ما لا يُدرك كلُّه لا يُترك جُلُّه، تركنا الساحة البريطانية طويلا خلوا من الحضور المصرى شخصيات وفعاليات، فظن الإخوان والتابعون أنها خلت لهم..
بقلم الكاتب الصحفي / حمدي رزق
«الإخوان الإنجليز»، في العاصمة لندن وضواحيها ومقاطعات المملكة وحواضرها، عاثوا فيها فسادا سياسيا وإعلاميا، شوهوا وجه الدولة المصرية، وأساءوا لكل ما هو مصرى، حتى تماثيل الحضارة الفرعونية في المتاحف البريطانية.. حملة كراهية عاتية، سيروا توجها معاديا كرف برائحته الكريهة إلى صفحات الصحف ومحطات التلفزة، انعكاسا للاستباحة الإخوانية لشبكات التواصل الاجتماعى (ملعبهم المفضل).
ما لم ندركه قبلا لا نتركه خاوياً مستقبلاً ، نظرية ملء الفراغات، ومن تحت هذا العنوان جاءت زيارة مفتى الجمهورية، الدكتور شوقى علام، للعاصمة البريطانية «لندن» ضيفاً على مجلس العموم البريطانى، لتبدد الضباب الإخوانى المسيطر على الحالة البريطانية.
ساعتان مصريتان في قلب أعرق البنايات الديمقراطية عالمياً ، وسمع أعضاء في مجلسى العموم واللوردات صوتاً مصرياً حقيقياً ، ينادى بحوار الثقافات بديلا عن صراع الحضارات، ويقصد الحوار المتكافئ على أرضية مشتركة عنوانها الإخاء والتعايش وقبول الآخر.
صوت المفتى الرصين، الذي شق ضباب لندن، حمل رسالة الدولة المصرية إلى الشارع السياسى الإنجليزى الذي كان قد سممه إخوان الشيطان بطائفة من الأكاذيب الممنهجة، والشائعات المفخخة، والروايات المكذوبة، فندها الدكتور علام بهدوء وروية وبعقل بارد.
المفتى علام خاطب عقول الساسة والبرلمانيين الإنجليز، بما يمكن تسميته «وثيقة الحوار الدينى»، وعنوانها العريض «تعالوا إلى كلمة سواء».
الدعوة الأخيرة «تعالوا..» نالت، عند ترجمتها فوريا، تصفيقا لافتا، ووقوفا احتراما للقامة المصرية التي دخلت مجلس العموم من بابه الرئيسى.
وصفا داس المفتى علام في قلب الإخوان، طفقوا على تويتر وفيسبوك يهرتلون في جنون، ويرمون المفتى بكل نقيصة، وبلغة بذيئة تدل على التدنى الذي بلغه هؤلاء، في محاولة مفضوحة وبطرق احتيالية لإجهاض الزيارة التي حرقت قلوبهم، الإخوان في لندن الآن، على طريقة وشب في قلبى حريق وضاعت من قدمى الطريق.
الرحلة الإنجليزية، رحلة مفتى الديار المصرية إلى الديار الإنجليزية، مفتتح لجسر جوى مصرى من الشخصيات والفعاليات، خلاف حضور فضيلة المفتى، لندن تشغى بوفود برلمانية مصرية، ورجال أعمال (وفد من الغرفة البريطانية المصرية بالقاهرة)، الحضور المصرى في لندن، واقع، ويحتاج إلى تكثيف لقشع الضباب الإخوانى عن سماء لندن، حتى يرى الإنجليز بوضوح (قادة ورأى عام) الحالة المصرية في سطوعها.
ضرورة سياسية مستوجبة يسمعون منا لا يسمعون عنا من الإخوان، فتح المجال الحيوى الإنجليزى بمثل هذه فعاليات وطنية، يؤذن بمرور الأفكار المصرية التي حجبها الإخوان طويلا عن المواطن الإنجليزى الذي كان يراهم ضحايا في الطرقات، فاحتضنهم كالحيات في عبه، سيلدغونه حتما.
معلوم مجاورة السبع والكلب والحية والثور على طيب الوطن ونضارة العيش، غدرٌ بالنفس، ويقال تلك العصا من العصية، وهل تلد الحية إلا الحية، والحية تبدل الحليب سما، وبعض البشر مثل الثعابين.. لديهم القدرة على بصق السم.. والإشارة هنا إلى الإخوان.. واللبيب الإنجليزى من الإشارة يفهم، والسفير البريطانى في القاهرة، «جاريث بايلى» يجيد العربية ويفهم الإشارة المصرية.