صكّ الأُضحية، الوثيقة التي تكون بين المُضحّى والجهة المُوكّلة بذَبْحها، أو توزيعها، وهو من العقود التي أجازتها الشريعة الإسلاميّة وفق ضوابط معيّنةٍ، وشروطٍ مُعتبرةٍ، أمّا توزيع تلك الأُضحية فيكون بناءً على الاتفاق الذي تمّ بين المُضحّى والجهة القائمة على ذَبْح الأُضحية.
صَحَّ قول الدكتور «شوقى علَّام»، مفتى الجمهورية، في شأن صكوك الأضاحى، قال نصًّا: «إنَّ صكَّ الأضحية نوع من أنواع الوكالة، وهى جائزة في النيابة عن الذابح في الأضحية، حيث يجوز لمَن صَعُبَ عليه إقامةُ سُنَّة الأضحية بنفسه أن يُنيب عنه الجمعية الخيرية أو غيرها عن طريق هذا الصك أو نحوه، وعلى الجمعية الخيرية عمل ما يلزم لاختيار الأضاحى وذبحها وتوزيعها طبقًا للأحكام الشرعية».
لو تمنيت على الكرماء، دعم مشروع «صكوك الأضاحى»، ولاسيما الذي أطلقته وزارة الأوقاف، المشروع في سنوات سابقة، استفاد منه (7.1 مليون أسرة أَوْلَى بالرعاية)، بحسب بيان الوزارة.
صك الأضحية مشتق من «صك الهدى» في الحج، وبنفس قواعده الشرعية، مشروع معتبر تتوفر فيه الكفالة المجتمعية في وجهتها الشرعية، وتشتد الحاجة إليه في مثل هذا الظرف المجتمعى الصعيب على البسطاء الذين يتشوقون لفرحة في العيد، محبب إدخال بعض السرور عليهم.
حسنًا أعلن وزير الأوقاف، الدكتور «محمد مختار جمعة»، استمرارية مشروع صكوك الأضاحى الذي أطلقته الوزارة في عام 2015، وقد نال المشروع بعض اللغط الإلكترونى من مَنّاعى الخير (جمع مَنَّاع).
مثل هذه المبادرات الخيرية ترطب حرور الحياة، فيها منافع للناس الطيبة، والتشكيك فيها من منصات إلكترونية عقورة ينطبق عليه التعبير القرآنى «مَّنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ» (سورة القلم/ 12)، وفى التفسير مَنَّاع بمعنى بخيل بالمال ضنين به، شديد المنع للخير.
كشف حساب صكوك الأضاحى (رقميًّا)، إجمالى كميات لحوم الأضاحى التي تم توزيعها على الأسر الأَوْلَى بالرعاية في الفترة من 2015 حتى الآن بلغ (7104 أطنان).
وحسب بيان الوزارة، من مزايا صكوك أضاحى الأوقاف تجميد اللحوم بأحدث التقنيات بالتعاون مع وزارة التموين وشركاتها القابضة ونقلها بأحدث السيارات المجهزة، والحفاظ على البيئة حيث يتم الذبح في الأماكن المخصصة، وتتم طباعة الصكوك في هيئة وثائق مؤمنة لضمان وصولها إلى أصحابها الكرماء.
الأثر البيئى متحقق، وعانينا طويلًا من مخلفات الذبيح التي لا نُجيد تصريفها، وهذا من وجوه الشرع الشريف، النظافة من الإيمان، وخيرية المشروع هذا العام باتت من الضروريات المجتمعية، تعوض نقصًا متوقعًا في الأضاحى بسبب ارتفاع أسعار اللحوم، النقص يعوض بزيادة ويفيض الخير
على الطيبين.
معلوم أن المشروع لن يغطى الحاجة المجتمعية جميعها، لن يصل باللحوم إلى كل بيت، لكنه يستهدف الطيبين (الأَوْلَى بالرعاية)، ومع التشبيك مع الجمعيات الخيرية التي تصدر صكوكًا، يمكن مد المظلة التكافلية لتشمل قطاعًا واسعًا ممن ينطبق عليهم القول القرآنى «يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا.» (البقرة/ 273).
وعلى غرار بَلَىٰ وَلَٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِى، وقلوب الكرماء، الوزارة تشدد على أن مَن أراد الحصول على صك فعبر الحسابات البنكية المخصصة أو البريد المصرى أو خدمة فورى، أو الحصول على إيصال بقيمة الصك، تحت رقابة مالية مشددة، معلوم «الكرم هو أن تعطى ما أنت بحاجة إليه فعلًا».