بقلم الكاتب الصحفي / حمدي رزق
من خلال الأهالي كان مقال كاتبنا اليوم عن الصهاينة إخوة بايدن الذين ينصرهم علي حساب شعب إغتصبت أرضه بمساعدته فكتب :
الصِّهْيُونِيَّة، حركة سياسية يهودية، ظهرت في وسط وشرق قارة أوروبا في أواخر القرن التاسع عشر، ودعت اليهود للهجرة إلى أرض فلسطين بدعوى أنها أرض الاباء والأجداد .
تبنت الصهيونية رفض إندماج اليهود في المجتمعات الأخرى للتحرر من معاداة السامية والاضطهاد الذي وقع عليهم في الشتات، وبعد فترة طالب قادة الحركة الصهيونية بإنشاء دولة منشودة، وكانت أرض فلسطين الحبيبة ضحية مخططاتهم الخبيثة، بوعد بلفور المشئوم .
ووَعْدُ بَلفُور أو إعلان بَلفُور بيانٌ علنيّ أصدرته الحكومة البريطانيّة خلال الحرب العالمية الأولى لإعلان دعم تأسيس «وطن قوميّ للشعب اليهوديّ» في فلسطين، التي كانت منطقة عثمانية ذات أقليّة يهوديّة.
أعلاه توطئة لأسفله، وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن لا يتخفي من ديانته اليهودية، وعندما هرع لنجدة بنيامين نتنياهو غادة طوفان الأقصى ، قالها صراحة: “إن وجوده في تل أبيب بصفته يهوديا وليس بصفة وزير خارجية للولايات المتحدة فحسب”.
الرئيس الأمريكي “جو بايدن” كان أكثر فجورا في دعم الدولة العبرية، قالها نصا : “إذا كنت يهوديا فسأكون صهيونيا، والدي أشار إلى أنه لا يشترط بي أن أكون يهوديا لأصبح صهيونيا، وهذا أنا.. إسرائيل تعتبر ضرورية لأمن اليهود حول العالم”.
جد امتلك الرئيس الأمريكي قدرا من الفصاحة السياسية التى عادة تنقصه، جو النعسان كل ما يفتكر ينسي، ولكنه صدر للعالم رسالة الإعتراف بصهيونيته، وعلى هذه الأرضية الواضحة نفهم دعمه السياسي والعسكري والمادى والمعنوى اللامحدود للدولة العبرية وتسخير “حق الفيتو” خدمة لمخططات الصهيونية العالمية ..
بايدن واضح، لا يكذب ولا يتجمل، صهيوني، ووالده لقنه الدرس صغيرا، شب صهيونيا مخلصا للفكرة الصهيونية عاملا عليها، وسك القاعدة، ليس مهما أن تكون يهوديا كي تكون صهيونيا، وزير خارجيته عبر عن ديانته اليهودية ولكن أغفل صهيونيته لسبب لا يخفي على لبيب، واللبيب من الاشارة يفهم .
اليهود الخلص تعرفهم من سيماهم، يعرفون من “الكِبة” على رؤوسهم، على رأس وزير الأمن القومي الإسرائيلي “إيتمار بن غفير”، يعتمرها دوما، مفتخرا بيهوديته، حقه، أليس يهوديا، ومثله يتفاخر آخرون بديانتهم ولا تثريب عليهم .
**
للأسف، ولا تستغرب، هناك من يكذب علينا ويتجمل، بين ظهرانينا، من بنى جلدتنا، من لا يعتمر “الكِبة” ولا يملك شجاعة الرئيس بايدن فى الإعتراف بصهيونيته، ولكنه صهيوني أكثر من الصهاينة ، يدعم سردية الاحتلال أكثر من بايدن، وبحماسة على جثث الخُّدَّج الرضع.. ولا يخجل، ويجاهر بالقول أقصد بالدعم .
وللأسف هؤلاء يحوزون مساحات مريبة فى الفضاء العربي الفارغ تماما من السردية الفلسطينية ، ويحتفي بهؤلاء، ومحل ترحاب، ويمددون أقدامهم فى وجوه الذين آمنوا بالقضية الفلسطينية وحق الفلسطينين فى البقاء فى وطنهم، تحديدا ما تبقى عالقا فى أنياب الصهيونية العالمية المتوحشة.
الغريب أن عراة الرؤوس يصدقون أنفسهم، ويكذبون علينا، فصاروا مثل بايدن، ويعملون بوصية والده، ليس مهما أن تكون يهوديا لتكون صهيونيا، الصهيونية فكرة، لا تحتاج إلى اعتمار “الكِبة” لتحسب يهوديا، وليس كل يهودي صهيونيا، كاف أن تتحدث بلسان “أفيخاي أدرعي” وأن تغرد مثل “إيدي كوهين”، وكلاهما يتحدث بالعربية الممجوجة .
**
مراجعة محتوى الخطاب الصادر باللغة العربية خلال الحرب على غزة يشي بأن فيروسات الفكرة الصهيونية تسللت إلى بعض المنصات العربية، أكاد ألمح الكِبة على بعض الرؤوس، كِبة شفافة لا ترى بالعين المجردة لكنها تحتاج إلى تحليل مضمون لطروحات نفر من الخطباء فينا لتتبين كيف تسللت الفكرة الصهيونية إلى الخطاب العربي، وكيف يوالس ويختال هؤلاء..
إزاء خطاب هجين، مزيج من العربية والعبرية، خطاب مراوغ ينسل خفية بين الصفوف لإحداث شق فى الصف العربي، باجترار مرويات جاوزتها الحرب، والمجترات هي رتبة من الثدييات تأكل طعامها عن طريق عملية الاجترار .
كتيبة المجترين العرب تكسب عيشها من اجترار خطايا حماس (سابقا)، وتبني عليها بناية موهومة متسقة مع السردية الاسرائيلية الكذوب، للأسف لا تخدم وطنا يعيش فينا ونعيش فيه، ولكن تخدم أهداف الصهيونية العالمية فى تصفية القضية الفلسطينية، أو تخدم عليها من طرف خفي.. “الكِبة” ليست طاقية ولكنها فكرة..