عندما أتصفح الفيسبوك أو تويتر أقابل الكثير و الكثير من الموضوعات و التدوينات التي تأخذني و يأخذني سلاسة أسلوب كاتبها أو مدونها و تشعر و أنت تقرأ أنك نفسك تقول الكلام اللي بيقوله فقررت أن أخصص في موقعنا شعب مصر باباً للتدوينات الحرة لكل من يُحب أن يكتب في موضوع يُفيد المصريين أو يُنعش ذاكرتهم أو يُحيي ذكريات الماضي الجميلة أو يُعطيهم نصيحة مفيدة .الفيسبوك .
يقولون: «الصديق وقت الضيق»، وهي قاعدة لا تُختبَر صدقيّتُها إلا حين تنكمش الدائرة، ويضيق الخناق، ويُرفع الستار عن الوجوه الحقيقية. ففي أوقات الرفاه قد يبدو الجميع أصدقاء؛ يبتسمون، يهنّئون، يقتربون، ويُجيدون تمثيل دور الخيرين. لكنّ الضيق وحده هو الامتحان الأخطر، الامتحان الذي يفرز البشر فرزًا قاطعًا لا تخطئه عين.
فالقاعدة الإنسانية الراسخة تقول إن مكانة كل فردٍ تعرفه تتحدد بما فعله عندما احتجت إليه. هناك من يختار الوقوف مع العدو ضدك، إما طمعًا أو خوفًا أو نفاقًا. وهناك من يجلس متفرجًا، كأنما ينتظر سقوطك ليطمئن قلبه، أو ليثبت لنفسه أنه كان على صواب حين لم يُقرّبك إليه يومًا. وهناك من يرى أنك أنت المخطئ، فيقف أمامك ليواجهك بعيوبك، لا شماتةً ولا قسوة، بل ليوقظك من غفلتك ويمنعك من أن تغرق أكثر. هذا النوع نادر، لكنه الأكثر صدقًا.
وفي المقابل، هناك فئة لا تُضيع فرصةً للمتعة والتسلية؛ يراقبون مشهدك وكأنك فصلٌ من مسرحية هزلية، يتغذّون على صراخك، ويضحكون على عثرتك، ويتناقلون حكايتك في السرّ والعلن. وقد يجتمع قليل الأصل مع المنافق والخبيث، في غرفة واحدة، لينسجوا خيوط الخيانة، ويغرسوا خنجر الغدر في ظهرك، لأن لحظات ضعفك — في أعينهم — فرصة ذهبية لا تعوّض.
وحين يتكشّف المشهد وتتعرف إلى الوجوه على حقيقتها، لن تجد أمامك إلا حكمة واحدة: «كلّ شيء في وقته أفضل».
فالوقت كفيلٌ بأن يظهر الصديق الحقيقي من مدّعي الصداقة، ويُسقِط الأقنعة، ويعيد ترتيب العلاقات على نحوٍ يجعل خطواتك المقبلة أكثر وعيًا وأقل سذاجة.
وهكذا، تُصبح الأزمة — مهما اشتدّت — فرصة لإعادة الغربلة، وصقل التجربة، وتعلّم الدرس الذي لا يُنسى:
أن الضيق هبةٌ مُستترة، تكشف لك من يستحق قلبك، ومن لا يستحق حتى ذكراك.