مقالات صحفية

مصر دولة عظيمة بالشواهد التاريخية والكتب المقدسة رغم أنف المغرضين والمتربصين

مصر دولة عظيمة بالشواهد التاريخية والكتب المقدسة رغم أنف المغرضين والمتربصين ..

الكاتب الصحفي : دندراوي الهواري

مصر دولة، صناعة طبيعية، وجودها جوهر وجود الكون، بحدودها الثابتة الراسخة، ومقدراتها المتفردة، وسمات شعبها ذات المشيمة الموحدة، ولم تأت عنوة بالدم والقتل والاغتصاب، لم تتأسس فوق أطلال وأنقاض بلاد أخرى، وتصفية عرقية، وهى الدولة الوحيدة التى اتفق على عظمتها شواهد التاريخ البشرى والأديان السماوية، فالتاريخ نقش اسمها على جبين الكون، والكتب المقدسة ذكرت اسمها مئات المرات فى مواضع الرفعة والسمو، فهى خزائن الأرض، وبلد الأمن والأمان، وشعبها مبارك، وجيشها فى رباط إلى يوم الدين.
مكانة مصر الرفيعة السامية تظهر بسطوع فى المرة الوحيدة التى تجلى فيها الله سبحانه وتعالى على الأرض، كانت فوق أرضها، كما عاش بين أهلها وتزوجوا من نسائها الشريفات العفيفات، رسل وأنبياء، وما النبى إدريس إلا حالة ناصعة، يذكرها التاريخ- رغم الحالة الجدلية وعدم القطع- إنه نبى صديق، يقال إنه مصرى وحكم البلاد، وقد جاء ذكره فى القرآن الكريم فى سورة مريم فى الآيتين 56ـ57، فقال تعالى: «وَاذْكُرْ فِى الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيا» .
أيضا نبى الله موسى، الذى وِلد وتربى فى مصر، ويعتبر فى الإسلام نبيًا من أولى العزم، وهو أكثر الشخصيات ذكرًا فى القرآن، وقد ذكر فيه 136 مرة فى 17 مقطعا يتناول سيرته موزعة على عدد كبير من السور، ونبى الله يوسف، الذى قد وردت قصته فى القرآن الكريم فى سورة كاملة، وذُكر اسم يوسف عليه السلام فيه، 26 مرة، منها 24 فى سورة يوسف.
هل ننسى أبو الأنبياء الخليل إبراهيم، الذى تزوج هاجر المصرية، والنبى محمد صلى الله عليه وسلم، الذى تزوج ماريا القبطية.
أما الهبة الإلهية لمصر، عندما اختارها الله، لتلجأ إليها العائلة المقدسة، السيدة مريم العذراء، والطفل يسوع، والقديس يوسف النجار، هربا من بطش «هيرودس»، ما يفسر أن مصر بلد الأمن والأمان، وأن شعبها مباركا، كما قال فى «أشعياء 19: 25»: «مبارك شعبى مصر».
مصر دولة عظيمة، لا مثيل لها، فلم تُذكر دولة على وجه الأرض مئات المرات فى الكتب المقدسة، مثلما ذكرت مصر، بالاسم الصريح «مصر» تارة، و«مصرى ومصريين» تارة ثانية، ووصل عدد ذكرها حوالى 698 منها 465 كلمة «مصر»، و112 كلمة «مصرى»، و670 مرة فى العهد القديم، وذكرت مصر صراحة فى القرآن الكريم 5 مرات، ونحو 20 مرة أو أكثر بشكل ضمنى عند الحديث عن فرعون موسى.
مصر دولة عظيمة، فقد اختص رسول الله صلى الله عليه وسلم جندها بالإشادة، فعن عمرو بن العاص رضى الله عنه قال: حدثنى عمر رضى الله عنه أنَّه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «إذا فتح الله عليكم مصر بعدى فاتخذوا فيها جندًا كثيفًا، فذلك الجند خير أجناد الأرض»، فقال له أبوبكر: ولم ذلك يا رسول الله؟ قال: «لأنهم فى رباط إلى يوم القيامة».
مصر دولة عظيمة، فيكفى أن شعبها توصل إلى الضمير الإنسانى قبل نزول الكتب السماوية بأكثر من 2000 عام كاملة، مثلما كشف العالم الأثرى الأمريكى، جيمس هنرى برستيد، بالأدلة والوثائق والشواهد الأثرية، ودونها فى كتابه الشهير «فجر الضمير» ليؤكد على إنسانية المصريين، وقيمهم الأخلاقية السامية المتوطنة جيناتهم.
مصر أول من دشنت حضارة عظيمة، نثرت نورها على وجه الأرض، وصار بنيانها أعجوبة من عجائب الدنيا، شاهدة على عظمة وعقول أبنائها، يتوارثها جيلا بعد جيل، وتسرد لهم خصائص حضارتهم وتاريخهم الناصع، وكيف كانت تقف فى وجه الظلم، وترسخ لقيم العدل والسلام، وهى أول من عقدت معاهدة سلام مكتوبة فى التاريخ، منقوشة على جدران المعابد، وعلى لوحات حجرية ومعدنية، ونسخها منتشرة فى العالم، يتخذونها قدوة، وفى القلب منها النسخة الموجودة بالأمم المتحدة، تنص على الصداقة الأبدية والسلام الدائم وسلامة الأراضى، وعدم الاعتداء على الغير وتسليم المجرمين والدعم المتبادل.
مصر دولة عظيمة، ذُكر اسمها فى الكتب السماوية، ودونته الكتب والمراجع التاريخية، ونُقش على أقدم وأعظم الشواهد الأثرية، التى ترمز لأعظم حضارة عرفها الإنسان على هذا الكوكب، ومنارة علم عظيمة، أبهرت الدنيا فى الكيمياء والفلك والرياضيات، وستظل دولة عظيمة، أبية، شامخة، رغم أنف كل حاقد، ومغرض ومتربص، فهذه وعود مقدسة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى