خرجت كتائب التشكيك وكهنة التسخيف ، ونشطاء التهكم ، متهمين كاتب المقال بأنه “مطبلاتى” وخياله جامح، رغم أن الذى دشن المقولة هم أجانب، أسبان وألمان
بقلم الكاتب الصحفي / دندراوي الهواري
في ٢٤ من ديسمبر ٢٠١٨ كتبت مقالاً بعنوان “بشهادة الإسبان والألمان «سنة» السيسى بـ«٢٠ سنة» إنجازات فى دول أخرى.. ” قلت فيه نصاً :
وبينما كان الرئيس عبدالفتاّح السيسى يفتتح مشروع إنشاء وزراعة ٧١٠٠ صوبة زراعية بعدة مواقع على مساحة ٣٤ ألف فدان، كان هناك أمراً لافتاً ، وهو ما أعلنه مسؤول شركة «روفيبا الإسبانية» من أن ما حققته دول العالم من إنجازات فى تأسيس وزراعة الصوب، ومشروعات أخرى، فى ٤٠ سنة، حققته مصر تحت رئاسة السيسى فى عامين فقط، أى أن «سنة» السيسى توازى ٢٠ سنة إنجازات فى دول أخرى، وهو ما يعيد للأذهان نفس ما أكده الألمان، وتحديداً رئيس شركة سيمنس، المنفذة لإقامة المحطات الكهربائية.
وعقب نشر المقال حينها، خرجت كتائب التشكيك، وكهنة التسخيف، ونشطاء التهكم، متهمين كاتب المقال بأنه “مطبلاتى” وخياله جامح، رغم أن الذى دشن المقولة هم أجانب، أسبان وألمان. وبعد مرور ثلاثة سنوات لم تتضاعف الإنجازات في كافة القطاعات، فحسب، ولكن انتقلت من خانة الإنجازات إلى خانة “المعجزات” بما تحمله الكلمة من معنى.
الدليل، أنه ومنذ أيام ولأول مرة في التاريخ تقريباً ، يذهب حاكم مصري للصعيد ويقيم لمدة أسبوع كاملاً ، ليس للتنزه والسياحة والاستمتاع بشمس الصعيد الدافئة في شهر الشتاء، وإنما لافتتاح مشروعات ضخمة في كافة القطاعات، وضعت الصعيد في قلب اهتمام الدولة، والقضاء على مصطلح “الصعيد المهمش”. وتنوعت المشروعات ما بين الصناعية والزراعية والطاقة والنقل، بجانب مشروعات البنية التحتية والخدمية، بتكلفة تريليون جنيه، ومازالت إقامة المشروعات مستمرة.
ونلفت النظر لأمر جوهرى، ونركز على المشروعات الزراعية، باعتبار مصر دولة زراعية منذ العصور التاريخية، وأعتقد أن إعادة مصر لوجهها الأخضر الحقيقى، بإضافة مساحات كبيرة من الأراضى للزراعة، بعد أن طالها “البور” عقود طويلة، يعد إنجازاً تاريخياً ، وتستشعر أن هناك تناغم كبير في مشروع إعادة مصر الزراعية، قاطرة الصناعة، فبينما كان إعادة الدلتا الجديدة بزراعة مليون و ٥٠٠ ألف فدان، حسب المستهدف، في أقصى شمال البلاد، كان الرئيس خلال الساعات القليلة الماضية، في أقصى الجنوب، توشكى، معلنا عن مشروعات زراعية وإدخال مساحات كبيرة للزراعة، وهو تناغم رائع، يؤكد أن هناك عقلية “مايسترو” يقود خلية عمل بمهام معلومة ومحددة.
تأسيساً على ذلك، فإن كل منصف، ذا ضمير حى، يؤكد أن مصر في طريقها لإحياء مجدها القديم بأنها تطعم العالم ، فبينما كان في عصر النبى يوسف، يئن العالم تحت وطأة الجوع، كانت مصر قبلة الطعام لكل جائع.
كما أن الإمبراطورية الأكبر في العالم، والعاصمة التي تحكمه “روما” كانت مصر “سلة غلال” تطعم الإمبراطورية الحاكمة حينها للعالم، وبالقياس فإن مصر كانت تطعم العالم أيضاً .
ومن خلال تواجد الرئيس السيسى في الصعيد، لابد من التأكيد على أن قيمة وقدرات ومهارات قائد السفينة، تظهر عندما يواجه الأعاصير والأمواج العاتية، وينجح فى الإبحار بها إلى بر الأمان، وقدرات عبدالفّتاح السيسى ظهرت فعلياً ، عندما تسلم البلاد، فى أصعب فترات إنهيارها فى مختلف المجالات، ووسط أعاصير وفيضانات المؤامرات داخلياً وخارجياً ، اتخذ قرارات ثورية، لم يجرؤ على اتخاذها جميع من سبقوه فى حكم مصر، خوفاً وارتعاشاً ، واضعاً مصلحة الوطن فوق مصلحته الخاصة، مؤمناً أن قيادة دولة وشعب بحجم مصر ليست نزهة صيد، أو المشاركة فى بطولة التنس مثلاً ، إنما القيادة أن تقتحم منطقة الوباء متعرضاً لجراثيمها، وتغرس قدميك فى الطين، وتصارع حتى تلهث، وتمد يدك إلى الشعب الغارق فى الأوحال، وشعبنا الذى ينهض من الطين بنفسه يفرح بكل يد تمتد إليه بالعون، وكل صوت يدعوه إلى هدى، وهذه هى اللحظة، التى يمتحن فيها الزعماء!!
القيادة والزعامة ليست الجلوس أمام كاميرات القنوات الفضائية والصحف، تتحدث عن شعارات شبيهة بالسراب، وترديد خطابات متشنجة، وتدعو للعيش والكرامة، دون تقديم حيثيات لهذه الدعوات، وإنما القيادة القدرة على اتخاذ قرارات خطيرة، ومواجهات حاسمة لأعتى المشاكل لحلها، وتحقيق إنجازات لا يمكن لعين عدو قبل الصديق أن تخطئها، وتقف أمامها بإعجاب شديد !!