عندما أتصفح الفيسبوك أو تويتر أقابل الكثير و الكثير من الموضوعات و التدوينات التي تأخذني و يأخذني سلاسة أسلوب كاتبها أو مدونها و تشعر و أنت تقرأ أنك نفسك تقول الكلام اللي بيقوله فقررت أن أخصص في موقعنا شعب مصر باباً للتدوينات الحرة لكل من يُحب أن يكتب في موضوع يُفيد المصريين أو يُنعش ذاكرتهم أو يُحيي ذكريات الماضي الجميلة أو يُعطيهم نصيحة مفيدة .الفيسبوك .
لَيسَ رَحيلُ الحاجَّةِ سَبيلة خبرًا عابرًا في صفحات الوَفَيات، فهذه السيدةُ البسيطة قد تركت في ضمير الوطن ما يَبقى أطول من العُمر ذاته.
هي المرأةُ التي لم تملك من الدنيا إلّا القليل، ومع ذلك قدَّمَت كُلَّ ما تملك لبلدها؛ مبلغٌ قد يراه البعض متواضعًا أمام تعداد يتجاوز ١٢٠ مليون مواطن، لكنه عند ميزان الأخلاق والإيثار أثقلُ من كنوزٍ كثيرة.
إنَّ ٢٠٠ ألف جنيه ليست رقمًا يهزُّ ميزانية دولة، لكنها كانت كل رصيدها، كل تعبها، كل سنين الكفاح التي اختزنتها في دفتر الحياة. ولمّا اختارت أن تُهدي هذا الرصيد لمصر، فقد قدَّمت في الحقيقة قلبًا نابضًا بالانتماء، ورؤيةً صافية لمعنى الوطنية كما يجب أن تكون.
ولذلك، حين استقبلها رئيس الجمهورية تقديرًا لعطائها، لم يكن الاحتفاء بمبلغٍ مالي، بل بقيمةٍ إنسانيةٍ نادرة؛ قيمةِ امرأةٍ تجاوزت حدود الذات، ووقفت تُعلِّم الجميع درسًا خالدًا في الإخلاص.
واليوم، إذ تنعي مصرُ الحاجَّةَ سَبيلة، فإنها لا تودّع متبرعةً وحسب، بل تودّع رمزًا من رموز النبل الشعبي الأصيل؛ امرأةً أثبتت أن المحبة للوطن ليست بحجم المال، بل بحجم الصدق الذي يُودَع فيه.
رحم الله الحاجَّةَ سَبيلة، وجزاها عن مصر وأهلها خير الجزاء، وجعل سيرتها شاهدًا على أنَّ الخير يبقى، وأنَّ النفوس الكبيرة لا تموت.
و من موقعنا نشارك كاتبنا في عزاء سيدة نشعر بالحزن لفقدها و أنها الآن في مكان أجمل و أحلي إن شاء الله .