كتب : الأستاذ محمد الحلو مدير إدارة الخطة والمناهج بالأزهر الشريف يتساءل ..
فى قراءة متأنية لمايحدث فى أرض فلسطين ..
أرى كثيراً من الأسئلة تتبادل القفز إلى ذهنى ..
أولا :كيف للقائمين على إدارة ( غزة ) وهم الذين يعتمدون على إسرائيل فى تلبية معظم ضروريات حياتهم واحتياجاتهم الأساسية أن يقوموا بهذه المغامرة ..
فالماء والكهرباء والدواء من إسرائيل ..
والطعام والوقود من إسرائيل ..
والنقود والمساعدات الواردة من الخارج تصل عن طريق بنوك إسرائيل ..
ومايقرب من خمسة عشر ألف غزاوي يعملون فى إسرائيل فعلام اعتمد رجال المقاومة فى هجومهم على العدو الصهيوني يوم السابع من أكتوبر ؟!
وماذا كانوا ينتظرون غير ماحدث ؟
ثانيا : هل يحتاج الجيش الإسرائيلى فى مواجهة بضع مئات أو حتى آلاف من شباب المقاومة الحمساوية إلى حشد ثلاثمائة ألف جندى إسرائيلى وحالة من الاستنفار داخل أميركا وانجلترا وألمانيا وفرنسا ، وحضور رؤساء هذه الدول الكبرى إلى إسرائيل لإعلان الدعم والمساندة وفتح خزائن الأموال ومخازن السلاح ليغترف الجيش الإسرائيلى مايشاء ؟ !
ثالثا : لماذا أبحرت البوارج الأمريكية إلى مياه المتوسط ؟
وماسبب حضور ألفين من جنود المارينز ومعهم لفيف من الخبراء والمستشارين العسكريين ؟
ولماذا يرسل الأوربيون أسلحتهم ويعرضون خدماتهم بهذا السخاء ؟؟!
رابعا وأخيراً : بعد مايزيد على عشرين يوما من القصف والتفجير والمذابح ، وكل أشكال الإبادة لشعب غزة على مدار الساعة ليل نهار ..
أين من كانوا يسمون أنفسهم ( دولة الإسلام فى العراق والشام ) ؟!ّ
وأين ( أنصار بيت المقدس ) ؟!
وأين جيش الشام ، وجيش تحرير الشام ؟!
وأين من يقتلون أبناء مصر فى سيناء ( جيش إمارة سيناء ) ؟؟!
أين كل هؤلاء المرتزقة المخربون عبيد الدولار؟؟!
وأين من كانوا يسمون أنفسهم بدول ( الممانعة ) أم أنها شعارات للاستهلاك الإعلامى ؟؟!
والله إننا لفى حزن شديد على أهل غزة الذين يدفعون الثمن غاليا بدمائهم وأرواحهم فى كل مرة ، وغيرهم يتقاضون ملايين الدولارات وتتضحم أرصدتهم فى بنوك أجنبية وحينما يضيق بهم المقام يخرجون ليعيشوا فى أى مكان يختارونه وتطوى ذكراهم بالاختفاء التام..
أفيقوا بنى وطنى ولا تنجرفوا وراء العواطف فالمخطط فى باطنه أكبر بكثير مما هو على السطح ..
فالحفرة غائرة والمستنقع مليئ بالأوحال ..