شعب مصر

لا ليل يكفينا لنحلم مرتين

بقلم الكاتب الصحفي / حمدي رزق

من مقولات المبدع الأمريكى «والت ديزنى»: «ستتحقق كل أحلامك إذا كنت تملك الشجاعة لمطاردتها».. ونحن في جمهوريتنا الجديدة نطارد أحلامنا المشروعة بإخلاص وتجرد، ونجتهد بغية تحقيقها.

والت ديزني ، مؤسس عالم ديزني لاند الشهير

يلفتنى شاعر المقاومة «محمود درويش» عندما قال: «لا ليل يكفينا لنحلم مرتين»، وزيادة من الشعر بيتا «لا ليل يكفينا ولا نهار»، هرمنا ونحن نحلم، أحلاما سعيدة ليلا، فإذا ما طلع عليها النهار تبخرت، وتبقت الآلام قاسية.

الشاعر الفلسطيني محمود درويش

الرئيس السيسى يتحدث كثيرا عن حلمه في ولادة جمهورية جديدة، ويطارد حلمه ويجتهد في تحقيقه، وعلى مدد الشوف تتشكل ملامح الجمهورية الجديدة من كفر الشيخ إلى شرم الشيخ.

يستوجب التوقف مليا أمام «حكاية وطن» التي تجمل منجز عقد كامل من عمر المحروسة، كشف حساب السيسى، كتابه بيمينه، الرجل يحاسب نفسه قبل أن يحاسبه الناس.

الجمهورية الحلم، جمهورية واعدة تليق بالمصريين وتناسب تطلعاتهم وتتمثل تضحياتهم عبر عقود خلت من الإنجاز.

ملامح الجمهورية الحلم في الكتاب، «حكاية وطن»، كتاب أبيض يسجل كيف كان الحال.. وكيف أصبح، كيف كان الظلام مخيما، وكيف أشرقت شمسه مجددا.

الجمهورية الحلم، تتلافى ما أنتجته الجمهورية الأولى من أوجه قصور، ونواقص، وعشوائيات، جمهورية «حياة كريمة» تستهدف بناء جديدا خلوًا من الأمراض الاجتماعية السارية والمتوطنة التي نخرت في أساسات الجمهورية الأولى، وكادت تسقطها في أيادى الفاشية الدينية.

قوة الجمهورية الحلم في نصاعة حلمها، وعظم تضحياتها، وقدرتها على رفع البناء عاليا بهمم الرجال السمر الشداد وصبايا البلد.

من يراجع على السيسى يرقب التوازن المحسوب في التنمية بين الطبقات، ويتيح فرص نمو مضاعفة للارتقاء بمستوى معيشة المواطنين، وفق المعدلات العالمية للنمو التي نطمح إليها خلاصا بعد معاناة من حزمة الأمراض المتوطنة التي هدت حيل البلد، «ثالوث الفقر والجهل والمرض»، آن له أن يرحل ويحل عن سمانا الزرقاء.

 

مخطط الجمهورية الجديدة لا يهمل قديما، بل تجليته معنى وقيمة، وينفض عن كاهله أثقال عقود مضت، عانت فيها البلاد نسيانا وإهمالا ما عقد الحياة وصعبها على البشر وناء بها الحجر.

الجمهورية الجديدة طامحة إلى الخروج الكبير من الوادى الضيق إلى الصحراء بمخطط تنموى يضاعف مساحة المعمور، بخفض الكثافات السكانية في الدلتا، وإفراغ حمولة العقود الماضية التي أثقلت العاصمة (القاهرة) في الوديان الخضراء، والسواحل الممتدة تحوط البلاد.

شبكة محاور تنموية تقطع البلاد شرقا وغربا وشمالا وجنوبا وبالعرض وبالطول، الصحراء سيسكنها البشر بعد طول خلاء، مستهدف نقل التنمية واستزراعها في شمال وغرب وشرق البلاد، فرد خريطة الوطن على الرقعة، وبيان مستوجبات التنمية في مناطق بكر لم يمسسها إنس ولا جان.

ربط جنوب البلاد بشماله، وربط الوادى بسيناء، بخطوط طول وعرض من الأنفاق والكبارى وخطوط السكك الحديدية (وفق أحدث منتجات العصر الصناعى والثورة الرقمية).

الجمهورية الحلم تقوم على خارطة مدن جديدة وحديثة من مدن الجيل الذكى، تتجمع وترتبط بالعاصمة الإدارية الجديدة، لتشكل في مجموعها بناية مصر الجديدة وفق مخطط عالمى التخطيط والتنفيذ وبأياد مصرية.

تنتعش الجمهورية الجديدة بالتفاف الحادبين حولها وإخلاص المخلصين في حبها، وبإرادة وطنية خالصة، الجمهورية الجديدة خلو من عكوسات الجمهورية الأولى التي لم تعض على روح مصرنا العظيمة بالنواجذ فضاعت من بين أيدينا الفرص لعقود، لم يعد لدينا وقت نضيعه، والوقت من ذهب.