مقالات صحفية

تبرعوا لـ٥٧.. وترحّموا على « وحيد حامد » ..

بقلم الكاتب الصحفي / حمدي رزق

الكاتب الصحفي / حمدي رزق - موقع شعب مصر
الكاتب الصحفي / حمدي رزق

في مقال اليوم من خلال المصري اليوم يشهد كاتبنا شهادة حق في حق الراحل السيناريست الكبير وحيد حامد و ما تحدث به من معلومات بوثائق عن مستشفي  ٥٧٣٥٧  علي الرغم من أنني عندما سمعت مداخلة د . شريف أبو النجا مدير المستشفي شعرت بحيرة و تضاربفي الأقوال و نريد أن نعرف الحقيقة من شاهدنا الأستاذ حمدي رزق كشاهد عيان وكتب رزق :

«كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ» (الصف/ ٣).

الأفعال دائمًا أبلغ من الأقوال، صَدِّق ما تراه، وانسَ ما تسمعه.. تعاطفك وحده مع أطفال مستشفى ٥٧ «مش كفاية»، وتغريدات تويتر ماتملاش مواعين، وفيديوهات يوتيوب لا تترجم دواء، سيادتك متعاطف وعندك مقدرة، تبرع، لكن تكتفى بالتعاطف الإلكترونى، وتهتبل عواطف الطيبين.. راجع قول الله تعالى أعلاه.

وحتى لا تلعنوا صاحب هذه السطور، وتصفونه منّاعًا للخير معتديًا أثيمًا، ترجم تعاطفك شيكات، شيكك قبل تعاطفك، أعتقد أن المعادلة هكذا تصح، ولكن سيادتك تتعاطف وتذرف الدمع الهتون، وتلقى مؤنة التبرع على عاتق الطيبين، هذا احتيال عاطفى مؤثَّم أخلاقيًّا، وإن لم يُجرمه القانون.

أقول قولى هذا وأترحّم على روح طيب الذكر الأستاذ «وحيد حامد». كان شجاعًا في الحق وهو ينافح عن حق أطفال مستشفى ٥٧ الكامل في التبرعات المليارية التي يتلقاها مستشفى ٥٧، ولم يدخر قطرة حبر في معركته، (كنت شاهدًا عليها)، لوصول التبرعات إلى مستحقيها وليس للعاملين عليها.

الله يرحمه لم يكن أبدًا منّاعًا للخير معتديًا أثيمًا، ويشهد الله على ما أستبطنه من خيرية ومصداقية، وهو في دار الحق ونحن في دار الباطل.

وقتئذ كنت رئيسًا لتحرير هذه المطبوعة المعتبرة، التي أفسحت للأستاذ وحيد حامد صفحاتها ليقول كلمته صارخًا بالشفافية والمحاسبة لكل مَن تمتد يده إلى التبرعات، بالورقة والقلم والأرقام، وبالجنيه حتى ملايين الدولارات التي تحصّل عليها المستشفى تبرعات من الخارج.

لن أُعيد حرفًا مما خطّه الأستاذ وحيد دعمًا لحملة التبرع الآن، ولكل وقت حديث، ولكن أن يتنطع البعض قولًا، ويتجاوز مع رجل يسكن القبر، علمًا بأنه لم يجرؤ أحدهم في حياته شاهرًا قلمه أن يفتح فاه مُكذِّبًا أو مُشكِّكًا، أخشى أن هذا ما لا يصح السكوت عليه.

وأترحّم على روح مَن كان يخشى على مصير الأطفال داخل المستشفى من مغبة مثل هذا اليوم، وحدث ما توقع المرحوم، كان أشبه بزرقاء اليمامة مُحلِّقًا فوق مستشفى مرسوم على شكل سفينة نوح.الأقباط متحدون - فيديو.. الرئيس التنفيذي لـ57357: الميزانية يراقبها الله.. فيثير الغضب.. كاتب صحفي: وحيد حامد فتح ملف المستشفى وعانى الحملات الموجهة والسب العلني.. حامد الوحيد اللي كان بيحارب

وتدقيقًا للمعلومات من شاهد عيان:

* مالك وإدارة هذه الصحيفة لم يطلبوا منى يومًا إيقاف حملة الأستاذ وحيد حامد، ورغم علاقتهم الخيرية الوطيدة بالمستشفى، كانوا يطلبون مشددين على أقصى درجات الحياد في النشر، وهذا محمود لهم.

* الأستاذ وحيد لم يكتفِ بالكتابة، ولكن بادر بإبلاغ النائب العام عن نفسه بشجاعة وثقة في موقفه، طالبًا وبإلحاح التحقيق معه وفحص مستنداته.

* لم يطلب، الله يرحمه، منى تجاهل الردود التي يصدرها المستشفى، بل كان يرد عليها بعد النشر مُفنِّدًا ما جاء فيها جملة وتفصيلًا.

* كل ما تفضلت به إدارة المستشفى من ردود نُشرت كاملة بحرفها، حتى إنهم كلفوا المستشار «مرتضى منصور» بالرد القانونى، ونُشر على صفحة كاملة.

* لم يُمنع مقال واحد لكاتب في «المصرى اليوم» أو من خارجها دعمًا للمستشفى، لدرجة أن الأستاذ وحيد كان يكتب وحده تقريبًا في مواجهة الجميع.

* جرى توقيف الحملة بعد بيان من الدكتورة «غادة والى»، وزيرة التضامن آنذاك، (وهى شاهدة على ذلك) وفتح التحقيق الذي طال حتى غادرت الصحيفة.

* أمسك عن الخوض في التفاصيل لأنها تؤذى حمَلة التبرعات الجارية، وكان الأستاذ وحيد أحرص من جميع المتشدقين بمصير الأطفال على تدفقها، (فقط حرص على شفافية حساباتها ومصارفها)، ومن قلبى أقول تبرعوا لمستشفى ٥٧ وترحّموا على روح الأستاذ وحيد، يرحمكم الله.

(نواصل غدًا الرحلة التنزانية) ..

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى