في مقال كاتبنا اليوم يتحدث عن المماحكة في بعض الأمور الشرعية و منها تغسيل الموتي عن طريق الوبوت فكتب من خلال المصري اليوم :
وحتى لا يغم عليكم العنوان أعلاه، مُماحَكة تعني مُجادَلة في أُمور تافِهة، مُنازَعة كلاميَّة في ما لا طائِلَ تَحْته، والبعض من مشايخنا الأجلاء “يَجد لَذَّةً في المُماحَكة”!
تستخدم الروبوتات في قطاعات متنوعة تشمل الصناعة للتصنيع والخدمات اللوجستية، والطب للمساعدة في الجراحات المعقدة والتعقيم، والمنزل للتنظيف والرعاية، والتعليم لتجارب التعلم التفاعلية، بالإضافة إلى قطاعات مثل الزراعة، والبناء، والنقل، والتجزئة، والفضاء، والسياحة، والترفيه، والتواصل عبر روبوتات صديقة الدردشة.
ليس من بين استخداماتها البتة ( تغسيل الموتي ) ، و لم يدر في خلد أبو الروبوت ، المخترع الأمريكي “جورج ديفول” أن أختراعه التاريخي سيستخدم في غسل الميتين، ولو عرفها لاحتضن روبوته البدائي وانتحر من فوق أعلي قمة جبل دينالي في ألاسكا!!
من علامات تجديد الخطاب الديني، جواز استخدام الإنسان الألي (الروبوت ) في الغسل (تغسيل الميت)، فكرة لم تخطر على عقل ، شئ لا يصدقه عكل ، وفق قاموس بسكوتة السينما الجميلة شويكار..
فكرة من خارج الصندوق (الخشبة)، تغسيل الخطاب الديني جيدا بالماء والصابون وقطرات من الكلور يصبح أكثر بياضا.
من كتاب ( فقه النوازل ) ، ” لا مشاحة فيها إذا لم تتضمن مفسدة ” ، المهم اتباع الطريقة الشرعية في الغسل ، طالما الروبوت على علم بكيفية الغسل الشرعي، والتعامل مع جسد الميت باحترام وستر.
جائز ويجوز، الروبوت يمكن تغذيته بطريقة الغسل الشرعي، والوصفة سهلة، تبدأ بنية الغسل وتجريد الميت من ثيابه مع وضع قطعة قماش على عورته.
يقوم الروبوت بإجراء وضوء كامل للميت، ثم يبدأ بتنظيف الفم والأنف بخرقة مبلولة، وبعد ذلك يُغسل رأسه وجميع البدن بالترتيب بدءاً بالجانب الأيمن ثم الأيسر.
يُعاد الغسل ثلاث مرات بماء مع سدر أو صابون، وتكون الغسلة الأخيرة مخلوطة بالكافور أو المسك، ثم يُنشف الميت ويُكفن.
المهم النية ، نية الروبوت ، يقال والله اعلم ان هناك روبوتات سيئة النية ، ولم يصل إلى عملي أن الروبوت يمتلك خاصية (النية) أصلا وهنا قد يبطل الغسل لانعدام النية .
مستوجب علي علماء الثريد ( الفتة ) تطوير ملكات الربوت الروحية وإدخال ( برنامج النية ) في الطور الجديد المتحور من روبوتات الجنازات، قد نحتاجهم لحمل النعش لاحقا.
بين السائل والمسئول شفرة سرية، السائل لا ينفك يسأل، والشيخ يجيب حتي في أدق المسائل التكنولوجية، فحسب مراعاة الكيفية الشرعية، أهم شيء في المغسل الذي يغسل الميت أن يكون أمينًا وصالحًا !!
شخصيا أعرف ( روبوت صالح ) يدعي دون دعوة في الجنازات اسمه الكودي الحاج أمين، متطوع دوما للغسل، ما أن يصل إلى علمه خبر وفاة حتي يصدر صوتا رفيعا أشبه بالنحيب، ويقال أنه يبكي حزنا، و يذهب من فورة لممارسة هوايته في تغسيل الميت.
ما يؤرقني كيف يتحصل الربوت علي جزاء عمله، معلوم تغسيل الميت عبادة يؤجر عليها الإنسان، والذي يغسل الميت ويحفظ سره ويؤدي الغسل وفق الشروط المرعية، له أجر عظيم، فالغسل ليس مجرد عمل تقني بل عبادة تحتاج إلى إخلاص وأمانة وتقوى.
والسؤال هل يؤجر الربوت علي الغسل، وهل يكافأ علي الإخلاص والأمانة والتقوى، الغسل في هذه الحالة عملا تقنيا بحتا لا يستحق عليه الربوت أجرا، وعليه هل يعود الجزاء إلي مخترع الربوت، المخترع الأمريكي “جورج ديفول”، وهل يصب في ميزان حسناته، وهل يدخل الجنة بحسن عمله سيما تغسيل الميت؟!