كتبت : آمال علام
أكثر كلمة كتبتها في تهنئة الاصدقاء ونحن نتمني لبعضنا البعض الخير والسعادة في العيد، معني فضفاض غير محدد بالنسبة لي الي الآن، مجرد كلمة لكن اسبابها او الوصول اليها ليس لها سبل معروفة ..
وانا صغيرة كنت بحس أن كل الناجحين اكيد سعداء، عبد الحليم، ام كلثوم .. وأكيد فيروز سعيدة جدا وكنت بستغرب انها لا تضحك في حفلاتها القليلة التي ظهرت فيها، صوت من السماء ايقونة غناء عشقت الاسكندرية من أغنية :
شط اسكندرية ياشط الهوي
رحنا اسكندرية جمعنا الهوي
واصبح لفيروز هوي في قلبي بدءا من سألوني الناس:
سالونى الناس عنك يا حبيبى
كتبو المكاتيب و اخدها الهوا
بيعز على غنى يا حبيبى
و لاول مره ما منكون ســـوا
كتبها منصور رحباني ولحنها زياد ابنها وغنتها فيروز اثناء مرض زوجها عاصي الرحباني بجلطة دماغية وبكت اثناء غنائها حزناً عليه، وأغنيات كثيرة ياعاقد الحاجبين علي الجبين اللجيني ( ومنها جاء أسم لجين المنتشر بين البنات بمعني الفضة) ويخرب بيت عيونك ياعليا.. شو حلوين ..نصف الوطن العربي سمي عليا وشادي بعد أغنيات فيروز ..
طبعا نجاحات عظيمة تنبئ عن سعادة اكيد لصاحبتها، أول مرة ذهبت الي لبنان طبعا كانت وجهتي محاولات التسجيل معها.. وبعد ان أعيتني الحيل احد اصدقائي من الصحفيين قال لي بصوت منخفض، كأنه يقول لي سراً (حقيقي لم أكن أعرف ) أنها لاتُغادر الجبل وتلازم أبنها (هالي) بمعني( يا هلا) لانه من ذوي الاحتياجات الخاصة، ولان المعلومة لم أكن أعرفها ولم تُنشر توقعت أنها مجرد شائعات لان فيروز لاتظهر للاعلام كثيراً.. وان كنت اعرف أن ابنتها ليال التي ولدت عام 1960 رحلت في حادث في 1988.. وتوقعت أن هذا هو سبب ابتعادها، ومعروف عن فيروز أنها لا تخرج من لبنان الا نادراً، ولا تقابل احداً الا فيما ندر .. وأنا في كل مرة أذهب الي لبنان أحاول واحاول وتبوء محاولاتي بالفشل( اصلي أنا لا ايأس ابدا) ..
وفي عام 2019 خرجت فيروز لأول مرة مصطحبة أبنها هالي ( 63 سنة) علي كرسي ليحضر معها قداس الكنيسة في ذكري رحيل ( ليال) ..
الصورة عملت ضجة في وقتها ولكنها لم تهتم كان شاغلها الاهتمام بابنها الذي لم تَبعد عنه منذ أن كانت في العشرينيات من عمرها..
لحظتها فقط ادركت كم كنت مخطئة عندما كنت أظن أن فيروز أكيد سعيدة.. الصور تحمل شئيا والقلوب تحمل اشياء أخري ..
من الآخر مفيش حد سعيد كل واحد لديه مايجعله تعيسا بعض الوقت او كل الوقت.