شعب مصر

« فقه المحبة » فى عيد القيامة !

سألنى، وبراءة الأطفال فى عينيه، هو عيد القيامة فيه تهنئة، لم أستغربها منه، فمثله كثير من يضنون بالمحبة، ويعلقونها على شرط شرعى (سلفى بالضرورة).

لم يخيب عامة الطيبين الظن، وسيل التهانى المنهمر على أخواتنا فى عيد القيامة المجيد يجيب على المتصحر قلبه، واللبيب من الإشارة (رسائل التهنئة) يفهم.

نهر المحبة يغسل الأرض الطيبة، ستعود خصبة تنمو فيها بذور المحبة المطمورة فى ضمائر المصريين، إذا فاضت مياه المحبة اهتزت الأرض العطشى وربت بالثمر الوفير.ما هو مطلوب عاجلا (بعد التهنئة)، «هش» الغربان والحدادى الناعقة بالطائفية من على شجر الوطن، لم يعد لدعاة الفرقة والعاملين على الفتنة، مكان فى جمهورية المحبة (وترجمتها جمهورية المواطنة)، فالوطن لا يحتمل أمثالهم، ولا أتباعهم، سيجرفهم فيضان نهر المحبة.

فى عيد القيامة المجيد، يغبطنى صوت جارة القمر «فيروز» بألحان «الأخوين رحبانى»، فى ترنيمة (كامل الأجيال) من ألبوم «الجمعة الحزينة»، ترنم فيروز فى خشوع: «يا ربيعى العذب يا بنى الحلو أين اختفى جمالك».

ويرنم إخوتنا فى خشوع، «كيرياليسون»، وكيرى اختصار (كيريوس) أى «الرب» أو «يا رب»، وكلمة (إليئسون) أى «أرحم». أى «يا رب أرحم.. آمين».

دعك من سخافات البيروقراطية التى ضنت علينا بإجازة العيد، (عادتهم ولا هيشتروها)، العيد هذا العام جاء سخيا، مفعم بالبشر والسرور، المصريون عادة ما يتألقون محبة، نهر المحبة يتدفق حاملا فيضانا من المحبة الخالصة، ربنا يجعل أيامنا كلها أعياد تفرح القلوب.

من يحب الله يحب غيره فى الله، يحب لأخيه ما يحب لنفسه، حسب وصية سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، ويترجم محبته مهنيًا، مباركا، ولو برسالة، ولو بهاتف، ولو بخطو، لا تبخلوا بالمحبة، وقرب حبك تزيد محبة، والمحبة لا تكلف مشقةالمصريون مفطورون على فقه المحبة، المحبة والحمد لله تفيض على شطآن النيل، والمصريون يحبون الحب فى أهله ويمقتون الكره فى أهله، ويعالجون الكراهية بماء المحبة.

المحبة شعور إنسانى راقٍ، يلمسونها، ويعيشونها، ويغتبطون بها، نهر المحبة يجرى فى الأرض الطيبة، منسوب المحبة والحمد لله مرتفع بين الأحباب، فيضان المحبة يروى الأرض العطشى وكل يهنئ جاره .

 

غسيل الوجوه بماء المحبة، الوضوء الوطنى من دنس الكراهية، والمؤذن يؤذن بالصلاة فى محراب التسامح، المصرى الطيب لم يعرف يوما تمييزا، حتى فى الأسماء، كانت الأسماء مشتركة، وكانت البيوت متلاصقة، والجار للجار حتى سابع جار، مودة ورحمة وإيثارا.

مرت عقود الكراهية طويلة كئيبة، كنا نتشوق لنسيم المحبة يجمع بين الأحباب، اللمة والعشرة والناس الطيبة، هبت علينا رياح الهبوب تلفح الوجوه بفتاوى متفجرة، تم إبطالها، والتوقى منها، لقاح المحبة كان فعالا فى وأد فيروسات الكراهية المتحورة إخوانا وسلفيين، وقانا الله منهم أجمعين.

Exit mobile version