشأت بسبب رأيه فى أبوالغار أن يراجعوا أنفسهم قبل أن تنفلت أعصابهم وتظهر عوراتهم ويقفون أمامنا عرايا وهم يناقضون أنفسهم، فحماة الحرية يمارسون أحط أساليب حصار الحرية، وينزعجون لأن إعلاميًا يقول رأيه بصراحة.