مخططات جماعة الإخوان الإرهابية المسمومة لإفساد العلاقات المصرية السعودية تسير بقوة.. وكيف يقودون حرباً رقمية للانتقام من الخليج عقابا لدعم ثورة ٣٠ يونيو والقضاء على مشروعهم
لنتفق وفق التاريخ، والأحداث المهمة، أن العلاقات المصرية / السعودية، تشكل ركيزة أساسية لأمن واستقرار الأمتين العربية، والإسلامية، وأيضا للمنطقة بأكملها. ومع الاعتراف الكامل بهذه الحقيقة الراسخة، إلا أن هذه العلاقة واجهت عبر السنوات محاولات ممنهجة لزعزعتها، لعب الجزء الأكبر فيها جماعات وتنظيمات، وفى مقدمتها جماعة الإخوان، ودوائر معادية داعمة لها بهدف ضرب أهم معادلة تحالف عربى وإسلامى، قادر على صون الأمن القومى العربى والحفاظ على مقدرات الأمة.
المتابع بدقة للمشهد العربي خلال السنوات الماضية، يكتشف أنه كلما زادت قوة الشراكة المصرية السعودية، أو تطابقت مواقف القاهرة والرياض فى الكثير من الملفات الإقليمية الحساسة، اشتعلت فى المقابل موجات من الهجوم الإلكتروني الموجه بحسابات دقيقة، وتُدار بمنهجية وتوقيت مدروس، هدفها زرع الشكوك وبث الفرقة والفتنة بين الشعبين الشقيقين المصرى والسعودى بشكل خاص، والشعوب العربية بشكل عام!
وأن هناك جملة من أهداف الجماعة الإرهابية، لضرب العلاقة المصرية السعودية، من ناحية، والمصرية العربية، من ناحية ثانية، أولها إضعاف أهم تحالف قادر على المواجهة واعادة التوازن للإقليم برمته، مما يصب فى مصلحة دول وكيانات معادية بالدرجة الأولى.
ثانيها، الثأر من كل الدول الداعمة للموقف المصرى فى ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣ و الذى لعبت فيه السعودية الشقيقة دورا جوهريا بالمساندة والدعم لحق الشعب المصرى فى طرد هذه الجماعة من المشهد العام، وأن هذا الدعم تسبب فى فشل مشروعهم، ومن ثم دشنوا لاستراتيجية الانتقام عبر الإعلام، واعتبار ضرب العلاقات المصرية السعودية، والخليجية، هدفاً استراتيجياً لها، للانتقام، وإضعاف الموقف العربي الموحد.
ثالثها، لديهم يقين وفق معادلة القوة والتأثير، أنه كلما ضعفت علاقة مصر بالمملكة العربية السعودية، وأيضا بعدد من الدول العربية، ازداد نفوذ الجماعة وتأثيرها القوى فى المجتمعات العربية، عبر الإعلام الدعائي المضلل المزيف للحقائق والمشعل لنار الفتن.
رابعها، استراتيجية تشويه العلاقة القوية بين مصر والسعودية والإمارات تحديدا، يُكسبهم دعما من بعض القوى الإقليمية المعادية للأمة العربية جمعاء.
خامسها، العمل بكل قوة على إشعال نار الشك بين الشعوب، وتشويه الأنظمة، باعتبار أن هذه الخطة، هى الطريق الأقصر والأجدى لزعزعة الثقة وتفكيك التحالفات.
ولتنفيذ مخططاتها، فإن الجماعة تمتلك الآلاف من الحسابات الوهمية على منصة إكس «تويتر سابقًا» و«فيسبوك» لإطلاق «هاشتاجات» محرضة في توقيتات متزامنة، وتوظيف أى حدث مهما كان حجمه، أو تصريح هنا أو لقاء هناك، أو عقد صفقة اقتصادية، لتحوله إلى أزمة كبرى، طاحنة.
هذه الحسابات تُدار من غرف تنسيق مغلقة، وتستخدم برامج لتضخيم التفاعل الوهمي، لخداع الرأي العام فى البلدين الشقيقين، وتقديم واقع مزيف، والايحاء بأن هناك، غضب شعبي، سواء ضد مصر أو السعودية.
وبما إننا نعيش فى عالم باتت فيه الحروب تُدار من خلف شاشات التليفونات المحمولة، تتقدم جماعة الإخوان الإرهابية الصفوف كأحد أكثر الفاعلين استخداماً للسوشيال ميديا، لتخريب العلاقات بين الدول العربية، وعلى رأسها العلاقة المصرية السعودية، الراسخة والمبنية على التاريخ الحافل ووحدة المصير المشترك.
ومن المعلوم بالضرورة، ووفق تقارير غربية وعربية أيضا، فإن جماعة الإخوان تتلقى تمويلا إعلاميا خارجياً، ضخماً لتوسيع نفوذها الرقمي، خاصة في فترات التوتر الإقليمي، وتُدار معظم الحملات عبر شركات تسويق رقمية في أوروبا، عمادها تقديم محتوى سياسي موجه باللغة العربية، وتدفعه عبر حسابات مزيفة أو مؤثرين مأجورين!
ورغم كل هذه الهجمات المستعرة لإثارة الفتن بين الشعوب، تنسى الجماعة الإرهابية، تطور مهم للغاية، متمثل فى زيادة منسوب الوعي العربي اليوم، وقدرة الشعوب على الفرز والتقييم، اللهم إلا قلة تتأثر بهذه المخططات.
والحقيقة المؤكدة الأخرى، والتى لا يقترب منها الشك مطلقاً، أن محاولات اللعب على وتر الخلافات، بين مصر والسعودية، فاشلة، كون هذه العلاقة مصيرية، وما يجمع بين الدولتين، قيادة وشعبا، أضعافاً مضاعفة مما يفرق بينهما، كونهما يمثلان محور التوازن والاستقرار في المنطقة، والضمانة الحقيقية لبقاء العروبة قوية ومتماسكة، وأن التحالف المصري السعودي ليس مجرد تحالفا سياسيا أو اقتصاديا، فحسب، وإنما قدر أمة اختارت أن تحمي نفسها بالوعي والفهم العميق بما يحاك فى المنطقة من مخططات كارثية، لا بالانقسام والضجيج.