اول فنان رأيته وجها لوجه وفي مكان واحد وليس بشكل عابر الراحل الكبير صلاح قابيل..كنت حصلت علي الثانوية العامة وذهبت ل خالي اللواء مصطفي الكاشف وكان وكيلا للإدارة العامة لمكافحة المخدرات ووجدت قابيل بمكتبه..كان نجما قديرا محترما مهذبا لطيفا الي أقصي درجة مر الوقت كله بين تشجيعه ومزاحه ولذا كان الحزن علي رحيله بعدها كبيرا !
المدهش أن ثاني فنان التقيته علي الشرط السابق كان احمد عبد العزيز !!
كان صلاح بكري زميل العام الأول الجامعي ..وهو ابن محافظتة اسيوط .. لكنه من قرية اسمها الطوابية ينتمي إليها اغلب كبار تجار العتبة بمحلاتهم ومؤسساتهم الضخمة أو الصغيرة علي السواء .. ولذلك فضل بكري أن نلتقي بالقرب من العتبة .. ثم دعاني لمكانه المفصل في فندق ” وندسور اوتيل ” الذي يتوسط شوارع عماد الدين و٢٦ يوليو والجمهورية وهناك اكتشفت أنه المكان المفضل لعدد من الفنانين..كان إبراهيم الشرقاوي ويسري مصطفي..واخرين..بينهم عبد العزيز !
صافحه بكري ثم صافحته..تذكرت في لحظات بطولته قبل سنوات لفيلم ” العصابة ” المناهض للتطبيع ورغم عدم نجاح الفيلم لكننا احترمنا تجربته وسعيا لتحيته علي دوره أعطيته صورة لشخصية تاريخية كبيرة تحمل خلفها نتيجة العام وكانت بالصدفة في جيبي..تناولها بترحيب وامتنان..ب “بشاشته” التي نراها منه و”سماحته “التي تابعناها في “‘قطز ” واحتفظ بها في جيب الجاكت.. وبعد حوار معهم جميعا .. انصرفنا لحالنا !
في العمل الصحفي تعاملنا مع عدد كبير من فناني مصر بعضهم لنا معه حواديت تستحق أن تروي وعلي رأسهم الفنان الكبير الراحل حمدي احمد الذي اعتبرني كابنائه!
المهم .. أغلب هؤلاء رأيتهم ورأيت تعاملهم مع جمهورهم..وكيف يمعن بعضهم في التواضع
هربا من شبهة الغرور والتكبر فضلا عن صدق تواضعهم فعلا وحبهم للناس..مثلما رأيت من ومع سهير المرشدي وسيمون وندا بسيوني ورانيا فريد شوقي والشقيقتين ميار ومي الغيطي وانتصار ونور الشريف ومحمد صبحي وسامح الصريطي وسامح السيد وأحمد بدير وكثيرين غيرهم حتي من النجوم والنجمات العرب لكن لا نريد الخروج عن سياق المقال وسؤاله الرئيس وهو : ما الذي جري للفنان احمد عبد العزيز وبقي حتي كتابة هذه السطور محل تساؤلات وهجوم من كل صوب عليه؟! الفيديوهات المنشورة بالفعل ليست في صالحه ورده علي الهجوم وتبريره
يبتعد به عن الذكاء الإعلامي والاجتماعي..ولذا يفرض السؤال نفسه : هل هناك ما لا نعرفه؟!
مثلا : هل حذر الأطباء عبد العزيز من شئ ما يخص صحته مرتبط بالاحتكاك بالآخرين ؟ المناعة مثلا بها مشكلة ؟! هل تعرض لأزمة بسبب سلوك سلبي للبعض تسبب في حساسية من ذلك الاقتراب منه كعملية سرقة مثلا او نصب بأي حيلة؟! هل هناك احتمال لشئ اخر خلاف ذلك قد يرتبط بتجربة مع فترة ” كورونا “؟!
القصة ليست عن فنان يتعرض لهجوم كاسح لا يتوقف..انما يعنينا علاقة الفن بالناس وارتباطها ببساطة شعبنا والتي خدشت وبما لا يقبله اي سوي !
ليس سهلا ان نري يد امتدت ب “السلام ” تعود محرجة مخذوله يكسو الأسي وجه صاحبها بالشكل الذي رأينا .. والمدهش أنه لا لشئ الا المودة والإعجاب!! اومال لو كراهية وحقد وتطاول ماذا كان سيحدث؟! طيبون لا يتسولون ولا يريدون إلا رد الود والتقدير بالود والتقدير !
وإذا كانت المبالغة بالتفاعل مع فنان في حفل غنائي قد تحول إلي تحقيق فالاستهانة ايضا بالبسطاء وانقياء السريرة تلقائي و الانفعال بما يسئ لصورة ” الفنان ” تستحق – إن صحت..