بقلم الكاتب الصحفي : دندراوى الهوارى
إلى الإخوان وتنظيم «العنتريات».. أين كنتم والحدود مفتوحة فى ٢٠١٢ لماذا لم تذهبوا حينها لتحرير القدس..؟!
مندوبكم فى قصر الرئاسة محمد مرسى تمنى فى خطاب رسمى لإسرائيل بالحياة (الرغدة).. ووصف شيمون بيريز بـ(الصديق العظيم).. وأنهى الخطاب بعبارة (صديقكم الوفى)..!
فى الأوقات الصعبة، والأحداث الجسام، لا بد من المواجهة ووضع الجميع أمام مسؤولياته، بإعلاء شأن الحقيقة، والإنصاف وبتجرد شديد من المشاعر، وبعيدا عن الاختلافات الفكرية والأيديولوچيات، لأن التاريخ لا يرحم، ويتمتع بمكر ودهاء يفوق قريحة العباقرة من البشر.
وانطلاقاً من ذلك، فإن وضع الحقائق أمام الجميع، فقه الضرورة، وعشنا عقوداً طويلة تحت تأثير نشوة خمر شعارات «على القدس رايحين شهداء بالملايين».. ومطالبات بفتح الحدود لتحرير فلسطين .
وجاءت الفرصة عقب ٢٥ من يناير ٢٠١١ ووصول جماعة الإخوان الإرهابية لسدة الحكم، وانتظرنا أن تفتح الحدود أمام أعضائها على الأقل، لتنفيذ شعاراتهم ومطالبهم التى لم تخل مظاهرة أو وقفة احتجاجية طوال عقود من ترديدها، والمزايدة على الأنظمة السياسية السابقة، وفوجئنا بما لم يتوقعه أكثر الناس عداءً لجماعة الإخوان الإرهابية، عندما أرسلت الجماعة ممثلة فى شخص من كان يدير البلاد فى ٢٠١٢ خطابا موجهاً للرئيس الإسرائيلى شيمون بيريز، وتحديدا فى ١٩من يوليو ٢٠١٢ لاعتماد السفير المصرى الجديد فى تل أبيب، عاطف سالم، والذى بدأ الخطاب بـ«عزيزى وصديقى العظيم».. وتضمن النص، عبارات شديدة الود، من عينة: « كان لى الشرف بأن أعرب لفخامتكم عما أتمناه لشخصكم من السعادة، ولبلادكم من الرغد».. ثم ذيله بعبارة «صديقكم الوفى»!
بتحليل مضمون الخطاب، نجد ممثل الجماعة فى حكم البلاد، أظهر «الوفاء» للإسرائيليين ومطالبة شيمون بيريز أن يضعوا فيه «الثقة» وتمنياته له «بالسعادة» ثم الأهم تمنى لإسرائيل كل «الرغد»، وتناست الجماعة عن عمد، ما كانت تردده من مصطلحات «أحفاد القردة والخنازير»!
وإذا حاول البعض تبرير الخطاب باعتباره صيغة دبلوماسية معتادة، مردود عليه بأن الرئيس يحق له التعديل وتغيير المصطلحات، خاصة أنه لا يُرسل خطاب الاعتماد إلا مذيلا بتوقيعه !
وبعيداً عن الخطاب الدبلوماسى، انتظرنا أن تُفتح الحدود لترجمة شعار «للقدس رايحين.. شهداء بالملايين» واقعاً ملموساً على الأرض، ولكن لم نر شيئا، واختفت الأصوات التى كانت تردد هذه الشعارات من أعضاء الجماعة، و«تنظيم العنتريات».
الأمر اللافت، ليس فقط فى الكلام المعسول والغزل الصريح والواضح بين الجماعة وتنظيم العنتريات، من ناحية، وبين الإسرائيليين من ناحية ثانية، وإنما رصدنا ورأينا بكل التعجب، طوال عام كامل «٢٠١٢ » وحتى ثورة ٣٠ يونيو، أن حركة حماس وذيولها لم تطلق طلقة خرطوش واحدة نحو تل أبيب، وعاشت إسرائيل فى أمن وأمان، عاما مبهجاً ، ولم نسمع فيه مصطلحاً واحداً مغلفاً بكلمة «تهديد»!
الآن، ويا للعجب «تنظيم العنتريات» لم يستفد طوال تاريخه الذى اقترب من عيده الماسى من السير خلف جماعة سطرت كل أنواع الخيانة للوطن، واستعانت بالخارج للتدخل فى شؤون البلاد، وتحاول بشكل دائم توريط مصر وجيشها ليسدد فواتير كارثية، ويصير الآن فى ركابها بمطالب لا تعبر سوى عن مراهقة سياسية.
مصر الدولة الوحيدة التى لا يمكن المزايدة على مواقفها فى نصرة القضية الفلسطينية منذ بدء الصراع العربى الإسرائيلى وحتى الآن، ودائما فى مقدمة الصفوف متصدية لكل المخططات الهادفة لتصفية القضية، وتهجير الفلسطينيين، بجانب تقديم كل ما فى وسعها لإدخال المساعدات، وأن قيادتها السياسية تواصل الليل بالنهار لإيقاف الحرب، دون النظر لتصريحات «تنظيم العنتريات» كون النظام الحالى، يأتى على رأسه «رجل دولة» يتمتع بالخبرة والحنكة والقدرة على قراءة الخرائط، وتقدير الموقف لحماية الأمن القومى من المخاطر المحدقة على كل محاوره الاستراتيچية .