في مقال كاتبنا هنا يُراهن علي الوعي الجمعي للمصريين و عدم الوقوع في شباك السلفية منا حدث في إفتتاح المتحث المصري الكبير فكتب من خلال المصري اليوم :
الطحالب مجموعة من الكائنات الحية القادرة على التقاط طاقة الضوء من خلال عملية التخليق الضوئى، محولة المواد غير العضوية (ماء + ثانى أكسيد الكربون) إلى مواد عضوية تختزن الطاقة.الطحالب ليس لها جذور ولا سيقان ولا أزهار ولا أوراق حقيقية، مجموعة من الخلايا تقوم الواحدة منها إلى جانب الأخرى.هكذا الجماعات السلفية، الطحالب السلفية، ليس لها تنظيم مركزى كالإخوان، ولا مكاتب إدارية، جماعات لا تنظمها «هيراركية» تسلسل هرمى، هيكل أو نظام يصنف الأفراد أو الكيانات فى مستويات مركبة من الأعلى إلى الأسفل.
محض جماعات مطلوقة فى أرجاء المحروسة تعاضد بعضها بعضا، مجموعة من المتعضيات، تمتص الأفكار المجتمعية، وتختزنها، وتحولها لأفكار تدميرية هائلة.الطحالب السلفية تعمل على سلفنة العقل الجمعى، وتشغل بذكاء مساحة من الفضاء المصرى، وتثبت حضورًا مستدامًا، ويمدها المثقفون بمدد لا ينضب بمماحكات فكرية، لاتسمن ولا تغنى، منزوعة الدسم الفكرى، والسلفيون جادون وفق مخطط جهنمى فى صياغة العقل الجمعى سلفيًا.أخشى الميل لفكرة أن السلفيين متسامحون، وليس لديهم أطماع سياسية، ولكن الاستنامة لهذه الفكرة قد تكلفنا خسارة «معركة الوعى»، علما بأن السلفيين لا يختلفون عن الإخوان وجهين لعملة رديئة واحدة.السلفيون بالسوابق كانوا فى مركب الإخوان، وغادروا المركب وهى تغرق فى لجة الموج الشعبى الغاضب، ولحقوا بركب ٣٠ يونيو مع آخر ضوء لينجوا بجلدهم دون خسائر تذكر.الطحالب السلفية اللزجة تلتصق بأهداب الدولة، ولديهم خاصية «المماتنة»، وهى ظاهرة فيزيائية للدلالة على «مقاومة المادة للكسر المفاجئ مع قوة احتمالها للإجهادات السياسية.
يتمتعون للأسف بتسامح مجتمعى لافت، أخشى البيئة الحاضنة ضربتها السلفية، بيئة مواتية لنمو الفيروسات الفكرية السلفية، وتكاثرها على نحو يسرطن المجتمع الذى تعتريه موجات سلفية مفاجئة تعبر عن نفسها فى مواقف بعينها، لإثبات حضور لافت، كما حدث فى «المتحف الكبير».فى «غزوة المتحف» استطاع نفر من السلفيين أن يفتنوا الطيبين بمماحكات دينية، جس نبض، وأمدهم المثقفون بما يشتهون من دعاية لأفكارهم المؤسسة للظاهرة السلفية، واستخدموا خطابًا دينيًا يجذب المتسلفين طوعا.الطحالب تتغذى على الطاقة الحيوية للمجتمع، تمتص نور أفكار التنوير، وتنفث فى المجتمع روحًا سلفية تتسلل إلى المخادع ونحن عنهم غافلون بل ومتسامحون.تمت تعرية أفكار الإخوان، ودحضها، وإجهاضها فى العقول بفضل العقول الرشيدة التى استهدفت الفكرة الإخوانية التى تداعت مجتمعيا بفعل أطماع الإخوان فى السلطة، كشف عنهم الغطاء.أخشى استنفدت معركة الإخوان جهودنا الفكرية، والسلفيون يتغذون على مخلفات الإخوان، وتحولوا أخيرًا إلى طحالب سامة فكريا.الطحالب السامة ظاهرة طبيعية تُعرف باسم «ازدهار الطحالب الضارة»، تحدث عندما تتكاثر أنواع معينة من الطحالب الدقيقة بشكل مفرط، مما يُنتج سمومًا يمكن أن تضر بالبشر، وتسبب هذه الظاهرة مشاكل صحية وبيئية، أخطرها التسمم الفكرى وتدهور البيئة الحاضنة، ولها تأثيرات ضارة سنعانى منها مستقبلًا
