عندما أتصفح الفيسبوك أو تويتر أقابل الكثير و الكثير من الموضوعات و التدوينات التي تأخذني و يأخذني سلاسة أسلوب كاتبها أو مدونها و تشعر و أنت تقرأ أنك نفسك تقول الكلام اللي بيقوله فقررت أن أخصص في موقعنا شعب مصر باباً للتدوينات الحرة لكل من يُحب أن يكتب في موضوع يُفيد المصريين أو يُنعش ذاكرتهم أو يُحيي ذكريات الماضي الجميلة أو يُعطيهم نصيحة مفيدة .
Mohamed Khedr
تأملات بين الحب والولاية علي خطي سيدي بن عطاء الله ..اقرأ بهدوء لتدرك ببصيرتك ما هو الحب ..الحب لله هو أن تؤثره ولا تؤثر عليه سواهوالحب فى الله أن تحب فيه من والاه،والحب بالله أن يحب العبد من أحبه وما أحبه منقطعا عن نفسه وهواه،والحب من الله هو أن يأخذك من كل شىء فلا تحب إلا إياه.واعلم رحمك الله بإقباله عليك وجعل أنواره واصلة إليكأنهما ولايتان : ولي يتولى الله ، وولي يتولاه اللهوقد قال الله عز وجل في الولاية الأولى ( ومن يتول اللهورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون ) المائدة 56وقال في الولاية الثانية (إن ولي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين )الأعراف 196، وقال الشيخ ابو الحسن رضي الله عنه :” من أجل مواهب اللهالرضا بمواقع القضاءوالصبر عند نزول البلاءوالتوكل على الله عند الشدائدوالرجوع إليه عند النوائبفمن خرجت له هذه الأربع من خزائن الأعمال على بساطالمجاهدة ومتابعة السنة والإقتداء بالأئمة فقد صحت ولايتهلله ولرسوله وللمؤمنين.(ومن يتول الله ورسوله والذينآمنوا فإن حزب الله هم الغالبون) المائدة 56ومن خرجت له من خزائن المنن على بساط المحبة فقد تمت ولاية الله له بقوله ( وهو يتولى الصالحين )ففرق بين الولايتين : فعبد يتولى اللهوعبد يتولاه اللهفهما ولايتان صغرى وكبرى ،فولايتك لله خرجت من المجاهدة وولايتك لرسوله خرجت من متابعتك لسنته وولايتك للمؤمنين خرجت من الإقتداء بالأئمة فافهم ذلك من قوله تعالى( ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون )” .سيدي احمد بن عطاء اللهوأما ولاية الله لكفبرعايتك وحفظك وتأييده لك وحبه لكوفتح خزائن بركاته ورضاه عنكوبسط ممننه عليكوهو جل وعلا يعطي علي قدر قدرهويبسط علي قدر قدرهفاجعلنا اللهم ممن توليتهم بفضلك ومحبتكواجعلنا ممن توليناك بصدق العبادة ومتابعة الرسول ومصاحبة المؤمنينيقول أحمد شوقي رحمه الله متحدثا بلسان رابعة العدويةأحبك حبين حب الهوىو حبّاً لأنّك أهل لذاكافأمّا الذي هو حب الهوىفشغلي بذكرك عمّن سواكاو أمّا الذي أنت أهل لهفكشفك للحجب حتى أراكافلا الحمد في ذا و لا ذاك ليو لكن لك الحمد في ذا و ذاكااللهم علق قلوبنا بك ولا تعلقها بغيرك وفرغها من الأغيارواجعلنا ممن توليتهم وأخرج لنا من خزائن مننكواجعلنا ممن احببتههمواخذنا بمحبتك لنا من محبة كل شئ إلي محبتكوإن شئت فاجعل محبتنا لعبادك بك ومنك ولك وفيك .
مثلى مسكون بحكايات العفاريت منذ الطفولة، ولاتزال تصحبنى العفاريت سيما فى الأماكن المظلمة، رغم أننى لست ممن يخافون العفاريت، ويقينى أن ما عفريت إلا بنى آدم شقى حبتين.
سرحت فى ملكوت الله، تخيلت هناك من يكتبنى بالحرف، من يتلبسنى دون إرادة منى، من يقرأ ذاكرتى، ويتغذى على معجمى، ويمسك بحروفى، ويلعب بأوتارى، يكتبنى رغما عنى..
قادر ولا يقدر على القدرة إلا ربنا، هناك من هو قادر على إحياء حروف الموتى، يكتب المقفع، والمعرى، وأبونواس، ونجيب محفوظ، وهيكل.
يكتب كل هؤلاء بصنعة واحترافية، يكتبهم كأنهم لايزالون يكتبون الرواية ويقرضون الشعر، ويدبجون المقالات، يصعب التفرقة وبيان الفروق، نفس البصمة، البصمة الأدبية.
فزعت من اليوم التالى الذى ينتظر البشرية على قارعة الألفية الثانية، اليوم الذى تكتب الآلة كتابة البشر، بحروف وأفكار البشر، وقد تتفوق عليهم، تكتب ما لم يكتبوه وموقع بأسمائهم، تندثر الفروق، وتتلاشى المواهب، وتصب جميعا فى قالب الذكاء الاصطناعى.
فى مثل هذا عالم افتراضى (فرط ذكوى)، هل هناك لاتزال فرصة لتفرد نجيب محفوظ، أو لعمق هيكل، أو سلاسة إحسان عبدالقدوس، هل هناك مساحة لإبداع وتفرد وموهبة المازنى، هل هناك نجوم ستلمع فى سماء الإبداع مجددا.. حتى المسرح والسينما والغناء صار ذكيا آليا ليس بشريا!!.
أخاف على العلماء ومنهم، وخوفى على المبدعين أشد، العلماء أخشى يجنون جناية على المبدعين، عندما طوروا هذه الآلة العجيبة وكأنهم فتحوا صندوق باندورا (يحوى كل شرور البشرية).
جناية العلماء حضّروا العفريت، أخشى لن يقدروا على صرفه، وخوفى رعبى من تفوق الآلة الذكية على البشر الأذكياء، أن تهيمن على الدماغ البشرى، تسيطر عليه إبداعا بعد أن هيمنت عليه علميا وتكنولوجيا.
شات جى بى تى (المُحوّل التوليدى المُدرَّب مُسبقًا) أخشى سيقضى تماما على الإبداع البشرى، مقبرة الإبداع، يئد المواهب، شات جى بى تى يهيمن، يسيطر، سرعان ما يستحوذ، لا حدود لقدراته، أخشى تجاوز قدرات البشر المحدودة، مجموع الذكاء البشرى فى شات، خلاصة الذكاء البشرى فى محرك إلكترونى واحد، سيجرى تعميده لاحقا الموهبة الأعظم فى تاريخ البشرية.