منذ رحيل جمال عبد الناصر.. لم يهدأ صوته فى وجدان الملايين ولم تنطفئ صورته فى ذاكرة الشعوب لكنه فى المقابل ظل هدفا للاتهام والتشويه والتحريف أناس لا يعرفون قيمة الرجال العظام.. ولا يدركون أن التاريخ لا يكتبه الموتورون ولا المتربصون.. بل يكتبه عظماء لاثر خالد لا يمحوه الزمن اتهموه بالدكتاتورية فهل كان ديكتاتورا!!!!! من يقف فى جنازته ملايين البشر بقلوب مكلومة وعيون دامعة؟ الديكتاتور يكره الناس على الصمت أما هو فقد أطلق لسان الأمة.. وجعل صوت الفقير والضعيف أقوى من المدافع ديكتاتور!!!! وهو الذي وزع الأرض على الفلاحين.. ورفع رأس العامل.. وبنى المصانع.. وشيد السد العالى ليحمى مصر من العطش والجفاف لقد كان قائدا حمل هموم الناس على كتفيه.. وأشعل فيهم نار الكرامة والعزة قالوا إنه سبب النكسة! وكأنهم نسوا أنه بعد الانكسار فى يونيو 67 لم يهرب ولم يختبئ خلف المبررات بل خرج على الجماهير واعترف بالمسؤولية كاملة ثم رفضت الأمة تنحيه فى مشهد أسطورى لم ولن يتكرر أى زعيم في التاريخ تحيط به الجماهير بالملايين وتصرخ.. “لا.. لا.. لا للتنحي”!!!!!
وحده جمال عبد الناصر لأنه لم يكن مجرد رئيس.. بل كان رمزا لحلم شعب وأمة بأكملها اتهموه بأنه باع الديمقراطية متناسين أنه عاش فى زمن الانقلابات العسكرية والاحتلالات الأجنبية والمؤامرات المتكررة كان فى قلب معركة لا تهدأ يحارب الاستعمار هنا.. ويواجه العدوان هناك ويمد يده لحركات التحرر فى كل قارة هل كان مطلوبا منه أن يزرع ورودا فى أرض ملغمة بالدماء والمؤامرات؟
كان المطلوب أولا أن يحمى الوطن.. وأن يبنى قواعد النهضة وهو ما فعله ونجح فيه بما يليق بقائد حمل أمانة أكبر من طاقته اتهموه بالظلم والظلم عندهم أنه لم يسمح للفاسدين أن ينهبوا قوت الشعب كما يريدون وأنه أغلق أبواب مصر فى وجه المحتكرين والمتاجرين بالدين والعملاء أرادوه ضعيفا..
مرنا أمام الاستعمار.. مطيعا لأمريكا وإسرائيل لكنه كان شوكة فى حلقهم.. وحاجزا منيعا أمام مخططاتهم إن رد الاعتبار لعبد الناصر ليس دفاعا عن شخص رحل منذ أكثر من نصف قرن بل هو دفاع عن كرامة أمة بكاملها من يشوه عبد الناصر يشوه نضال الفقراء ويهين دماء الشهداء ويستخف بأحلام الملايين التى جعلت من القاهرة فى عصره قبلة للأحرار فى العالم كله لقد رحل الرجل.. لكن بقيت آثاره تنطق باسمه السد العالى.. المصانع.. مجانية التعليم..
جيش أعاد بناء نفسه بعد النكسة ليحقق نصر أكتوبر بقى اسمه فى هتافات الجماهير العربية من المحيط إلى الخليج بقى وجهه فى صور أطفال الفقراء الذين فتح لهم باب العلم والمستقبل. ولمن يصرون على الطعن فى سيرته نقول إن عظمة عبد الناصر لا تقاس برضا خصومه ولا تحاكم بأهواء أعدائه بل تقاس بميزان التاريخ.. والتاريخ أنصفه منذ اللحظة الأولى حين خرجت الملايين فى جنازته وكأنها جنازة وطن لا جنازة رجل.. ضحى من اجل الوطن جمال عبد الناصر كان قائدا عظيما بإنجازاته و اخلاصه كان صادقا مع شعبه..
نزيها فى حياته عظيما فى موته ومن يتهمه اليوم.. فإنما يفضح نفسه قبل أن ينال منه فالرجل الذي رفع رأس الأمة لن يهان بكلمات على ورق.. ولن تسقط قيمته بتزوير أو افتراء رد الاعتبار لعبد الناصر واجب لأنه رد اعتبار للتاريخ..
وللأمة.. وللكرامة التى حاولوا دفنها جمال لم يمت بل عاش و يعيش فى الذاكرة فى السد الذى يحمى مصر فى كل فلاح تحرر من عبودية الأرض في كل عامل وقف مرفوع الرأس وفى كل شاب عربى حلم بالحرية وهو يسمع صوته يعيش جمال عبد الناصر.. حبيب الملايين يعيش جمال حتى بموته ذلك هو جمال عبد الناصر.. ومن لا يعرف قيمة الرجال فالتاريخ كفيل أن يعلمه أن الشمس لا تغطى بغربال ايمان احمد عبد الرحمن