مثل هذا اليوم منذ واحد وسبعين عاماً فشلت عملية اغتيال الزعيم جمال عبد الناصر في المنشية !
قُبض على كل أعضاء الخلية التي قررت وخططت ورتبت ونظمت ونفذت وفشلت : الأفنديات محمود عبد اللطيف، يوسف طلعت، إبراهيم الطيب، هنداوي دوير، محمد فرغلي، عبد القادر عودة، وحسن الهضيبي.
وحوكموا وحصل كل منهم على ما يستحقه ويحدده القانون ويدعمه الشرع، ولكن لم تنتهِ القصة !
طوال عشرات السنين كان النشيد الشيطاني للإخوان هو “تمثيلية المنشية”، وكنا ونحن تلاميذ في الإعدادية والثانوية في الثمانينيات والجامعة في التسعينيات نشتبك مع عناصر الجماعة الإرهابية ونرد على أكاذيبهم .
لماذا سيفتعل عبد الناصر الحادث؟! يقولون: من أجل التخلص منا؟ ونرد: لقد حلَّ كل الأحزاب بما فيها التاريخية مثل الوفد، ورحبتم وأيدتم، وكان يمكنه بعد فترة حل جمعيتكم أيضاً، ولن يقف في وجهه أحد بعد أن أيدتم التخلص من الباقين.يقولون : من أجل بناء شعبية عبد الناصر!
ونرد : كانت شعبيته كبيرة فعلاً، وزيادتها لا تتم بالمجازفة هكذا ولا بقتل البعض من ضيوف مصر وحضور الاحتفال هكذا!
ظل الكذب الإخواني مستمراً، إلا من إشارات هنا وهناك.
كان منهم فريد عبد الخالق، أقرب أصدقاء حسن البنا، شهد على العصر فقال الحقيقة، فنفوه وكذبوه.
القرضاوي أقرَّ، لكنه أكد أنها من تخطيط من نفذها وليس بأوامر من القيادة.
نفوا وكذبوا، حتى جاءت يناير وقفز التنظيم إلى السلطة واستولى عليها بليل، فتوالت الاعترافات، فاستعراض الفتوة الذي سيبقى في حكم البلاد ألف عام، ولا معقب لاعترافاته، اعترافات “الهيرو” المنتصر قالوا إنهم وراء الحادث، وإنهم خططوا ونفذوا.
لقد جاء وقت الحصول على عزاء من “أُعدموا” علي طريقة ثأر الصعايدة، ولم يكن في خلد أحد أنها الاعترافات الأخيرة قبل إزاحتهم من السلطة ومن الضمير العام الذي اخترقوه بالعاطفة الدينية والإنسانية وقصص التعذيب الوهمي والمبالغ فيه!أزاحهم الشعب من الحياة ومن التاريخ كله!
لكنه أكبر درس في التاريخ : عن الثقة بالمجرمين وتصديقهم، وظننا أنه لن يتكرر مرة أخرى !