مقالات صحفية

سلطة القبور.. «ميت مجهول النسب» يدير جماعة «تنازع الحياة» !

الكاتب الصحفي  : دندراوي الهواري

وثائق سرية، أفرجت عنها الخارجية البريطانية، وحملت عنوان «بالغ السرية» كشفت عن أن بريطانيا وظفت جماعة الإخوان المسلمين لشن حروب نفسية ودعائية سرية على الزعيم المصرى الراحل جمال عبدالناصر، خلال العقد السابع من القرن الماضى. الوثائق كشفت عن أن جماعة الإخوان هاجمت فى منشوراتها وبقسوة سلوك الجيش المصرى خلال وجوده فى اليمن.
وأوضحت الوثائق أن جماعة الإخوان صعدت من صراعها مع نظام عبدالناصر، ودبرت مؤامرة الانقلاب فى أغسطس 1965 بإيعاز من بريطانيا التى استثمرت بشكل متميز الحدث وساهمت فى تأجيج الصراع، لمصلحتها.
الشاهد هنا، هو طرح السؤال: كيف لجماعة تحمل شعار «الإسلام هو الحل» وتروج لنفسها أنها ضد الاستعمار، ثم ترتمى فى أحضان العدو الذى يحتل الوطن، وتنفذ مخططاته وأهدافه؟
هذا غيض من فيض، فجماعة الإخوان استأثرت بكل الموبقات، واتخذت منها حقوقا حصرية، وبناؤها الفكرى الطاعة العمياء، وتجريم التفكير وإعمال العقل، واعتباره رجسا من عمل الشيطان: ولما لا، وقد اتخذوا من كتاب الرسائل لحسن البنا، نبراسا وهدى، ودستور حياة الجماعة، يفوق قدسيته الكتب المقدسة والسنة النبوية، لذلك ليس من المستغرب أن الحاكم الفعلى لجماعة الإخوان منذ تأسيسها وحتى الآن هو «حسن البنا». الرجل الذى مات منذ 76 سنة، إلا أنه يدير الجماعة، ويتحكم فى بوصلة أفكارها وتوجهاتها وعقيدتها القائمة على الخيانة والقتل والتخريب، من مقبرته بالإمام الشافعى.

زاهى حواس وجو روجان .. لقاء الأنا والغرور وتزييف الحقائق من لحم الحقيقة الحــى !

فى يناير 1949 أى قبل وفاة حسن البنا بشهر تقريبا، كشف الأديب الكبير محمود عباس العقاد فى مقال له، فى مجلة الأساس، عن نسب حسن البنا، وأصله وفصله، حيث قال: «إن أحدا فى مصر لا يعرف من هو جده؟ على التحديد، وكما يقال عنه إنه من المغرب، وأن والده كان ساعاتى، والمعروف أن اليهود فى المغرب كثيرون، وأن صناعة الساعات من صناعاتهم المألوفة، وأننا هنا فى مصر لا نكاد نعرف ساعاتى كان يعمل بهذه الصناعة قبل جيل واحد من غير اليهود، ونظرة إلى ملامح الرجل تعيد النظر طويلا فى هذا الموضوع، ونظرة إلى أعماله وأعمال جماعته تغنى عن النظر إلى ملامحه وتدعو إلى العجب من الاتفاق فى هذه الخطة بين الحركات الإسرائيلية الهدامة وأعمال هذه الجماعة، ويكفى من ذلك كله أن نسجل حقائق لا شك فيها وهى أننا أمام رجل مجهول الأصل مهيب النشأة، يثير الفتنة فى بلد إسلامى والبلد مشغولة بحرب الصهيونيين، ويجد الرجل فى حركته على النهج الذى اتبعه دخلاء اليهود والمجوس لهدم الدولة الإسلامية من داخلها بظاهرة من ظواهر الدين، وليس مما يحجب الشبهة قليلا أو كثيرا أن هناك من أعضاء جماعته يحاربون فى ميدان فلسطين، فليس من المفروض أن الأتباع جميعا يطلعون على حقائق النيات، ويكفى لمقابلة تلك الشبهة أن نذكر أن مشاركة أولئك فى الطلائع الفلسطينية يفيد فى كسب الثقة، وفى الحصول على السلاح والتدرب على استخدامه وفى أمور أخرى قد تؤجل إلى يوم الوقت المعلوم هنا أو هناك، فأغلب الظن إننا أمام فتنة إسرائيلية فى نهجها وأسلوبها».
مقال عملاق الأدب، والذى صُنف بأنه مفكر إسلامى، والمعنون بـ«الفتنة الإسرائيلية» عبارة عن وثيقة كاشفة لحقيقة حسن البنا، وأنه ليس مصريا، كما وصف الجماعة ذاتها خير وصف عندما قال عنها: «الفتنة التى ابتليت بها مصر على يد العصابة التى كانت تسمى نفسها بالإخوان المسلمين هى أقرب الفتن فى نظامها إلى دعوات الإسرائيليين والمجوس، وهذه المشابهة فى التنظيم هى التى توحى إلى الذهن أن يسأل لمصلحة من تثار الفتن فى مصر وهى تحارب الصهيونيين؟! السؤال والجواب كلاهما موضع نظر صحيح».
ويستطرد عباس العقاد، فى مقاله عن الجماعة الإرهابية، قائلا: «أمة مصرية مشغولة بفتنة هنا وجريمة هناك وحريق يشعل فى هذه المدرسة ومؤامرات فى الخفاء وتقوم هذه العناصر المفسدة بالتحريض والتهييج وتزودها بالذخيرة والسلاح، أهذه هى محاربة الصهيونية والغيرة على الإسلام، أن يهود الأرض لو جمعوا جموعهم ورصدوا أموالهم وأحكموا تدبيرهم لينصروا قضيتهم، فى تدبير أنفع لهم من هذا التدبير لما استطاعوا، وإلا فكيف يكون التدبير الذى ينفع الصهيونية فى مصر فى هذا الموقف الحرج؟ إن العقول إذا ران عليها الغباء كانت كتلك العقول التى وصفها القرآن لأصحاب الهاوية «لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها، ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون».
تعريف عباس العقاد، لجماعة الإخوان بأنهم عصابة إسرائيلية فى الأصل، وأن مؤسس الجماعة حسن البنا، يهودى، يتسق مع نهج الجماعة الباحث عن إسقاط الدول الإسلامية فى مستنقع الفوضى.
أمر كارثى، أن «ميت مجهول النسب» يدير جماعة «تنازع الحياة» من قبره.. ومن خلال كتاب «الرسائل» الذى يحتل مكانة مقدسة تتقدم على مكانة الكتب السماوية والسنة النبوية عند الجماعة!

طاهر أبو زيد و رأيه في إدارة بيراميدز لو عُرض

عليه .. و رأيه في إحتفال الفريقين بالدور

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى