بقلم الكاتب الصحفي / حمدي رزق
في مقال كاتبنا تحدث فيه عن كم الشائعات التي تربصت بمصر فكتب من خلال الأهرام ..
رقميا تم إطلاق نحو ٩٠ ألف شائعة العام الماضى، بمعدل ٢٤ شائعة يوميا، شائعة على رأس الساعة كما يقولون.. (من إحصاء أخير للمركز الإعلامى بمجلس الوزراء).
لو تفرغت الحكومة بأجهزتها المعنية جميعا للرد على ما يثار فى الفضاء الإلكترونى من شائعات وأكاذيب، ما استطاعت إليه سبيلا، فبريكات إطلاق الشائعات تعمل بكامل طاقتها، لإنتاج شائعات تحمل على مسيرات مجهولة تقصف أهدافا حيوية فى أعماق المجتمع المصري. ينفقون على القصف الإلكترونى المباشر (قصف جبهة) إنفاقَ من لا يخشى الفقر، منصات وقنوات وصفحات وحسابات مجهولة، تتكاثر شيطانيا، وجميعها تتحرك بالريموت فى أياد شريرة، تتدثر فى ثياب وطنية مزركشة، تستهدف تأليب الشارع، وشحنه، وتثبيطه، وإحباطه، وخلخلة اللحمة الوطنية، ومزق السلام الاجتماعى، وكسر القاعدة الصلبة التى تواجه أخطر تحدياتها الإقليمية والعالمية قاطبة.
الإخوان لهم فيها مآرب أخرى، يستبطنون ثأرا، ويبيتون على ثأر، والتابعون، وكذا المؤلفة قلوبهم إخوانيا، ما بال رموز وطنية عرفت برشادتها السياسية، تسقط من حالق فى بئر الإخوان المالح، وتعب منه عبا، وتنسج على منوالهم، وتقف للأسف موقفهم، وتتحدث بلغتهم، تعجن وتخبز على خميرة الإخوان. بلغ بالبعض منهم الهجوم مبلغه، وبعضهم، وبالأسماء حظى بعفو رئاسى كريم، رغم ما ارتكبوه من جرائم فى حق الوطن.
الانحيازات الرشيدة تنطلق من أرضية وطنية، وحق الاختلاف لا خلاف عليه، اختلف، فقط ضع مقاصد الوطن العليا أمام ناظريك، ولا تعدو عيناك عنها، ولا يجرفك موج الإخوان إلى عرض البحر، بحر الإخوان غريق. وبالسوابق الإخوان يعرفون، لا يلدغ المؤمن بحق هذا الوطن فى «حياة كريمة» مرتين، مرة أذاقونا فيها العذاب ألوانا، ومرة يمررون عيشتنا بتحبيط الهمم، وإشاعة الكراهية، واستهداف الثقة والمصداقية بين القيادة والشعب. تعجب من أداء بعض المقدرين وطنيا فى الآونة الأخيرة، يشيرون أكاذيب الإخوان جهرة وعلانية، ويضيفون عليها بعض مصداقية هى لهم ليست للإخوان، ويغردون كالبوم على شجر الإخوان، ويتلقفهم الإخوان، ويرسمونهم على منصاتهم باعتبارهم ناقمين، لا معارضين.
المعارضة الوطنية على أرضية وطنية، حق لا مراء فيه، متى كان الإخوان معارضين حتى تحذو حذوهم فى كراهية وطنك؟! حشا وكلا، لا نلقى دروسا فى الوطنية، ولا نملك صكوك الوطنية، وكل مصرى وطنى بالسليقة إلا الإخوان لا وطن لهم، الوطن فى منظورهم الأسود محض حفنة من تراب عفن!! الإخوان يرومون خلافة وملكا عضودا، ونطلبها بالدستور دولة مدنية ديمقراطية حديثة، والديمقراطية فى عرف الإخوان (كفر بواح)، والمدنية (خروج على شرع الله)، هكذا جبلوا على شعار بغيض طز فى مصر. ما ولاهم عن قبلتهم، سؤال الساعة كما يقولون، البعض بصدق يعارض بحق رغبة فى الإصلاح، وهذا هو المراد، لكن بعضا من العاملين عليها (على الفتنة المجتمعية)، يستبطن شرا مستطيرا، ويغرد نكاية فى وطنه، كمن يحوم حول الحمى يوشك أن يواقعه، أخشى يقع فى الحرام الوطني.
صدقية موقف القيادة المصرية من حرب غزة لا محل للتشكيك، ولا للمزايدة، وخطوط مصر الحمراء ظاهرة للعيان، لا للتهجير من غزة، لا للتوطين فى سيناء، إيقاف العدوان، إدخال المساعدات وغوث المنكوبين. مستوجب التذكير بالجهود المصرية الحثيثة لإيقاف الحرب المجنونة، ونذكر بالمساعدات المصرية التى توازى 80% من جملة المساعدات التى دخلت إلى غزة منذ السابع من أكتوبر (2023)، وبالضرورة نذكر بالخسائر المحققة جراء الحرب (600 مليون دولار شهريا من إيرادات قناة السويس.. كمثال).. فقط قف موقف وطنك فى الحرب، كن عادلا مع قيادتك التى تصل الليل بالنهار لإيقاف الحرب، مع جيشك الذى يقف (زنهار) على الحدود، مع حكومتك التى تعالج آثار الحرب على معيشتك.
كن كمعارض لنا ولا تكن علينا، وليعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه، فى مفصل وجودى، تصبح مصر أولا، وفى المفاصل التاريخية تتجلى عظمة المصريين أجمعين. المنقلبون، والمتقلبون، عليهم مراجعة مواقفهم الأخيرة، مراجعة على أرضية وطنية، وفك الارتباط القسرى مع إخوان الشيطان، هم لكم عدو..
وتذكروا والذكرى تنفع المؤمنين بحق هذا الوطن فى حياة كريمة، لم نحصل من تجربة الإخوان الأليمة إلا خسارة فادحة، ولا تزال مصر تعانى تبعات إسقاط حكم الإخوان، وهم متربصون فى الدغل، ليس صحيحا حانت نهاية الإخوان، ومسيراتهم الإلكترونية تقصف رءوسنا ليل نهار، وتمرر عيشتنا، وتزعجنا بأصواتها الكريهة.