مقالات صحفية

درس الشيخ علي جمعة والإخوان !

بقلم الكاتب الصحفي : أحمد رفعت 

في حديث كاتبنا اليوم عبر الوطن كان حديثه عن الجماعة الإرهابية التي هي وراء كل مصيبة تحدث و اليوم يُحدثنا عن الهجمة الشرسة علي فضيلة الدكتور على جمعة، فكتب يقول :
ما من مصيبة -مصيبة حقيقية وليست مجازية- فى مصر أو فى بلادنا العربية الشقيقة إلا وكان الإخوان وراءها.. هكذا حال الجماعة المنحلة والمنحطة منذ عرفناها فى الثلث الأول من القرن الماضى.. وكما وصفهم المفكر والكاتب الفرنسى «تيرى ميسان» بأنهم (طبيعة الاستعمار والورقة التى يستخدمها ضدنا) ويقصد بالاستعمار القوى المعادية لبلادنا التى ترغب فى استنزافنا واستغلالنا ونهب ثرواتنا !!
بالفيديو.. علي جمعة: الحب لا يلزم الرجل الزواج من حبيبته | مصراوى
ولأن هذا موضوع كبير يحتاج إلى تناوله على مهل، لنستفز الذاكرة الشعبية عن مواقف الجماعة منذ تأسيسها ضد أمنيات وأحلام شعبنا وبسلسلة مخجلة من المواقف، لكن يعنينا اليوم وعلى عَجَل التوقف عند الهجمة الشرسة التى يتعرض لها العالم الجليل، فضيلة الدكتور على جمعة، منذ انتهاء الحلقة الأولى من برنامجه الرمضانى الجديد مساء الاثنين، وتصاعدت بعد حلقة الثلاثاء وبلغت حداً مسبوقاً طبعاً عند الإخوان، لكنه حد بذىء، ورغم اعتيادنا عليه منهم، وإن كان يتناسب معهم ومع «أخلاقهم»، لكنه لا يتناسب مع الشهر الفضيل ولا مع مكانة شيخ جليل يقف على مشارف الثمانين، لم يفعل ولا يفعل سوى التحدث بما يؤمن به ويعتقده!
فضيلته قال إن الصداقة ممكنة وجائزة بين الأولاد والبنات.. لم تكن موعظة ولا خطبة «جمعة» يلقيها على المصلين، إنما جاءت رداً على سؤال لتلاميذ صغار يبحثون عن إجابات عن أسئلة معاصرة يقفون فيها بين طرفين متطرفين يتجاذبانهم..
الأول يحرم كل شىء ويغلق أمامهم أى شىء..
والثانى لا حدود لانفتاحه ولا قيود على حريته بما فيها التعاليم الدينية..
وبينهما يضيع أطفالنا وشبابنا..
ولهما يقدم الرجل إجابته بحكمة يبرز فيها الوجه السمح للإسلام.. ولذلك سنجد الإخوان كالعادة يقفون عند النصف الأول من المعادلة «تجوز الصداقة بين الولد والبنت» لكنهم لا يكملونها.. ولا يريدون أصلاً أن يكملوها..
حيث يضع الشيخ الجليل شرطاً حاكماً للموضوع كله قاله وتحدث عنه وشرحه وفصله، لكن الغرض مرض، كما يقولون.. وضع الرجل شرط «العفاف» فى العلاقة لتحكم الأمر كله..
والعفاف كما يقول الجرجانى (هيئة للقوة الشهوية متوسطة بين الفجور الذى هو إفراط، والخمود الذى هو تفريطها، فالعفيف من يباشر الأمور على وفق الشرع والمروءة) .
وكما يقول «الجاحظ» فى «تهذيب الأخلاق»: (ضبط النفس عن الشهوات وقصرها على الاكتفاء بما يقيم أود الجسد ويحفظ صحته فقط واجتناب السَّرف فى جميع الملذات وقصد الاعتدال) .
وهى كما يقول «الأصفهانى» فى «الذريعة إلى مكارم الشريعة»: (ضبط النفس عن الملاذ الحيوانية وهى حالة متوسطة من إفراط وهو الشره، وتفريط وهو جمود الشهوة).
فإن كان ذلك هو العفاف.. وهو بهذه المعانى الرائعة الراقية السامية.. فما الذى يغضب هذه الجماعة الملعونة؟
ما يغضبهم ليس كلام الشيخ.. فى ذاته نقصد.. إنما يغضبهم شىء آخر سنشرحه فى الرد على الجزء الآخر من التربص بالشيخ الجليل، وهو «دخول الجنة لغير المسلمين»، وهو الأكثر تعقيداً فى المقال القادم، وقد استهدف سابقاً برصاصهم فعلاً، ويستهدف برذاذهم ورذالتهم دائماً!

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى