بقلم الكاتب الصحفي / حمدي رزق
والشِّوَال، كيس من خيش يعبَّأ فيه الحَبّ أو الدَّقيق ونحوه، والقُفَّةُ تعنى المَقْطفُ الكبيرُ، وعاءٌ من خُوصٍ أو نحوه لحمل البضائع وغيْرها.
تلح دوما على عقلى مقولة الإمام الشافعى، رحمه الله «رأيى صَوابٌ يَحتَمِلُ الخَطأ، ورأىُ غَيرى خَطأٌ يَحتَمِلُ الصَّوابَ»، وقد اتخذ الفقهاء من هذا القول قاعدة أصولية يطبقونها على المسائل التى تحتمل الظن، وباب البحث والاجتهاد مفتوح فيها.
وشخصياً لست مع المنع، منع رأى أو شخص من البوح برأيه بأعلى صوت، وألتمس عذراً ، فالحرف قد يشط، فينحرف أو ينجرف، فيصيب مقتلاً ، فتصبحوا على ما فعلتم نادمين، والندم لغوياً ، هو الإبصار الذى يأتى متأخراً. وحسنا فعل الدكتور مبروك عطية أن استبصر حرفه، وندم عليه.
سمعت منه ولم أسمع عنه «فيديو توضيحى» لِمَا فاه به سابقا، حديث القُفَّة، ورغم استخدامه «حديث الشِّوَال» بديلا باعتباره أخف وطأة، وكناية عن الستر، إلا أنه لا يزال محكومًا بمنطق ذكورى فى حديثه عن المرأة، حديث الآمر النَّاهى، من له سُلْطة غير محدودة.
خلاصته، هذا رجل مفطور على زجر النساء، وكأنهن مصدر الغواية والآثام، وخطابه إلى المرأة يحمل تلويما بغيضا، وتسخيفا مستهجنا، تخيل الدكتور المبجل يقول وهو يعتذر عن حديث القُفَّة، وعلى طريقة جه يكحلها عماها «بلاش قفة اخرجى بشوال.. بلاش قفة اللى مزعلاكم.. خليها شوال.. لا يصف ولا يشف»!.
الدكتور عطية مركز قوى مع الـ«بادى»، يقول لا فض فوه باعتباره خبير جرائم «الستر يقلل الجريمة»، ارتباط شرطى عجيب، فتاة جامعة الأردن بالمناسبة كانت محجبة وتلقت رصاصات قاتلة، لا منع حجابها الجريمة، ولا حصنها «قفة أو شوال» من القتل غيلة.
عفوًا، ترحمك تسعًا وتسعين مرة على فتاة المنصورة الذبيحة «نيرة» لا يبرر ما ذهبتَ إليه المرة تلو المرة، الربط الجزافى بين لباس المرأة والجريمة، هذا تبرير لمزيد من القتل، ولو لم تقصد هذا، وتتبرأ منه، ولكنه أصاب كبدًا!!.
لماذا تحميل المرأة شرور وآثام المجتمع، ولماذا التنمر على غير المحجبات، ولماذا تخويفهن من الخروج إلى الشارع بدون قفة أو شوال؟!.
اهتبال حادثة المنصورة لفرض الحجاب تخويفاً وترهيباً ، وتقييد حرية النساء فى اختيار ملابسهن، يجافى الحرية الشخصية، مرفوض يا دكتور.. كفاك ترهيبا!.
من المقولات الفاسدة للدكتور عطية «وصّلناها وزيرة، بالعقل مش بالبادى» ينطقها بالضاد كالبيض، ما لـ«الـبادى» بارتقاء النساء مناصبهن، المرأة تبوأت بجهدها وعملها وتفوقها، ولم تنظر القيادة إلى لباسها، لدينا وزيرات محجبات وغير محجبات، فى قمة الاحترام، هل كان لباسهن من مسوغات الاختيار؟!.
الخلط والتخليط الذى يمارسه نفر من دعاة «اليوتيوب»، وتسييد منطق «الفتاة المحجبة أفضل عند الله»، و«الحجاب بمعنى الستر يقى من الجريمة»، وهمٌ معشش فى مخيلتهم التى تعتاش على «يا مقصوفة الرقبة»، وغيرها من الموروثات الشعبية التى غرسها أصحاب المنطق الذكورى فى الأدمغة الخاوية.
استدعاء الدكتور عطية «يا مقصوفة الرقبة» من المخزون الاستراتيچى لعصر الحريم مرفوض حتى ولو كان على سبيل الدعابة، باعتباره شيخًا مهذارًا، والمِهْذَارُ صيغة مبالغة من هذَرَ، بمعنى ثرثار، مَنْ يُكثر من الكلام الذى لا فائدة منه.