بقلم الكاتب الصحفي /حمدي رزق
في مقال كاتبنا اليوم يضغط علي الجرح حتي يُخرج القيح منه رغم الألم و يدعو العرب للاتحاد الطارئ في محاولة بائسة لانقاذ سوريا من التشرذم و لملمة ما تبقي منها فكتب عبر المصري اليوم ..
قمة عربية طارئة ضرورة مستوجبة، يجتمع القادة العرب على أجندة من بند واحد، وحدة الدولة السورية وسلامة أراضيها. تترجم الحفاظ على الدولة السورية من الانهيار، والشعب السورى من شرور الاقتتال الأهلى، وحفظ التراب السورى من الاختطاف، هناك مَن يتلمظ لقطعة من كتف سوريا العارى.
سوريا مهيضة الجناح- مَهيض الجناح: واهن، ضعيف، عاجز، لا عون له- صارت مثل (كعكة) تتكالب عليها الأكَلة من كل حدب وصوب، تكالبها على قصعتها، والشعب السورى (الممتحن) تناوشه الطيور الجارحة، سوريا فى مهب ريح صرصر عاتية.
البكاء على اللبن المسكوب لن يحفظ للسوريين دولتهم، ولن يمنع الطامعين من ولوج الحرم السورى، كلٌّ يروم مغنمًا.
الشاعر السكندري عماد حسن يسبح مع عوام في بحر الكلام .. بالڤيديو
مَن دعم الميليشيات المسلحة حتى دخلت دمشق بالسلاح سيطلب ثمنًا باهظًا، قضمة سخية من اللحم السورى، ومَن نكص عن دعم الأسد يغازل الجولانى طمعًا فى استدامة قواعده وأساطيله على الأراضى السورية.
وفى الجوار مَن يستبطن مخططات لتفتيت الدولة السورية للخلاص من شبح المقاومة، والخلاص من محور المقاومة، وتفكيك منعتها التى استعصت عليه طويلًا.. ويهضم الجولان فى دولته المزعومة من النيل إلى الفرات.
العرب اختلفوا كثيرًا وطويلًا، ولا يزالون مختلفين حول الأسد، نحو ١٤ عامًا منذ الشرارة الأولى، وتعددت الأسباب وتنوعت بين ما هو عام وما هو شخصى، تعددت الأسباب وسقط الأسد فى الفخ التركى.
مستوجب عليهم الآن.. وليس غدًا، الاتفاق حول مصير سوريا، وبيدى لا بيد أردوغان ترسم القمة العربية الطارئة ملامح اليوم التالى فى سوريا، تخط مسارًا واقعيًّا تمضى فيه الدولة السورية (موحدة)، بكامل ترابها الوطنى.
تواضع طبيب إنسان .. الدكتور هاني الناظر ..
الدعوة أولًا إلى خروج القوات الأجنبية كافة من الأراضى السورية.. وتوجيه رسالة فصيحة باللغة العربية الفصحى: «ارفعوا أيديكم عن سوريا»، مع ترجمة حرفية إلى الإنجليزية والعبرية والتركية والفارسية والروسية.. واللغات الحية.
الشعب السورى وحده له كامل الحق فى تحديد مصيره، واختيار مَن يحكمه بحكمة تترجم ديمقراطية، ولا وصاية دولية ولا تركية ولا فارسية عليه. الوصاية التركية/ الإسرائيلية تحديدًا مرفوضة.
صحيح أن سوريا بلا جيش يحميها، تبخر كأنه لم يك يومًا الجيش الأول، ولكن شعبها الأبِىّ قادر على حماية مقدراته والحفاظ على ترابه. نعم، شعب أعزل فى مواجهة ميليشيات مسلحة بأحدث الأسلحة الغربية، لكن قوته فى ضعفه، وإذا انتفض رفضًا لمخطط التقسيم الخبيث فلن ترهبه أساطيل تطلق صواريخ ومسيرات، ولا مساعدات غوث يتبعها أذى.
الجولانى ينفذ مخططًا دوليًّا متفقًا عليه، صيغ فى أقبية استخباراتية مسحورة. هناك أيادٍ قذرة فى الإناء السورى، وعليه نفرة القادة العرب مستوجبة لتوقى مخطط التقسيم الذى دُبر بليل لتفكيك الدولة السورية، وصد جحافل الخلافة (العثمانية الجديدة) وطيورها الظلامية عن الحياض العربية المقدسة وحفاظًا على وحدة التراب السورى من خطر التقسيم ودولته الوطنية التى سقطت بفعل مخططات الخيانة الدولية، تمهيدًا لإقامة (دولة الخلافة) فى خاصرة العرب.
الخاصرة العربية لا تتحمل كيانين أقرب لطاعونين، كيان إسرائيلى فى جنوب الليطانى وكيان تركى شمال الفرات. سوريا الخصيبة سقطت فى إيادٍ سوداء لا تعرف معنى الوطن وحدوده.. ونحن عنها غافلون.