في مقال كاتبنا اليوم تحدث عن النغمة السائدة عبر الميديا عن أن من يجب أن يتبرع لاعمار غزة هم رجال الأعمال و ليست الدولة فأين شعارات إفتحوا المعبر لاخوانا اللي بيموتوا .. راح فين التعاطف و الشفقة نُزوعت من قلوبكم .. ‘إنها نغمة تسري في الفضاء الإلكتروني من ناس نعرفهم عايشيين بيينا ليسمموا حياتنا و ليُضايقوا المصريين .. و ينشروا الفتنة و الوقيعة ..
فكتب كاتبنا مقاله عبر المصري اليوم تعجبه ممن ينشر هذا الكلام ..
أسمع في الفضاء الإلكتروني هسسا، الاستغراب من دعوة الرئيس السيسي للمشاركة المصرية حكومية وشعبية في إعمار غزة.
الاستغراب السياسي الذي يترجم إلى رفض مبطن تعبر عنه تويتات وتغريدات لايعرف مصدرها ويتجمع عليها الذباب الإلكتروني..
الاستغراب ليس له محل من الإعراب السياسي، مصر ظلت وستظل الحضن الدافئ لكل العرب، والقضية الفلسطينية قضية مصرية وأولوية أولى.
أخشي الاستغراب السياسي يترجم غباء سياسي، وحالة الاستغراب التي رافقت الدعوة، أخشى تترجم جهلا بثوابت الدبلوماسية المصرية التي تقدم مصالح الشعب الفلسطيني في غزة على تناقضات حركات المقاومة سيما حماس.
مصر تتعامل بأريحية سياسية وسعة صدر، وكرم إنساني محض، وتقدم (السبت) إنسانيا دوما.. حتي أنها لا تنتظر الأحد لا سياسيا ولا إنسانيا.
معلوم ، في سياق الأعمال الخيرية، التبرع إعطاء المال أو البضائع أو الخدمات لتلبية احتياجات الآخرين، بكرم ونفس راضية، وبمحبة دون من ولا أذى.
وفي سياق إعمار غزة وتخفيف المعاناة الإنسانية على إخوتنا المنكوبين مع دخول الشتاء، يتجاوز الكرم فكرة التبرع ذاتها إلى الواجب، وما هو واجب مستوجب التبرع لإخوتنا ولو بشق تمرة، ما عرفت مصر إلا بالكرم.
إذن من ذا الذي يحرف الدعوة الرئاسية الكريمة بالمساهمة تبرعا في إعمار غزة ومساعدة أهلها على الثبات في الأرض، وتوفير حد أدنى من مستلزمات الحياة الإنسانية لأطفال غزة؟!
من ذا الذي حرف الدعوة الكريمة عن مسارها المستقيم، التبرع اختياريا لم يكن يوما إجباريا، والقول المأثور فينا “وما أُخذ بسيف الحياء فهو حرام”.
من ذا الذي يحرص على رفض الدعوة الكريمة ، وإخراجها من سياقها الإنساني، واستخدامها سياسيا في الاتجاه المعاكس وطنيا .
تخيل الرافضة والمحرضين علي الرفض هم أنفسهم الذين كانوا يزعقون كذبا وبهتانا افتحوا المعبر!!
هم أنفسهم وليس غيرهم الذين ملأوا الفضاء الإلكتروني بأكاذيب مصر تحاصر غزة !!
هم من انكروا المساعدات المصرية لأهلنا في غزة ، شككوا في صلاحية المساعدات ، وطلعوا فيها القطط الفاطسة، وحرضوا نفر من إخوان صهيون علي التقول بفساد المساعدات في فيديوهات منشورة؟!
هم أنفسهم الذين تظاهروا قبالة السفارات المصرية مطالبين بفتح المعبر وفك الحصار وادخال المساعدات !!
هم من انكروا وتنكروا الوساطة المصرية، وتجاهلوا الجهد المصري الخالص، وزعموا وساطات أخرى في سياقات أخرى !
أكلما جادت مصر بكرمها تبخلون بالثناء، و تناولونها بالهجاء، وتحرضون العامة في الطرقات علي رفض المساعدات .
أكلما مارست مصر دورها الطبيعي وتولت زمام القضية، و أذنت في العالم بالسلام ، ونجحت في إيقاف الحرب و تؤسس للإعمار، وتعبد الطريق لإقامة الدولة الفلسطينية، وعاصمتها القدس.. قلبتم لها ظهر المجن ، جاهرتم بالعداء !!
نجاح مصر يحرق قلوبهم، ويخشون قيادة مصر ملف الإعمار، ويقض مضجعهم دعوة الرئيس السيسي نظيرة الأمريكي دونالد ترامب إلى مؤتمر الإعمار.
نحن أولى بغزة ، لهم ذمة ورحماً، أولى من غيرنا، دعك من حماس وإخوان صهيون، أهل غزة هم الجار بالجنب، والأقربون أولى بالمعروف، بالمساعدات.
هذا دأبهم (دأب المؤلفة قلوبهم إخوانيا) لا يفقهون فقه أدبيات الدولة المصرية الحضارية، وواجبها العروبي وهم مفطورون على الخداع والخديعة، والتقية السياسية !!
مصر مفطورة على الكرم، وعظيمة يا مصر يا أرض الكرم، مصر في الأزمات والنكبات والنوائب أجود من الريح المرسلة .
الكبيرة تقدم ما استطاعت إليه سبيلا، ولو من لحم الحي، ورغم ضيق ذات اليد، لم تتأخر يوما عن الغوث الإنساني، ولم ترهن كرمها (الثابت) بمواقف سياسية (متغيرة)، وثوابتها مقررة سلفا في مراجع الدبلوماسية المستقرة تاريخيا، وفي تجليها الإنساني نموذج ومثال.