30 يونيو لم تكن ثورة شعبية فقط… ولكنها كانت إعلانًا شعبيًا بعودة الوعي، ورفضًا لمحاولات اختطاف الهوية المصرية.
من هنا بدأت مصر في استعادة دورها وقيمتها ومكانتها على كل المستويات:
استعادت الدولة مؤسساتها وهيبتها… استعاد الشعب ثقته في جيشه وشرطته وقضائه، وأصبحت الإرادة الوطنية هي التي ترسم المستقبل.
المواطن شعر من جديد بأن الوطن يحميه ويحتويه… وأن هناك مشروعًا حقيقيًا لبناء الدولة، لا وهمًا شعاراتيًا.
تحولت مصر من دولة كانت على وشك الغياب، إلى قلب الإقليم النابض… صانعة التوازنات، وضامنة الاستقرار في منطقة تهتز تحت ضربات الأزمات.
من ليبيا إلى غزة إلى صنعاء، ومن السودان إلى حوض وادي النيل إلى البحر الأحمر، أصبحت مصر الوسيط النزيه، والحائط الأخير أمام الفوضى.
استعادت مصر احترام العالم، لا بمنطق القوة وحدها، بل بقوة المنطق.
فرضت رؤيتها في ملفات الأمن، والهجرة، ومكافحة الإرهاب، وتغير المناخ، وأصبحت حاضرة على طاولة الكبار باتزانها الاستراتيجي… بشروطها، لا بشروطهم.. صوت القاهرة اليوم لا يُهمّش… بل يُستمع إليه ويُحسب له ألف حساب.
30 يونيو لم تكن فقط نهاية كابوس… بل بداية يقظة.. مصر اليوم دولة تعرف ماذا تريد… وتسير إليه بخطى ثابتة، في زمن تتعثر فيه دول، وتتلاشى فيه كيانات، وتخضع إرادات .