شاب طموح تقوده حفلات شوارع حي إمبابة الشهير وميادينه ومراكز شبابه وناديه وأهله الطيبين إلى الشهرة.. ومن الشهرة إلى رصيد كبير في عالم الطرب الشعبي.. وقد تحقق ذلك سريعًا دون أن يتخيله أحد.. وينطلق الليثي خارج إمبابة.. إقامة وحفلات وأفراح.. فيقيم في عمارة شاهقة لكن تتحول العمارة إلى كارثة يفقد فيها ومنها ابنه الوحيد الذي سقط من الدور العاشر.. ولا يمر عام حتى كان هو نفسه ضحية لأحد الأفراح التي ذهب إليها ولم يعد.. حادث سير صعب عند ملوي بالمنيا، أيام وتصعد روحه إلى بارئها ويفقد حياته أمس!
الأم والزوجة والأشقاء والأهل والأصدقاء والجيران وجمهوره.. الجميع ما بين الصدمة والحزن.. ربما مهد الحادث الذي جرى قبل أيام للحظة الرحيل وخفف منها، لكن ومع التقدير الكامل لمشاعر كل هؤلاء تبقى صورة مختلفة على جانب من هذا المشهد.. كلب المطرب الراحل الذي لم يفارق الليثي إلا في يوم الحادث.. يفتقده الأيام الماضية، يشعر بغيابه دون أن يعرف – طبعًا – ما حدث.. واليوم يرى الحزن فيمن حوله فيتأكد عنده أن شيئًا ما جرى.. وقع.. تغير.. تبدل.. ويدخل في اكتئاب يمتنع بسببه عن الطعام.
كثيرون من الأطباء البيطريين العالميين يتناولون في أبحاثهم حاسة الكلاب وقدرتها على معرفة أحزانهم وأزماتهم، منهم الخبيرة في علم نفس الحيوانات الدكتورة صوفيا ين ااباحثة بجانعة كاليفورنيا ، والباحثة كلارا ويلسون، طالبة الدكتوراه في جامعة كوينز بلفاست في آيرلندا الشمالية، أو حتي كتاب ” كل شئ عن الكلاب” لتشارلز هنري لين.. التي تؤكد كلها أن قدرة الكلاب الهائلة على رصد توتر الأشخاص عن طريق شم رائحتهم فقط هي في الواقع شيء رائع ومذهل.. فما بالكم بغيابه!!
كلب المطرب الراحل يمتنع عن الطعام.. والكلب مرادف للوفاء.. ولذلك سيبقى حزنه.. ووسط انشغال الأسرة والعائلة بمصابهم الجلل قد لا يتذكر أحد الكلب الوفي.. الذي يحتاج إلى إنقاذ عاجل ممن يعنيهم أمر الرفق بالحيوان.. وممن يعنيهم الوفاء لليثي نفسه قبل أن يلحق الكلب بصاحبه بفعل الاكتئاب الحاد!
رحم الله إسماعيل الليثي وألهم أسرته ومحبيه كل الصبر.. وأنقذ المخلوق الوفي الذي رعاه ووفر له كل سبل الرعاية الممكنة.. وربما كان سبيله إلى جنات النعيم!