أن تهدي ماريا كورينا ماتشادو جائزة نوبل للسلام التي فازت بها للرئيس الأمريكي ترامب بعد ساعات من حصولها عليها، نكون أمام معادلات جديدة في العلاقات الدولية قد تنتهي، أو على الأقل قد تؤدي إلى ما تحدثنا عنه في ١٧ سبتمبر الماضي بعنوان “غزو فنزويلا”! ليس من اللياقة الوطنية أن أهدي أي شيء لمن يهدد بلادي حتى لو اختلفت مع نظامها!! ليس من أصول الوطنية ذاتها أن أهدي جائزة دولية للشعب الذي أنتمي إليه في الوقت الذي يسقط من هذا الشعب ضحايا للسفن والطيران الأمريكي أمام سواحل فنزويلا في اتهامات باطلة بمطاردة تجار مخدرات، ثبت زيف الاتهام وأن الضحايا لا شأن لهم بأي عمليات مشبوهة من أي نوع !!
بل الشعب نفسه (المُهَدّى إليه الجائزة مع ترامب) يتدرب الآن على صد غزو أمريكي محتمل لبلادهم قد يحدث أي لحظة!! للحق.. وليس غيره.. يبدو اختبار ماريا كورينا مريباً.. قد يكون اعتُبر حلاً وسطاً يمتص غضب ترامب من عدم فوزه بالجائزة، ولكن لا يكون ذلك ضمن لعبة السياسة وخطوة لحشد الرأي العام العالمي الذي قد يتفاجأ بحرب جديدة يسقط فيها أبرياء هناك..
على الجانب الآخر من الأطلنطي! هذا لا يصح في ألاعيب الشر ضد رئيس شرعي منتخب جاء بانتخابات حرة بمراقبين دوليين، لكنها لم تكن على الهوى الأمريكي! المطامع الأمريكية في ثروات فنزويلا تسيل لعاب شركات كبرى وتداخل فيها مصالح الولايات المتحدة والرأسمالية المتوحشة عالمياً هناك..
كما أن الرغبة في فرص النفوذ الأمريكي وإخضاع العالم ما زالت هدفاً ترامبيّاً ثابتاً. وإلا ما غيّر عنوان وزارة الدفاع إلى وزارة الحرب. وعلى العالم أن ينتبه من الآن؛ فالغرب بعد صمت المدافع في غزة لن يرضى بهذا الهدوء طويلاً!!! اصطناع ذرائع العدوان وتجهيز أحداث كمقدمات لجرائم كبرى تكتيك أمريكي معروف.. وعلى العالم الانتباه!