شعب مصر

بالڤيديو : رزق يُحاور اللواء سمير فرج حول الأسباب التي تجعل من مصر مركزاً عالمياً

قام اللواء الدكتور سمبر فرج المحلل العسكري و الإستراتيچي مع الإعلامي الوطني حمدي رزق  عبر قناة صدي البلد في برنامجه ” نظرة ” بشرح مُفصل لمفهوم قوة الدولة الشاملة بمفهومها الجديد و تطبيق هذا المفهوم علي مصر من خلال عرض مقاله الإخير :

قوة الدولة الشاملة بمفهومها الجديد

تُقاس، قوة أي دولة، أو كما يُطلق عليها في محاضرات الاستراتيچية في كليات الدفاع الوطني في العالم، عناصر محاضرة قوى الدولة الشاملة، تشمل القوى العسكرية والسياسية والاقتصادية والچيوستراتيچية والبشرية والثقافية (القوى ناعمة) وغيرها من القوى .
وخلال الأعوام الماضية، تغيرت أسبقيات هذه القوى في الفكر العسكري العالمي، فلقد كانت في الماضي الأسبقية الأولى في تحديد قوة أي دولة هي القوة العسكرية.
فالدولة القوية عسكريا هي الدولة القادرة، على حماية حدودها، كما تمكنها من مهاجمة أي دولة أخرى لكي تفرض عليها شروطها والاستيلاء على ثرواتها، وترهيب الدولة الأخرى بقوتها العسكرية حتى لا تفكر بالاعتداء عليها وهو ما يطلق عليه الردع Deterrence.
وطبقا للتقديرات السابقة، كانت قوة الدولة السياسية لها وزن هام أيضا من حيث وجود الدولة ضمن معاهدات وأحلاف عسكرية وهذا ما دعا، على سبيل المثال، قيام بعض الدول الأوروبية الصغيرة التي خرجت من الاتحاد السوفيتي السابق، أن تنضم إلى حلف الناتو لتعطيها قوة سياسية تقف أمام طموح روسيا في العصر الحديث.
إذا حاولت الانقضاض عليها لإعادة ضمها الى الإمبراطورية السوفيتية السابقة، وبعد ذلك تأتي القوة الاقتصادية، فالدولة القوية اقتصاديا. بما لها من ثروات طبيعية أو صناعية مثل اليابان وحاليا الصين، تستطيع ان تبني جيشا قويا وان تحقق لشعبها حياة كريمة.
وبالنسبة للقوة الجيوستراتيجية، نجد أن دولة جيبوتي مثلا رغم انها دولة صغيرة الحجم والتعداد لكن موقعها على مدخل مضيق باب المندب والبحر الأحمر المسيطر على ثلث التجارة العالمية وتطل على المحيط الهندي وهي محطة للرحلات الذاهبة عبر طريق رأس الرجاء الصالح.
هذا المكان الجيوستراتيجي أعطاها قوه لكي تكون مهمة لدرجة انه يوجد على ارضها الان ستة دول تحتفظ بقواعدها العسكرية في هذه الدولة الصغيرة، وهي أمريكا وفرنسا والصين واليابان وإيطاليا واسبانيا.
وهو أمر غير موجود في أي دولة في العالم كله رغم قوتها الجيوستراتيجية، إلا أنها دولة ضعيفة لأن قوتها العسكرية والاقتصادية والبشرية محدودة للغاية.
وفي العشر سنوات الأخيرة، فوجئ الفكر الاستراتيجي العالمي بأن القوة الاقتصادية أصبحت هي أهم القوى الان لتحديد قوة أي دولة وتفوقت على القوة العسكرية.
وعلى سبيل المثال، فإن الولايات المتحدة هي أقوى دولة في العالم حاليا، لأنها الأقوى عسكريا، والأقوى اقتصاديا.
وتجيء بعدها كثاني قوة في العالم هي الصين، لأنها القوة الاقتصادية الثانية في العالم.