بقلم الكاتب الصحفي / حمدي رزق
سيكتب التاريخ كلمته، إسرائيل أسسها «تيودور هرتزل»، وزالت على أيدى «بنيامين نتنياهو».. كتب نتنياهو نهاية دولة إسرائيل وهو يكتب نهايته، سيدرسونها فى الأدب العبرى، قيام وزوال دولة بنى صهيون .
استنطقت آلة الحرب الإسرائيلية الحجر قبل البشر، حصى الأرض يلعنهم، حتى الشيوخ غادروا فرشتهم، وتمردوا على قعودهم، واستعادوا فتوتهم، ونفروا لاستنقاذ أطفال فلسطين من براثن جيش الاحتلال، ولو بأضعف الإيمان.
أمة تملك مثل هذه الروح الحية المتقدة لن تضيع أبدا، انتفاضة الأمة من الخليج إلى المحيط فى وجه المخطط الصهيونى لابتلاع فلسطين ترعبهم، ترتعد منه فرائص مجرمى الحرب فى تل أبيب، نتنياهو يتخفى من شبحه، اليهود يلعنونه سرا وعلانية. خطط نتنياهو لحصار غزة بالنار، ووأد أطفالها، فصار هو حبيسا فى قلب الحصار، عادت إسرائيل سيرتها الأولى دولة بغيضة، محصورة فى شعب ضيق، تحيطها أمواج الغضب الساطع، تلجأ إلى الملاجئ خوفا ورعبا.
ما فعلته إسرائيل على أيدى نتنياهو وعصابة اليمين الصهيونى، حماقة دويلة مارقة ستندم عليه كثيرا، يوم تزول دولتهم.. يرونه بعيدا، ونراه قريبا بحول الله.
لقد أيقظت حكومة نتنياهو بفعلتها الرعناء المارد العربى من غفوته، ولن يعود أبدا إلى مخدعه، لقد قامت قيامته، يدمدم غضبا فى الميادين والساحات، مكورا قبضته، مارد ثقيل الوطأة، يدوس كل مخططات التهويد والتهجير والاحتلال، يوم قيامته، يكتب بالدماء نهاية الدولة العبرية وهذا وعد الحق.
عادت إسرائيل سيرتها الأولى، عاد بها الزمان، دويلة شاذة غريبة منبوذة، جسم نجس مزروع فى جسد طاهر شريف، الوضوء طهارة، وهذه أمة تسبغ الوضوء، تتوضأ بالدم الطاهر، وتصلى صلاة مودع. قيامة المارد العربى ما يرعب إسرائيل، رعب إسرائيل هو شعب الجبارين، إذا ما هب هذا الشعب وقامت قيامته لا أساطيل تردعه، ولا طائرات تقصفه، ولا مسيرات تعطله، يذبها عن وجهه كالذباب.
مارد جبار، يحطم كل القيود، يقتحم كل السدود، ينداح سيلا عرما يجرف الأساطير المؤسسة للدولة الصهيونية، تتهاوى حصونها وقبتها الحديدية كبيت العنكبوت.
طلبتها إسرائيل حربا، وطاحت تقتيلا، وعليها أن تدفع الثمن، كله بثمنه، والثمن غالى، ستدفع إسرائيل صاغرة، ثمن كل نقطة دم من نزف طفل فلسطينى لعنة حلت بهم، وعليهم، على الباغى تدور الدوائر. ظنوا يوما أن أرض فلسطين دانت لهم، فزلزلت الأرض من تحت أقدامهم، صاروا فى مهب ريح صرصر عاتية، موج عال، عات، فيه ظلمات ورعد وبرق، يجعلون أصابعهم فى آذانهم من الصواعق حذر الموت، يفرون فى وجه أطفال مقاومين، يخشون شعب الجبارين.
مصر قلب المارد العربى وروحه الحية، قلبه الدافق، وعاد القلب يدق بشدة، ينبض، يدفق الدماء حارة، تدب أقدام المارد ثقيلة فى كل حارة وشارع وميدان، وقع أقدام المارد العربى ترعب الأعداء، المارد كسر قيده، لا يلوى على شىء، تراه صورته فى عيون طفل يتحدى، وشاب يتوعد، وشيخ عاد شبابا، وامرأة تودع شهيدا وتعد بغيره يتولد..
و مدد مدد مدد مدد
شدى حيلك يا بلد
مدد مدد مدد مدد
شدى حيلك يا بلد
إن كان فى أرضك راح شهيد
في ألف غيره بيتولد
مدد مدد مدد مدد .