بقلم الكاتب الصحفي / حمدي رزق
فضوها سيرة، نتمنى على القطب الناصرى المعارض «كمال أبوعيطة» التنازل عن بلاغه لإطلاق سراح القطب الليبرالى المعارض «هشام قاسم» المحبوس احتياطيًّا، على ذمة بلاغ أبوعيطة (سب وقذف).
إن بعض الظن السياسى إثم، القصة وما فيها خلوًا من المزايدات السياسية فحسب جنحة سب وقذف، دعك من المُشهيات السياسية التي تُسيل لعاب المتربصين حقوقيًّا وسياسيًّا.
لافت التحوير السياسى لغرض غير خافٍ، والغرض مرض، جنحة سب وقذف تتحول بقدرة قادر إلى قضية حريات، للأسف شرك خداعى باحترافية، سقطت فيه كبرى الصحف الأمريكية.
«الواشنطن بوست» العتيدة اهتبلتها فرصة سانحة، رشحت «قاسم» معارضًا لنظام «كمعى» يسجن المعارضين، وعليه جددت طلبها المُلِحّ للكونجرس الأمريكى استهدافًا تعليق «جُعل» من المساعدات الأمريكية ما قيمته (٣٢٠ مليون دولار) حتى يتحسن سجل مصر الحقوقى.
طالعت افتتاحية «البوست» السوداء، وخلعت رأسى الصلعاء، وطفقت أُحَسْبِن على مَن ظلمنا، منك لله يا أبوعيطة، هتجوّع جموع الشعب العامل.
افتتاحية (الجمعة) في البوست نموذج للاستخدام السياسى للجنح والجنايات. خلط وتخليط مريع، لو راجعت الصحيفة السيرة النضالية الناصرية لـ«أبوعيطة»، مقدم البلاغ، (بالأصالة عن نفسه)، لخجلت سياسيًّا،
أبوعيطة معارض وطنى أصيل، معدنه ترابى من طين هذا البلد، عَصِىّ على الترويض أو الاستخدام السياسى.
«أبوعيطة» ليس جزءًا من النظام الذي تناهضه «البوست»، ولا هو وزير حالى في النظام الذي تستهدف تجويع شعبه، مسجون سياسى (سابق) وله الشرف، فضلًا أن «قاسم»- (ربنا يفك سجنه بإذن النيابة)- لم يُحبس سابقًا في جنحة مرور.
النظام «الكمعى» حسب وصف «البوست» لم يُبلغ عن «قاسم» النيابة، ولا تضرر من نقده ورفضه، ممكن السفارة تترجم لـ«البوست» المثل الشعبى «دود المش منه فيه»، محض ملاسنات سياسية في الصف المعارض، ناصرى غمز في جنب ليبرالى.. قوم إيه.. الليبرالى شتمه.. ودمتم.
حقه قاسم الليبرالى يرفض دفع الكفالة احتجاجًا على النظام القضائى الوطنى، تخيل الرئيس الأمريكى السابق «دونالد ترامب» بجلالة قدره ركب طائرته الخاصة ليمثل أمام المحقق، ويتم «تفييشه» (صور جنائية وبصمات إلكترونية)، ودفع الكفالة زى الباشا (٢٠٠ ألف دولار أمريكى) امتثالًا للقانون الأمريكى.
مقارنة فاضحة لم تقف عليها «البوست»، صحيح حبيبك يبلع لك الزلط، جد «افتتاحية البوست» محض مخاتلة سياسية، مال إطلاق سراح «أحمد دومة» بحبس «قاسم»، ومن أين للبوست برقم (٦٠ ألف سجين سياسى)، هذا بوست حصرى تبغبغه قنوات الإخوان، البوست الأمريكية تعجن على بوستات إخوانية، على خميرة الفاسدة.
ما علاقة جنحة سب وقذف رفعها مواطن ناصرى على مواطن ليبرالى بالدولة «الكمعية» هوه تلقيح جتت، ولا المواطن الليبرالى على رأسه ريشه، ولا يذعن للقانون، حتى المواطن الرئيس (ترامب) «أمريكانى أصلى» دفع الغرامة على داير بنس.
يلفتك عنوان المسرحية، أقصد الافتتاحية، «صوت احتجاج يُسجن في مصر»، وهل سُجن «قاسم» يومًا على معارضته، ولا حتى على تجاوزه في حق الرئيس؟!.
ومن الافتتاحية: «لقد كان قاسم ينتقد بشدة حكم السيسى».. ولكنه لم يؤاخذ على نقده الشديد، ولا رفضه لنظام (٣٠ يونيو) امتدادًا حتى ثورة ١٩٥٢.. ووو.. ومن ده كتير.
أول مرة يظهر فيها اسم «قاسم» في الجنح والجنايات.. نصيحة لوجه الله خلُّوا سبيله علشان الشعب يعيش. منك لله يا أبوعيطة.. شَمِّتّ فينا «الواشنطن بوست»!.