الكاتب الصحفي : أحمد رفعت توقفنا فى الحلقة السابعة عند جنازة عمر التلمسانى.. لا نقصد بالطبع المعنى الإجرائى والتنظيمى.. ما يعنينا المعنى السياسى ودلالاته.. وما يثبته من تناقضات مدهشة بين نظام سياسى يصف الجماعة بـ«غير الشرعية» بل بلغ الأمر حد اعتقال المرشد نفسه قبل رحيله بعامين هى فى تقديرنا عملية لا تتم إلا بموافقة رئيس الجمهورية ضمن لعبة إدارة ملف اللعبة السياسية داخل البلاد..
بينما فى الجنازة تجد النظام موجوداً فيها .. رئيس البرلمان والرجل الثانى دستورياً فى مصر وشيخ الأزهر بمكانته ودلالة حضوره وأعضاء مجمع البحوث الإسلامية كاملاً بل وممثل الكنيسة!!وهو ما دفع «إعلام الجماعة» إلى التباهى حتى اليوم بهذا الحضور..بل وبالجنازة كلها لاعتبارها فى حشودها دليلاً على حيوية الجماعة وجماهيريتها..حتى اختلفت مصادر الجماعة كالعادة فى لعبة المبالغات الدائمة لديها..حيث ترصدها بعض المصادر الإخوانية «ربع مليون مشيع» وأخرى بنصف مليون. فى حين يقول محمد السيد حبيب النائب السابق للمرشد -فى لعبة مزادات الإخوان- إنها مليون !!ربما يقول البعض «الجنائز وحضورها سلوك إنسانى لا علاقة لها بالخلاف السياسى» ونقول نعم..بين الأحزاب وبعضها.. بين الحزب الحاكم والأحزاب السياسية القائمة الموجودة وفقاً لنظام التعدد الحزبى القائم ووفقاً للنظام الدستورى الموجود الذى ينظم عملها بل ويحدد بروتوكولياً وضعيتها وحصانة مقراتها ومكانة رئيس الحزب التى تسبق الوزراء فى بعض المناسبات!!كما أن الحضور والمشاركة فى الجنازة وعلى هذا النحو المريع الذى يبرز عدم دراية -وقتها- بكينونة الجماعة.. ولا كيف تستعد لإعادة بناء نفسها بعد دعم السبعينات التى تلقته من كافة أركان الدولة فى الشارع وفى الجامعات وفى «الجوامع» التى تركتها أوقاف السبعينات مرتعاً ليس للتعبد طبعاً بل للعمل الاجتماعى من خلال المراكز الخدمية الملحقة، فتحولت إلى مراكز لدروس التقوية لطلبة المدارس ومستوصفات طبية ودور لتحفيظ القرآن الكريم..وكان ذلك كله ظهيراً للعمل السياسى وتخديماً عليه تجلى بعد ذلك فى تنامى شعبية الجماعة وأغلب المؤرخين حتى أعضاء الجماعة يرجعون «الفضل» فى ذلك إلى فترة تولى «التلمسانى» موقع المرشد..صحيح ساهمت حركة الجماعة بقوة الدفع المستمرة من السبعينات والتى تعثرت فقط العام الذى تلى اغتيال الرئيس السادات وأحداث أسيوط ثم عادت فى بدايات عام ١٩٨٣..لذلك كان الحضور الرسمى -نكرر- يعكس جهلاً ليس فقط بتاريخ الجماعة بل وبأدبياتها وأفكارها أيضاً والتى دفعنا ثمنها فيما بعد. أدركناه -كمجتمع- بعد قراءة فاحصة فى أفكار حسن البنا وسيد قطب لندرك مساحة الفكر التكفيرى عندهما معاً..وليس عند «قطب» وحده..لكن كان الأوان قد فات والثمن دُفع كاملاً..بالتقسيط عبر سنوات ثم بالسداد الفورى فيما بين ٢٠١١ و٢٠١٣ وللأسف من عمر وحياة وتاريخ مصر كلها.. شعبنا كله !
إخترنا لك من أرشيفنا :
ڤيديو : طارق يحيي : تعيين الرمادي إغتيال لمدربي الزمالك الأكفاء ..
كريم شحاته : رحيل جهاز الزمالك الفني بالكامل و الادارة تُطمئن الجمهور و الرمادي المرشح الأقوي ..
ڤيديو : الفنّان الجميل محمد محمود و المسافة صفر في أعلي نسبة مشاهدة
شاهد أشهر ١١ ضربة جزاء ضيعها ميسي لن تُنسى في تاريخ كرة القدم..!!