في مقال اليوم يتساءل كاتبنا عن السبب في سكون الحوار الوطني المُفاجئ فكتب من خلال المصري اليوم ..
وكأنه لم يكن بالأمس، أقصد الحوار الوطنى، صمتاً يلفه، وكأنه أنجز تكليفه الرئاسى المستدام.
سألت الصديق العزيز «ضياء رشوان» المنسق العام للحوار الوطنى: لماذا هذا الصمت؟قال: رفعنا الجلسات حتى تنتهى الانتخابات البرلمانية، وسنعود بالطاقة الكاملة.
خلاصة كلام رشوان: لم يخفت صوت الحوار الوطنى، بل صار أكثر إلحاحاً، والأجندة تحمل الكثير من القضايا. الحوار الوطنى فى التحليل الأخير حالة حوار مستدامة، ماكينة أفكار لا تهدأ، قضايانا من الكثرة والتعقيد ما يحتاج إلى حالة حوار قادرة على خلق مساحات مشتركة بين فئات المجتمع المصرى وإدماج الرؤى والأفكار المختلفة ضمن المشاركة الوطنية.الحوار فى صميمه يهدف إلى حالة توافق بين القوى السياسية والشبابية من مختلف الجهات والفئات، ما يضمن الوصول إلى مخرجات إيجابية تخدم صالح المواطن المصرى.ومن موجبات الحوار تثبيت أركان الدولة انتقالاً لمرحلة الإصلاح الشامل للإنسان المصرى، مع إعادة صياغة سياسة مصر الخارجية بمستوياتها الإقليمية والعالمية وصولاً لمرحلة الجمهورية الجديدة. الأرقام التى حققها الحوار الوطنى تشجع على طلب المزيد من رشوان ورفاقه (أمناء الحوار الوطني)، ودوماً السؤال: هل من مزيد؟عدد ساعات العمل فى دولاب الحوار الوطنى حتى ساعته جاوزت ٢٠٠٠ ساعة، وتناولت ١١٣ قضية، توزعت فى ١٩ لجنة فرعية، فى المحاور الثلاثة الأساسية: المحور السياسى، والمحور الاقتصادى، والمحور المجتمعى. حالة حوار وطنية بامتياز لا ينكرها إلا جاحد، جهود أمناء الحوار الوطنى التسعة عشر كانت وراء منجزات الحوار الذى قدم أوراقاً مدروسة بمقترحات واقعية، ورفد الأجندة الوطنية بأفكار جدية عميقة تعالج أمراضاً مزمنة وسارية حار فى تشخيصها واقتراح علاجها المعالجون فى عقود خلت.
«ما لا يدرك كله لا يترك جله» والحوار أدرك الكثير، وجولات الحوار تشِى بالكثير، والأجندة لا تزال متخمة بالقضايا التى تستوجب جهداً مضاعفاً. تشكيلة أمناء الحوار الجديدة تشِى بالتفاؤل والقدرة على إنجاز جدول الأعمال، والآمال معلقة فى رقاب أمناء الحوار فى إنجاز ما تعذر، وتحصيل ما تعثر، وتأدية الفروض الوطنية على أوقاتها.عندما أطلق الرئيس السيسى «الحوار الوطني» كان عاملاً عليه، ومشجعاً لفعالياته، وبإرادة سياسية وضع مخرجاته موضع التنفيذ الأمين. إيجابية القيادة السياسية، وتفاعل الشارع السياسى مع منظومة «الحوار الوطنى» دافع وحافز، وأمانة مستوجبة الوفاء بها، ورفد الحوار الوطنى بخبرات وطنية مشهود لها بالكفاءة والمصداقية، يعين الحوار على تأدية مهمته فى الحراك السياسى الوطنى، سيما بعد الانتخابات التشريعية، وما يتلوها من تشكيلات سياسية وتنفيذية تخدم أجندة الحوار الوطنى فى تدبيج سياساتها الواقعية.الحوار الوطنى فى التحليل الأخير مركز من مراكز الأبحاث الفريدة، تعود إليه الحكومة فيما استعصى على الحل، ولديه من الخبرات والكفاءات ما يعينه على تأدية المهمة الموكلة إليه رئاسياً. كشف حساب الحوار الوطنى حتى ساعته بالموجب الوطنى، ما يمكن البناء عليه، وتعزيز الثقة فى فعالياته، سيما وأنه يضم بين أعطافه كفاءات وطنية قادرة على اقتحام أعقد المشكلات وتوفير حلول واقعية لتنفيذها.
