مقالات صحفية

لماذا سأصوّت لعبدالمحسن سلامة نقيبًا للصحفيين ؟

أحمد ناجي قمحة: مقال «نيوتن» خيانة وطنية‎ | بوابة أخبار اليوم الإلكترونيةبقلم الكاتب الصحفي / أحمد ناجى قمحة

 

في ظل التحديات الجسيمة التي تواجه الصحافة، تزداد الحاجة إلى قيادة نقابية قوية تحمي المهنة وتدافع عن حقوق الصحفيين. وفي هذا السياق، يأتي ترشح الكاتب الصحفي الكبير عبدالمحسن سلامة لمنصب نقيب الصحفيين، مستندًا إلى تاريخ مهني ونقابي حافل وخبرة تمتد لأكثر من أربعة عقود.
خبرة مهنية ونقابية ثرية
عبدالمحسن سلامةليس مجرد اسم لامع، بل صاحب تجربة عريقة داخل مؤسسة “الأهرام”، وصولًا لرئاسة مجلس إدارتها (2017-2024)، فضلًا عن توليه منصب نقيب الصحفيين سابقًا ووكيل النقابة. خبرته المتراكمة المهنية والنقابية والسياسية، تجعله الأقدر على فهم قضايا المهنة والتفاوض من أجل حقوق الصحفيين بعيدًا عن الشعارات الجوفاء.
إنجازات ملموسة لا وعود
سلامة يؤمن بالإنجاز العملي عبر اللقاءات المباشرة مع كبار المسئولين، وقد أثبت ذلك قبل الانتخابات بالحصول على موافقة رسمية لتخصيص 1500 وحدة سكنية و328 قطعة أرض للصحفيين بمشروعات جاهزة للتسليم في مدن متنوعة. كما يسعى لإحياء مشروع “مدينة الصحفيين” بمدينة 6 أكتوبر، عبر خطط واضحة قابلة للتنفيذ، مؤكدًا أن المشروعات الخدمية ستبقى أولوية حقيقية، وليست مجرد وعود انتخابية.
رؤية مستقبلية شاملة
لا يتوقف برنامج سلامة عند تحسين الأوضاع الاقتصادية، بل يمتد إلى الدفاع عن الحريات الصحفية، والسعي لتنقية التشريعات وإقرار قانون حرية تداول المعلومات.
كما يتعهد بزيادة بدل التدريب والتكنولوجيا بنسب غير مسبوقة، مع طرح مشروع إنشاء مستشفى خاص للصحفيين لتعزيز مظلة الرعاية الصحية.
قد تكون صورة ‏‏‏٩‏ أشخاص‏ و‏مستشفى‏‏
وأتصور أن رؤيته لاستقلال النقابة تقوم عل ::
– الحياد التام تجاه جميع القوى والتيارات : النقابة ليست جزءًا من أي صراع سياسي خارجي، ولن تكون أداة بيد أي حزب أو تيار أو جهة. مهمة النقابة هي حماية المهنة والزملاء، لا الانحياز لطرف ضد آخر.
– احترام التعددية والاختلاف: التأكيد على أن تكون النقابة منصة حوار مفتوح لكل الآراء داخل الإطار المهني، دون إقصاء أو تهميش لأي زميل بسبب مواقفه السياسية أو الفكرية.
– حظر استخدام العمل النقابي لأغراض سياسية : التصدي لأي محاولات لاستخدام النقابة كوسيلة لتحقيق مكاسب سياسية أو حزبية شخصية على حساب قضايا الصحفيين الحقيقية.
– العودة إلى تراث النقابة العريق : عبر استلهام تجارب نُقباء عظام مثل كامل زهيري وإبراهيم نافع، الذين حافظوا على استقلالية النقابة وجعلوها “ضمير المهنة”.
قد تكون صورة ‏‏‏١٧‏ شخصًا‏ و‏نص‏‏
نقابة لكل الصحفيين ..
في لحظة تحتاج إلى وحدة الصف، يطرح سلامة رؤية نقابية تقوم على الاستقلال التام عن الصراعات السياسية، والتمسك بجعل النقابة بيتًا لكل الصحفيين على اختلاف توجهاتهم. يرفض تسييس العمل النقابي أو استغلاله لتحقيق مكاسب حزبية ضيقة، ويؤمن بأن قوة النقابة في احترام التعددية وحيادها الكامل تجاه جميع القوى .
اليوم، نقف أمام مفترق طرق حقيقي: إما نقابة قوية تدافع عن المهنة، أو نقابة عاجزة تغرق في الشعارات. عبدالمحسن سلامة يطرح برنامجًا واقعيًا لتحديث المهارات الصحفية في عصر الذكاء الاصطناعي والصحافة الرقمية، ويؤمن بدور النقابة في ربط جيل الرواد بالشباب لضمان استدامة المهنة
لعل مجريات العمل النقابي اليوم تؤكد أن سلامة هو “مرشح الضرورة”، وهو وصف دقيق يعكس حجم التحديات والمخاطر الوجودية التي تواجه المهنة والنقابة، من أزمة الحريات، إلى الأزمات الاقتصادية، إلى افتقاد الدور الخدمي للنقابة. نحن أمام مفترق طرق حقيقي،
إما نقابة تكتفي بدور إداري وظيفي تقليدي محتكر سياسيًا من تيار معين، أو نقابة فاعلة تقود قاطرة الدفاع عن المهنة ومستقبلها. فلا يكفي أن ندافع عن الشعارات، بل نحتاج إلى خطة للازدهار. وسلامة في هذا الإطار يطرح رؤيته لتطوير النقابة كمظلة تدريبية تُحدّث ثورة في مهارات الصحفيين في عصر الذكاء الاصطناعي والصحافة الرقمية.
لهذا كله، أرى أن التصويت لعبدالمحسن سلامة هو تصويت لاستعادة الكرامة المهنية وبناء نقابة موحدة وقوية.

 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى