بقلم الكاتب الصحفي / حمدي رزق
ابتداء كاتب هذه السطور أهلاوى قُح، قلبه ينبض بحب الأحمر، هذا للعلم وبيان لقراء هذه السطور.
ليس هذا وقت المكايدات الكروية، والشماتة الجماهيرية، التنكيت والتبكيت، وملء الفراغ الإلكترونى بسخافات ما يشحن الصدور البيضاء .
إزاء حالة كروية فريدة اسمها «الزمالك»، النادى العريق يمر بظرف كروى صعيب، وهذا عادى ويحدث لأكبر الأندية العالمية، وحدث هذا العام مع فريق بحجم نادى «ليفربول»، الذي يصارع حتى الرمق الأخير على مقعد في الدورى الأوروبى، وربما لن يتحصل عليه، وجماهيره من حول العالم لا تزال تغنى في المدرجات: «لن تسير وحدك أبدًا»، في ظهره حتى يعود مجددًا.
«لن تسير وحدك أبدًا» تصلح الأنشودة في حالة الأبيض، يمكن لجماهيره استعارة أنشودة جماهير «الريدز» مؤقتًا، فتشيع حالة نفسانية انتصارية تعيد اللاعبين إلى الملعب وتشحن طاقاتهم من جديد.
ساخرًا، يرد المستشار «مرتضى منصور» على «حديث العزبة» الذي شاع مكايدة، قائلًا في خطاب وداعى، «صاحب العزبة قفل العزبة وخد ولاده.. اتحملوا المسؤولية».
عنده حق، لا الزمالك عزبة ولا هو ناظرها، الزمالك كيان ضخم، تاريخ عريق، قامات ونجوم وبطولات، الزمالك الطرف الأبيض الأصيل في معادلة الكرة المصرية، والطرف الصعب في البطولات الإفريقية والعربية.
الزمالك ليس فقط فريق كرة قدم يصادف موسمًا صعبًا، الزمالك عضويات بمئات الآلاف ومشجعون بالملايين، الزمالك حالة كروية مصرية تستحق التفافًا وإخلاصًا حتى يمرق من أزمته ويستعيد مركزه، ويسعد جماهيره الحزينة على مآلات الأمور في ميت عقبة.
بعيدًا عن العصبيات الكروية بين القبائل المتناحرة، يظل الزمالك ناديًا كبيرًا، أكبر من الصراعات الشخصية، الأشخاص زائلون، والزمالك باقٍ بألوانه البيضاء، وأعلامه في المدرجات، ليس عزبة كما يصفون مكايدة، الزمالك يستحق الأفضل، قطب الكرة المصرية، ولو كرهتم.
حديث العزبة لا يستقيم وصفًا، وما تعرض له الزمالك من أزمات إدارية وتمويلية وانكسارات رياضية لا تترجم انهيارات، الزمالك بالسوابق يمرض ولا يموت، يستمد قوته من جماهيره التي تضرب نموذجًا باهرًا في العشق والتضحية، والنادى الذي يملك مثل هذا الجمهور غاية في الإخلاص يعود سريعًا لو خلصت النوايا.
ارفعوا أيديكم جميعًا عن الزمالك، ولتتولَّ الجمعية العمومية قرارها، وما تقرره الجمعية العمومية خليق بالاحترام، قرارها نافذ، والتعجيل بالانتخابات على المقاعد الشاغرة في مجلس الإدارة ضرورة مستوجبة لتلافى أزمة الفراغ التي لا يحتملها نادٍ ضخم بحجم الزمالك.
ليس من الحكمة ترك الزمالك يغرق ونتلهى عنه بحكى اللوائح وتأويلاتها، والاختلاف حول منطوق الورق، والمنطق السليم انتخابات عاجلة بإشراف قضائى تفضى إلى مجلس إدارة تختاره الجمعية العمومية وتنصبه على عينيها تعبيرًا عن إدارة جماهير الأبيض، وعلى الجميع احترام إرادة الجمعية العمومية صاحبة القرار الفصل في مستقبل الأبيض.