بقلم الكاتب الصحفي / حمدي رزق
فوربس (Forbes) شركة نشر، ووسائل إعلام أمريكية، وأبرز منشوراتها مجلة «فوربس» الشهرية التى تعد أكثر القوائم المالية شهرة فى العالم.
أعلاه يلزم السطور التالية المقتطفة من تقرير للمجلة العالمية يحمل مقارنة لافتة بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية فى جهود مكافحة مرض التهاب الكبد الوبائى (فيروس C).
فوربس الأمريكية لا تشيد فحسب بتجربة مصر فى القضاء على المرض، بل وإعلانها من منصة منظمة الصحة العالمية دولة خالية من الفيروس، وتقرر (فوربس) فى تقريرها الموثق أن الدولة المصرية استطاعت التفوق على الولايات المتحدة فى هذا السياق.
يلزم قراءة التقرير بالإنجليزية، يذكرنا بما نسينا، ويسلط الضوء على واحدة من المبادرات الرئاسية الصحية الناجحة التى تتحدث بها التقارير الدولية وقوامها رقميا (80 مليون مواطن مصرى خضعوا للفحص، و4 ملايين تلقوا العلاج، ونسبة الشفاء تجاوزت 98%).
من تقرير فوربس (نصا): «قبل 3 سنوات كان لدى مصر والولايات المتحدة نفس العدد تقريبا من الأشخاص المصابين بالتهاب الكبد الوبائى C، وكان المرض فى مصر أعلى بثلاث إلى أربع مرات للفرد منه فى الولايات المتحدة، (تقديرات طبية نسبة الإصابة فى مصر بلغت 14 %).
اليوم كما تقول «فوربس» الوضع مختلف كلية، تم اعتماد مصر من قبل منظمة الصحة العالمية لتكون خالية فعليا من المرض، لا تزال الولايات المتحدة تتحمل نفس العبء على الرغم من امتلاكها الموارد اللازمة للقضاء على التهاب الكبد الوبائى C!!.
التقرير يشيد بمبادرة (100 مليون صحة) الذى أطلقته الدولة المصرية للقضاء على الفيروس فى جميع انحاء البلاد (بتكلفة 4 مليارات جنيه)، لافتًا فى الوقت نفسه إلى أن الولايات المتحدة «ربما» تفتقد مثل تلك المبادرة، وهو ما دفع الإدارة الأمريكية الحالية إلى وضع خطة بقيمة (11 مليار دولار) للقضاء على فيروس C فى غضون (5 سنوات).
والفضل ما شهدت به «فوربس»، وتعد تقاريرها مرجعا عالميا موثوقا، تقرير فوربس جدير بالتوقف والتبين، التوقف أمام الرقم المصرى المذهل من المتعافين الذى يفوق فى حجمه وأعداده وبالأرقام كل الأعداد التى تم علاجها على مستوى العالم أجمع.
التوقف أمام الإرادة السياسية التى توفرت على إنقاذ 4 ملايين مصرى من موت محقق، بتوجيه (مهما كانت التكلفة)، حياة المواطن أولوية أولى، هذا بمناسبة حديث الأولويات.
وأمام المنظومة الطبية العلمية التى قادتها «اللجنة القومية للفيروسات الكبدية» التى أبدع علماؤُها فى ابتكار بروتوكولات العلاج التى تناسب «الجين الرابع» الذى ينهش أكباد المصريين، وكيف واكبت المستحدثات الطبية والعلاجية عالميا، وجلبها إلى القاهرة لتمصيرها وتحضيرها.
و أمام منظومة «التأمين الصحى» التى أثبتت جدارة وامتيازا فى فروعها المنتشرة بطول وعرض البلاد، والتى تحمل رجالها فى صبر وأناة تدفقات المرضى المتعبين دون ضجر، نافسهم بكل الإخلاص رجال منظومة «العلاج على نفقة الدولة»، (عدد قرارات العلاج من فيروس (C) على نفقة الدولة أرقام فوق الخيال).
التوقف أمام الجهد الطوعى الرائع لمنظمات المجتمع المدنى فى مواجهة الفيروس، المظلة الاجتماعية التطوعية فى الأقاليم شكلت حالة إبداعية استثنائية، المراكز فتحت لعلاج الغلابة مجانا، والتبرعات انهالت على المراكز، والمتطوعون فى القرى والأرياف نفروا لإنقاذ أهليهم من الفيروس اللعين.
التوقف أمام شعب عظيم، إذ فجأة ينهض ويخوض معركة بطولية فى مواجهة فيروس رهيب، شعب قرر القضاء على الفيروس وإنقاذ شبابه وشيوخه بعمل تطوعى شعبى بوعى حضارى، شعب ضرب نموذجا تتحدث عنه «فوربس».