بقلم الكاتب الصحفي /حمدي رزق
في مقال كاتبنا في الأهرام تحدث عن ما تفعله من سلوك ليطول عمره فكتب :شائع فى الفضاء الإلكترونى قول عميق المعنى نصه «مُرهق كأنى عِشت ألف عام، بألف شخص، بألف ألم»، ولأبى العلاء المعرى بيت شعر شائع يلزمنا لفهم أعلاه، «تَعَبُ كُلّها الحَياةُ فَما أعْجَبُ إلاّ مِنْ راغبٍ فى ازْديادِ»، ما يترجم شعبيا بين العامة فى قعور البيوت، «عيشة تقصر العمر»، يزفرونها متعبين من فرط الأعباء، ومنيتهم فى دواخلهم عمرا مديدا، حبذا لو كان سعيدا، نكمل مع المعرى : «إنّ حُزْناً فى ساعةِ المَوْتِ أضْعَافُ سُرُورٍ فى ساعَةِ الميلادِ».
دراسة إسبانية حديثة عرضت أخيرا فى مؤتمر الجمعية الأوروبية لأمراض القلب فى «ميلانو» ترسم لنا الطريق نحو طول العمر، خلاصتها، أن الالتزام بنظام «التغذية الصحية للكوكب»، مايعرف ب «نظام البحر الأبيض المتوسط» كفيل بتقليل خطر الوفاة المبكرة، يطيل العمر .
الدراسة تجيب على سؤال تاريخي، كيف تعيش أكثر من مائة عام، حلم البشرية المستدام، ليس بالدعاء بطول العمر، الباحثون يعزون طول العمر إلى الالتزام بنظام غذائى قد يزيد من فرص العيش طويلا حتى سن المائة، يسمونه «نظام البحر المتوسط الغذائي».شعوب البحر المتوسط (حسب الدراسة) تسجل أعماراً طويلة، متوسطات أعمار الإسبان والإيطاليين لافتة طولا، معمرين، ومؤشرات زيادة متوسط العمر بين المصريين تؤشر على طول العمر مستقبلا، ستطول أعمار المصريين من ٧١,٦ سنة، عام ٢٠٢٤ ، إلى ٧٥سنة حتى ٢٠٣٠، هناك تقدم لافت فى الرعاية الصحية يستحب التوقف أمامه وتسجيله .
حلم المائة عام يراود الحالمين بعمر أطول منذ زمن سيدنا نوح عليه السلام، سيد المعمرين، عاش ألف عام إلا خمسين، لا يفارق خيالهم الخصب رقم المائة عام، الرقم الذهبي، يتساءلون، كيف تعيش طويلا دون أمراض مزمنة؟ الراغبون فى عمر أطول وصحة، يطالعون كتاب (كيف تعيش طويلا؟، How To Live Long) ترجمته للعربية المبدعة «هند حسني» عن مؤلفه «وليام ويتى هال» الذى لم يتيسر لى معرفة عمره بعد، وهل هو معمر أم شاب طامح فى عمر مديد، أظنه من الحالمي .
ومن مقدمة الكتاب الصادر عام ٢٠٢٣، أن تعيش لأطول فترة ممكنة على الأرض متمتعًا بكامل عافيتك وقوتك لتحيا فى صحة وسعادة، عليك باتباع أهم النصائح المتعلقة بالصحة الجسدية والنفسية ..كتاب جاء ليعلّمك كيف تعيش عمرًا مديدًا مع وافر الصحة والقوة، كل نصيحة فى هذا الكتاب، ربما تنفعك، فتغيّر إحداها حياتك بأكملها، وتمنحك عمرًا مديدًا سعيدًا. تسع عادات أثبت العلم فاعليتها فى جعل الإنسان يعيش قرنا كاملا من الزمن :تجنب الإفراط فى تناول الطعام ..تناول مزيدا من الجوز ..التقليل من تناول اللحوم ..الحفاظ على النشاط البدني ..التوقف عن التدخين ..اجعل سعادتك أولوية ..تجنب الشعور بالتوتر المزمن والقلق ..ترك التشاؤم ..التاسعة فى تقديرى أهم « اجعل ضميرك دائما حيا » ..، يعتبر الأشخاص أصحاب الضمير أقل عرضة لانخفاض ضغط الدم والإصابة بمشاكل نفسية أخري، إلى جانب انخفاض خطر الإصابة بمرض السكرى ومشاكل فى القلب أو المفاصل. الضمير قُوَّة باطِنيَّة تميِّز بين الخير والشَّرّ، فتأمُر وتَنْهى وتبعَث على الرِّضا أو النَّدَم، وقيل هى قُوَّة فى الإنسان تجعَله يُميِّز بين ما يجوز عمله وما لا يَجوز وفقا لبيانات دراسة أخرى أُجريت على ١٥٠٠ رجل وامرأة فى سن الشيخوخة، فإن أولئك الذين عندهم ضمير صاح، يعيشون أطول بنسبة ١١ ٪ من نظرائهم الأقل منهم ضميرا، ذمتهم واسعة .
علماء من إسبانيا تبينوا أن اتباع نظام غذائى يحتوى على اللحوم الخفيفة، والدواجن، الحبوب، والفواكه والخضراوات المتنوعة يمكن أن يقلل من خطر الوفاة المبكرة بنسبة تزيد على ٢٠ ٪. نظام يطيل العمر «البحر الأبيض المتوسط الغذائي» لطالما كان محورا للحديث سر حياة الإيطاليين والإسبان الطويلة والصحية، وذلك بفضل انخفاض معدلات السمنة والأمراض المرتبطة بالتغذية. وأوضحت الدراسة التى أجراها باحثون من مدريد أن هناك أربعة أطعمة تمثل حجر الزاوية للحد من خطر الوفاة، وهي: الفواكه، منتجات الألبان، المكسرات والزيوت غير المشبعة مثل زيت الزيتون وزيت عباد الشمس. فى المقابل، قد يزيد استهلاك المشروبات الغازية، والمعجنات من احتمالية الوفاة المبكرة. وينصح الباحثون، الذين وصفوا هذه النتائج بأنها هامة، بتبنى نظام البحر الأبيض المتوسط الغذائي، مشيرين إلى «الفوائد الصحية الكبيرة وتأثيرها الإيجابى على طول عمر البشر على كوكب الأرض» .
لو فعلناها قبل ٢٠٢٢