في مقال كاتبنا اليوم يُؤكد علي أن الصبر الجميل هو عنوان للوصول لقمة شرم الشيخ فكتب من خلال المصري اليوم :
دبلوماسية الصبر الجميل ، الترجمة الشعبية لدبلوماسية الصبر الاستراتيجي ، وكلاهما يصح عنوانا عريضا للدبلوماسية المصرية في العقد الأخير .
والصبر الجميل هو الصبر الذي لا جزع فيه، ولا شكوى، والصبر على الأذى والتسامح مع المؤذيين، والصبر كاف كونه صبرا، ولكن الصبر الجميل ترجمته تجلد وأمل، اطمئنان نفسي وروحي، إنه الموقف الأحسن والأجمل بالضرورة .
وعاقبة الصبر هي الظفر( الفوز ) ونيل الأماني ، فبالصبر تُنال الأهداف وتتحقق النعم. فالصبر مفتاح النجاح والفوز .
يقيني قمة شرم الشيخ التي تنعقد الساعات المقبلة باكتمال عقد قادتها الفريد غربا وشرقا ، تبرهن علي نجاح دبلوماسية الصبر الجميل، لقب مصر في التراث الشفاهي المغني ، أم الصابرين، صبرت مصر الصابرة دوما، صبرت طويلا ولم يفرغ صبرها ، صبرت على الأذى السياسي والاقتصادي الذي ابتدرتها به دول وكيانات تضمر شرا لمصر، وهاهي نفس الدول التي قلبت ظهر المجن لمصر بعد ثورة الثلاثين من يونيو، ونالت من ثورة شعب، ووصمتها بكل مافي نفوسهم من غل، نفسها الدول التي تتسابق لنيل شرف صورة مع مصر ممثلة في رئيس المصريين عبد الفتاح السيسي.
نفس الدول التي تخطب ود مصر الآن، وتتشوق لفسحة تخاطب العالم من المنبر المصري، نفسها التي أطلقت منابرها عقورة تنهش لحم المصريين، وتتجاوز في حق شعبها، وقيادتها، وجيشها ، نفسها الدول التي تتسابق لحضور الحفل المصري الكبير في شرم الشيخ .
\
لم تجزع مصر وقيادتها يوما، ولم تفقد ( اتزانها الاستراتيجي) ، ولم تنحرف بوصلتها عن قضاياها العادلة وقضايا أمتها الطريحة ، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
ولم تشكو مصر يوما ، ولم تتشكى، ولم تطلب عونا ، استنفرت قواها الذاتية ومن مخزونها الحضاري استخرجت أكسير حياتها ، ووقفت على قدميها ثابتة على أرض صلبة شامخة، وفرضت حضورها .
بتؤدة وتجرد ، رسمت دورها ،وصدحت بكلمتها ، كانت مثل من قالوا (لا) في مواجهة من قالوا (نعم) للهيمنة الإسرائيلية، ولم تخش في حق الفلسطينين لومة لائم، ولا خشت غضبة أمريكية، فحسب تسلحت بالصبر الجميل علي ما يأفكون ، وتمنطقت بالحق ، فإن الحق لا يعرف بالرجال، وإنما يعرف الرجال بالحق .
ولم تفقد الأمل في السلام العادل ، ووثقت في إرادتها الوطنية ، وصدرت فلسفتها العميقة ، أن تعامل بشرف في زمن عز فيه الشرف.
وبجلد الصابرين صبرت ونالت تقديرا عالميا مستحقا، وارتسمت في الأعين دولة سلام تسعي للسلام وتحيتها سلام، ولم تنجر قيادتها إلي مغامرات غير محسوبة العواقب، ولم تغادر مربع الصبر والعقلانية والرشاد.
دبلوماسية الصبر الجميل، لا تعجب من كان في قلبه مرض، والغرض مرض ، وصبرت علي المكاره والأزمات والجوائح السياسية والنوازل الطبيعية ، و حملات الكراهية الممنهجة، ومحاولات الانتقاص من الدور المصري، واستلابه إلى عواصم أخرى، ولكن الأدوار التاريخية وفق المعادلات الفزيائية، لا تفني ولا تستحدث من العدم.
الحفل الكبير في شرم الشيخ عنوانه الصحافي (قمة غزة) ولكن عنوانه السياسي (قمة مصر)، مصر التي في شرم الشيخ، قمة غزة فى شرم الشيخ، رسالة مصرية إلى العالم، رسالة سلام وازدهار ووئام، ويقدّمها إلى العالم أجمع المواطن المصرى صانع الحضارة، وبلسانه يتحدث الرئيس عبد الفتاح السيسي فى جمع عالمي فريد يتقدمه الرئيس الأمريكي ” دونالد ترامب ” وهو مسرور بزيارته لمصر بلد الأمن والأمان وصانعة السلام .
مصر تتحدث عن نفسها، في محفَل دولي ثري يأمه قادة العالم، للتعبير عن آمالهم في السلام، والتصميم على إحداث تغيير حقيقي في أقليم مضطرب ويحتاج إلى مبشرين بالسلام ، طوبى للساعين للسلام.