بقلم الكاتب الصحفي / حمدي رزق
في حكومة مأزومة بفعل الأزمة الاقتصادية، وشايلة الهم، جيد أن تصادف في طريقك وزيرًا حالمًا، بيحلم ببكرة، بعام ٢٠٣٠
، متمسك بحلمه، عامل عليه، محلقًا بأحلامه عاليًا، لم تدهسه عجلة الواقع أرضًا .
أتحدث عن وزير السياحة والآثار «أحمد عيسى»، الذي يحلم بـ٣٠ مليون سائح يسيحون في ربوع المحروسة بحلول عام ٢٠٣٠ ، حلم قريب المنال مع زيادة أعداد السائحين إلى مصر، ١٥ مليونًا العام الماضى، توقعًا ١٩ مليونًا العام الجارى، وتتزايد الأعداد وفق خطة ترويج مخططة جيدًا، حتى الوصول إلى ٢٨ مليونًا عام ٢٠٢٨ ، وصولًا إلى الرقم المستهدف ٣٠ مليونًا في ٢٠٣٠ .
لسة الأحلام ممكنة، شهر إبريل الماضى وحده استقبل مليونًا و ٣٠٠ ألف، وهو رقم معتبر لم يتحقق في شهر منذ جائحة كورونا، السياحة تسترد عافيتها، بعد جائحة قاسية زادتها الحرب الأوكرانية عمقًا، الصدمة السياحية المتخلفة عن الحرب الروسية الأوكرانية كلفت مصر نحو ( ٤٠٪ ) من المدد السياحى (الروسى/ الأوكرانى).
ليست أضغاث أحلام، وعادة الوزير عيسى لا يصرح بأحلامه، وأحلامه تحلق إلى رقم ١٠٠ مليون سائح، وهذا ما تستحقه مصر، التي تشكل مقصدًا سياحيًّا مميزًا بباقة من المقاصد السياحية العالمية، من حقنا نحلم بهذا الرقم استحقاقًا.
حلم الوزير الحالم، يدعمه افتتاح المتحف الكبير في مفتتح العام المقبل، والذى يضيف نحو مليون سائح مع دخوله الخدمة السياحية بمواصفة عالمية تجاوز مثيلاتها في المتاحف العالمية كـ(اللوفر، المتروبوليتان) من المتاحف التي تتصدر خارطة المقاصد السياحية.
الرقم الحلم لن يتحقق ونحن نيام، يكلف كثيرًا، ويحتاج إلى عمل واستثمار ضخم، إمكانياتنا للأسف ليست بحجم الحلم، تخيل عدد الغرف الفندقية المتوفرة حاليًا (فقط ٢١١ ألف غرفة)، ونحتاج عاجلًا، وخلال سنوات معدودة، (نصف مليون غرفة) لاستقبال (٣٠ مليون سائح)، بتكلفة (٢٠ مليار دولار)، السياحة استثمار مكلف، ولكن حصاده وفير.
الوزير يحلم، أخشى الأرقام على الأرض أقل بكثير من الحلم السياحى المستحق مصريًّا، فقط نملك ٨ آلاف منشأة سياحية و٢٢٢٠ شركة سياحية و١٣٠٠ مركز سياحى و١٢ ألف مرشد سياحى، و٢٠٠٠ مقصد سياحى، منها ٣١ متحفًا مفتوحًا من أصل ٤١ متحفًا قائمًا.
الحلم تلزمه إمكانيات تحقيقه، عاجلًا مطلوب تهيئة البنية الأساسية للنهضة السياحية، رعاية الاستثمار السياحى حق الرعاية، وتحسين جودة المناخ السياحى، الذي يكرم السائحين بآيات من الخدمات السياحية دون عكوسات كالتى يتحدث عنها السائحون وتزعج إقامتهم في المناطق الأثرية.
مطلوب تنمية العقيدة السياحية لدى الشارع المصرى، ومقصدى الثقافة السياحية، ليس كافيًا ترويج المقاصد عبر المنصات الرقمية، المهم ترويج الفكرة السياحية في عقول الناس المتحلقين حول المقاصد السياحية.
فكرة اخطف السائح واجرى، واهتبال السائح باعتباره غنيمة، وملاحقته باعتباره ضحية، وتوالى عمليات النصب، والتحرش، والتنمر، وتحكيم ما سكن في بعض العقول المغلقة على ما فيها من أفكار وأمراض متوطنة وسارية، هذا مناخ طارد، يُخل بعقد أمان السائح، ويُقلق راحته، فيفر من مصر، لا يعود إليها أبدًا، ناهيك عما يحمله من ذكريات وصور وحكايات يُشيِّرها حول العالم، فتُجهض حلم الوزير عيسى!.