بقلم الكاتب الصحفي / حمدي رزق
للترويح قليلًا، نسترجع معًا شريط فيلم «جعلونى مجرمًا» فيلم مصرى، أبيض وأسود، بطولة فريد شوقى وهدى سلطان ويحيى شاهين وإخراج عاطف سالم.\
عُرض الفيلم لأول مرة عام ١٩٥٤، عن قصة حقيقية قدمها فريد شوقى عن أحد الأطفال بالإصلاحية، والتى كان شقيقه الضابط «أحمد شوقى» مأمورًا عليها.
صورة الرئيس السابق «دونالد ترامب» الجنائية كوميدية، منسوخة كوبى بيست، طبق الأصل من صورة طيب الذكر ملك الترسو «فريد شوقى» في أدوار الشر اللطيف في كلاسيكيات أفلام الأبيض والأسود.
دقق في صورة «ترامب» وكأنه يلعب دور «ملك الترسو» في الفيلم الأمريكى الذي يستقطب اهتمام العالم، صورته عندما يتنمر متوعدًا توفيق الدقن، الحاجب اليمين مرفوع، دليلًا على الشر المستطير، يا حفيظ، ونظرة عين شمال تخيف أصحاب الأعصاب الخفيفة، مع تقطيبة جبين مرعبة، ومن المعجم الوسيط، قَطَبَ فلانٌ، قُطُوبًا، ضمّ حاجبيه وعبس، ويقال رأيته غضبان أي قاطبًا، وفلان أغضب ترامب، أقصد الرئيس «جو النعسان»، حسب الوصف الأمريكى الذائع.
يقينًا صورة ترامب الجنائية ستكون «بوستر» الحملة الانتخابية المقبلة، وتحتها «جعلونى مجرمًا»، والترجمة عن الأصل العربى متروكة لجماعة جاردن سيتى «الأمريكان المصريين»، أدرى بلغة ماما أمريكا الحنون.
صورة ترامب مجرمًا، صورة فريدة من صور الديمقراطية الأمريكية، والكفالة المالية (٢٠٠ ألف دولار) يقينًا ستكلف بايدن كثيرًا، سيدفعها أضعافًا مضاعفة لإجهاض تأثيرات الصورة السلبية التي يعمقها ترامب بزعم الاستخدام المفرط للعدالة الأمريكية للعصف بفرصه الرئاسية.
شخصيًّا بحب «فريد شوقى» شريرًا، وعمرى ما صدقته في أدوار الطيبة، وبالوالدين إحسانًا، وضبطت نفسى مرارًا في صالة سينما «الجمهورية» ببلدتنا الوادعة «منوف» بوسط الدلتا، أصفق بحماسة والملك يضرب توفيق الدقن وعصابته ضربًا مبرحًا.
لا حجر على رأى، حقك تكره ترامب أو تحبه، أصلًا سيادتك متفرج بالمجان على سيرك الديمقراطية الأمريكية البازغة في العالم الحر، لست مدعوًّا إلى التصويت في الانتخابات الأمريكية، وترامب لا يحتاج صوتك، المتحمسون لزعيم عصابة اليمين الأمريكى كثر.. اتفرج وانت ساكت.
مفارقات الديمقراطية الأمريكية تجاوز الخيال المحلق في فضاءات المجرة الكونية، تخيل «مسجل خطر» بصورة ورقم، على الديمقراطية الأمريكية يحوز غالبية ترشيحات الحزب الجمهورى بدون مناظرات، البيت الأبيض في حملته على ترامب يوفر فرص دعاية مجانية، حظ ترامب في الفيلم الأمريكى يفوق حظ فريد شوقى في فيلم «جعلونى مجرمًا».
شجيع السيما الأمريكية سيواجه خصمه اللدود «جو النعسان» في جولة ثأرية، ترامب يعتقد أن مفاتيح البيت الأبيض سُرقت منه في عملية سطو استخباراتية نفذتها الدولة الأمريكية العميقة التي تمارس قمعًا لحرياته لكبح جماح حصانه أن يخوض السباق الرئاسى.
معذرة عن جرح شعور جماعة الأمريكان الجدد، أول وآخر مرة نتحدث عن الدولة العميقة في الحالة الأمريكية، قطع لسان مَن يُلسِّن على الديمقراطية الأمريكية، دستور يا أسياد، العفو والسماح، أرجوكم لا تجعلونى مجرمًا مثل ترامب، الذي كاد يكفر بالديمقراطية الأمريكية.